هل مضادات الاكتئاب تقاوم التعرق

مضادات الاكتئاب

تُعرَف مضادات الاكتئاب بأنّها تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب، واضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي)، واضطرابات القلق، والاضطرابات العاطفية الموسمية، بالإضافة إلى حالات أخرى، وتهدف هذه الأدوية إلى تصحيح الاختلالات الكيميائية للناقلات العصبية في الدماغ، والتي يُعتقد بأنّها المسؤولة عن التغيرات في المزاج والسلوك.

تجدر الإشارة إلى أنّه تُطوَّر مضادات الاكتئاب للمرة الأولى في الخمسينات، لكنّ استخدامها أصبح أكثر شيوعًا وبشكل تدريجي في العشرين سنةً المنصرمة، ويُشار أيضًا إلى أنّ عدد الإناث اللواتي يستخدمن مضادات الاكتئاب يبلغ ضعف عدد الذكور^[١]

هل مضادات الاكتئاب تقاوم التعرق

يتبادر هذا السؤال إلى ذهن كثير من الأشخاص سواءً أكانوا ممن يستخدمون مضادات الاكتئاب أم غيرهم، وبالإجابة عن هذا السؤال يشار إلى أنّ العكس هو الصحيح، فالتعرق في الحقيقة تأثير ضار ومزعج شائع مع العلاج ببعض أنواع مضادات الاكتئاب، فأثبتت الدراسات أنّ الأدوية التي تنتمي للعائلات الدوائية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCA)، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) تسبب التعرق. ويُقدّر انتشار التعرق باستخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية بما يتراوح بين 7٪ و 19٪ حسب الدواء المُستخدَم من هذه العائلة، بالإضافة إلى وجود حالات زيادة في التعرق ناتجة من استخدام عقاري فينلافاكسين (venlafaxine)، والبوبروبيون (bupropion). ومن غير الواضح إلى أيّ مدى تستمر هذه المشكلة فقد تستمر لمدة ستة أشهر أو أكثر من بعد البدء باستخدام مضادات الاكتئاب.^[٢]

تجدر الإشارة إلى أنّ فرط التعرق يصيب 22 ٪ من المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب، وهذا الأمر لعلّه يتعارض مع أنشطة الفرد الاجتماعية والمهنية؛ مما يؤدي إلى إيقاف العلاج، وبالتالي التوقّف عن استخدام العلاج الفعّال للتخلص من الاضطراب الذي يعاني منه المصاب، وربما يصبح إيقاف مضادات الاكتئاب أو تقليلها أو تغييرها خيارات متاحة، لكنّ ذلك قد يؤثر في فاعلية العلاج؛ لذا فقد تصبح من المناسب إضافة دواء يخفف من التعرق إلى العلاج.^[٣]

استخدامات أدوية مضادات الاكتئاب

الاستخدام الرئيس لمضادات الاكتئاب علاج الاكتئاب السريري لدى البالغين، وتُستخدَم أيضًا في علاج مشكلات الصحة العقليّة الأخرى وعلاج الآلام طويلة الأمد، وفي معظم الأحيان تُعطى مضادات الاكتئاب للبالغين الذين يعانون من الاكتئاب المتوسط إلى الشديد، إذ توصف إلى جانب العلاج السلوكي المعرفي غالبًا، وهو نوع من العلاج النفسي الحديث الهادف إلى تحسين مزاج وسلوك وطريقة تفكير الفرد. وتجدر الإشارة إلى أنَّ مضادات الاكتئاب لا تُستخدَم في علاج الاكتئاب اطفيف عادةً، حيث الدراسات بيّنت محدودية فاعليّة هذه الأدوية في علاج الحالات الطفيفة من الاكتئاب. ^[٤] ومن الاستخدامات الأخرى لمضادات الاكتئاب يُذكَر كلٌّ مما يأتي:

• علاج بعض حالات المرض العقلي، ومنها:
  • الوسواس القهري.
  • اضطراب الهلع.
  • الرهاب الخطير؛ مثل: رهاب الخلاء والرهاب الاجتماعي.
  • الشره المرضي.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

• الألم طويل الأمد، خصوصًا مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات؛ مثل: الأميتربتيلين (Amitriptyline)، ومن هذه الحالات ما يأتي:
  • متلازمة الألم الناحي المركب.
  • الاعتلال العصبي المحيطي.
  • التصلب المتعدد.
  • الاضطرابات التي يصبح فيها العصب محاصرًا؛ مثل: عرق النسا.

• التبول اللاإرادي لدى الأطفال، تُستخدَم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات في علاج التبول اللاإرادي لدى الأطفال، إذ قد تساعد في استرخاء عضلات المثانة؛ مما يزيد من سعة المثانة، ويقلل من الرغبة في التبول.

أعشاب ومكملات للتخفيف من التعرق

بعض الأطعمة والأعشاب تقلّل من كميّة العرق المنتجة من الجسم، ويهدئ الغدّة العرقيّة النشطة، وبالنظر إلى النظام الغذائي من المهم التركيز على الأطعمة التي لا تفرض حملًا على الجهاز الهضمي، والأطعمة التي لا تزيد من تحفيز الجهاز العصبي.^[٥] ومنها ما يأتي:

• الماء.
• الأطعمة الغنية بالكالسيوم؛ مثل: منتجات الألبان والجبن.
• اللوز.
• الموز.
• بروتين مصل اللبن (whey).
• الخضروات والفواكه المُحتويتان على نسبة عالية من الماء؛ مثل: البطيخ، والعنب، والشمام، والبروكلي، والسبانخ، والقرنبيط، والفلفل، والباذنجان، والملفوف الأحمر.
• زيت الزيتون.
• الشوفان.
• البطاطا الحلوة.
• الشاي الأخضر.
• بعض الأعشاب؛ مثل: شاي المريمية أو أقراص المريمية والبابونج وجذر الناردين (Valerian root) ونبتة سانت جون (St. John's Wort).^[٦]

نصائح للتعامل مع مشكلة التعرق

توجد مجموعة كبيرة من النصائح الواجب اتباعها للتخفيف من مشكلة التعرّق، ويُذكَر منها كلٌّ مما يأتي:^[٥]

• الحدّ من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، فـالكافيين يحفّز الجهاز العصبي، ويزيد التعرق، إضافةً إلى تسببه في رفع ضغط الدم، ورفع معدل ضربات القلب، ورفع إفراز الغدة العرقيّة.
• التوقف عن التدخين، حيث النيكوتين الموجود في الدخان يرفع من درجة حرارة الجسم، ويجعل القلب ينبض بشكل أسرع، ويزيد من عمل الغدّة العرقية.
• الحفاظ على الرطوبة، فشرب الكثير من الماء وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء يسهمان في الحفاظ على برودة الجسم ويمنعان التعرق المفرط.
• ارتداء الملابس الفضفاضة، فالملابس الضيّقة -خاصةً تحت الذراعين- تسبب زيادة التعرق.
• تجنب الأطعمة المسببّة للتعرق؛ مثل:
  • الأطعمة المُعاجلة.
  • الأطعمة الحارّة والغنية بالتوابل.
  • البوظة.
  • الثوم والبصل.
  • الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون.
• استخدام مضادات التعرق الموضعية، فمزيل العرق يتخلّص من الرائحة تحت الذراعين، لكنّه غير مصمم لمنع الشخص من التعرق بشكل كامل.
• اللجوء إلى الوخز بالإبر، والتنويم المغناطيسي، وتقنيات الاسترخاء.^[٦]

المراجع

1. ↑ Christian Nordqvist (2018-2-16), "All about antidepressants"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-4-27. Edited.
2. ↑ "(Excessive Sweating Caused by Antidepressants: Measurement and Treatment With Glycopyrrolate (AIDES-G) (AIDES-G", clinicaltrials, Retrieved 2020-4-27. Edited.
3. ↑ Jonathan R. Scarff (2013-1-12), "Options for treating antidepressant-induced sweating"، mdedge, Retrieved 2020-4-27. Edited.
4. ↑ "Antidepressants", nhs,2018-8-16، Retrieved 2020-4-28. Edited.
5. ^ ^{أ ب} Ana Gotter (2018-7-30), "9Ways to Prevent Sweaty Armpits"، healthline, Retrieved 2020-4-27. Edited.
6. ^ ^{أ ب} "Natural Remedies", sweathelp, Retrieved 2020-4-27. Edited.