وفقا للتقديرات، فان ما يقرب من عشرين بالمئة من كبار السن يعانون من الاكتئاب. ويتميز هذا الاكتئاب بالحزن المستمر، عدم القدرة على العمل، واحيانا الشعور بعدم وجود طعم للحياة.هل ممكن علاج القلق والاكتئاب؟
كثيرا ما يحكي كبار السن عن أن فترة التقاعد تحمل معها شعورا بالارتياح والراحة. أخيرا، لا ينبغي لهم السعي وراء أي شيء، لا يحتاجون لإثبات أي شيء لأي شخص. تجربة الحياة تسمح بأخذ الأمور بتروي، والأهم، يكون هناك الكثير من الوقت للاستمتاع من الاشياء التي كان من الصعب في السابق الاهتمام بها بسبب العمل والأسرة. وفي المقام الأول، بالطبع الأحفاد.
ولكن في كثير من الأحيان، فان الأشخاص الذين يصلون الى هذه السن يكون من الصعب عليهم التمتع من هذه الايجابيات، ويحدث لديهم الاكتئاب والقلق. وفقا للتقديرات، فان ما يقرب من عشرين بالمئة من كبار السن يعانون من القلق والاكتئاب. ويتميز هذا الاكتئاب بالحزن المستمر، عدم القدرة على العمل، الشعور بانهم عديمي الأهمية، الشعور بالوحدة، وأحيانا حتى الشعور بأنه لا يوجد طعم للحياة.
بالمقارنة مع أولئك الذين يستطيعون التكيف مع التغيرات المفروضة عليهم في الجيل الذهبي، سواء من الناحية الجسدية أم من ناحية العمل، فهناك من يجدون صعوبة في قبول التغييرات والتكيف معها. هؤلاء غالبا ما يصابون بالاكتئاب. يمكن أن يكون القلق والاكتئاب نتيجة لأسباب وراثية، فسيولوجية (العجز، انخفاض في القدرة المعرفية) أو محيطة، مثل وفاة شخص قريب، فقدان الاستقلاليه، مشاكل مالية، التقاعد، الانتقال إلى دار رعاية المسنين، وغير ذلك.
أعراض الاكتئاب عادة ما تشخص من قبل الأشخاص القريبين. يتم التعبير عن هذه الأعراض بتغيرات حادة في المزاج، التعب، اللامبالاة، الأرق الشديد، فقدان الشهية، فقدان السيطرة، البكاء، الغضب، والقلق. في بعض الأحيان يعبر عن الاكتئاب باستخدام الكحول والتفكير بالأمراض والموت.
يتم علاج القلق والاكتئاب بعدة طرق. ويمكن ان يكون العلاج بواسطة مضادات الاكتئاب، بواسطة مجموعات الدعم أو بواسطة الطبيب النفسي. غالبا ما يتم الدمج بين هذه العوامل الثلاثة معا. كذلك، ينصح بشدة بالبدء ببعض الأنشطة خارج البيت، مثل العمل التطوعي أو التعلم أو الأنشطة الرياضية. هكذا يرجع الشعور بالأهمية والأنتعاش.
هناك دور هام في تشخيص وعلاج القلق والاكتئاب لأفراد الأسرة القريبين. هؤلاء ليسوا فقط أقرب الناس اليهم، ولكنهم غالبا ما يكونون الوحيدين الذين يعرفونهم من الناس الذين ما زالوا على قيد الحياة ويمكن أن يبقوا بعلاقة مع الشخص الذي يعاني من الاكتئاب واكتشافه لديهم. في كثير من الأحيان، يكون أحد أسباب حدوث الاكتئاب في الجيل الذهبي هو الشعور بعدم الاهتمام من قبل أفراد الأسرة، بسبب أن الأولاد قد كبروا وكونوا أسرة خاصة بهم، عندها يظهر شعور بأنه لا يوجد حاجة إليهم بعد الآن. إذا بقي أفراد العائلة على صلة بهم، أشركوهم في حياتهم، واستعانوا بهم، عندها فان الشعور بالأهمية الذاتية يزيد ولا يتلاشى مع الوقت.
لكي يتمكن أفراد العائلة، الأصدقاء وكبار السن أنفسهم، من معرفة كيفية تشخيص وعلاج القلق والاكتئاب، وأيضا، كيفية التعامل مع ظواهر أخرى، مثل الشعور بالوحدة، الملل أو القلق،الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب، يمكنهم التوجه إلى الطبيب النفسي المعالج لكبار السن، والاستعانه بمجموعات الدعم المختلفة، أو المنظمات التي ترعى كبار السن. بالطبع يمكن دائما الاستعانة بالمواد المكتوبة على شبكة الإنترنت، مجلات المسنين، أو الأدبيات المتخصصة، للحصول على كل المعلومات الضرورية حول هذا الموضوع.