محتويات
هل من علاج لالتهاب الكبد بالعسل؟
العسل Honey هو سائل لزج حلو، يحتوي على حوالي 18% ماء، وله خصائص مضادة للأكسدة، والبكتيريا والالتهابات؛ لذلك تمّ استخدامه في علاج العديد من الحروق والجروح، ويتم استخدامه على نطاق واسع في العديد من المنتوجات، بالإضافة إلى استخدامه في تحضير بعض الأدوية والعلاجات.[١]
التهاب الكبد الوبائي Hepatitis هو حالة مرضية تُشير إلى التهاب الكبد الناتج غالبًا عن عدوى فيروسية، وتشمل التهابات الكبد الفيروسية عددًا من الأنواع، وهناك فيروس مختلف مسؤول عن كل نوع، ومن هذه الأنواع التهاب الكبد أ وب، والتهاب الكبد ج أيضًا، ويوجد أيضًا أنواع أخرى ولكن هذه أشهرها، ويعد التهاب الكبد أ مرضًا قصير المدى، بينما يعد كل التهاب الكبد ب، والتهاب الكبد ج، أمراضًا قد تستمر بشكلٍ مزمن في معظم الحالات.[٢]
تأثير العسل على التهاب الكبد أ
هل يُعالج العسل أعراض التهاب الكبد الوبائي أ؟ يعد العسل مادّة طبيعية تحمل العديد من التأثيرات المضادة للأكسدة، والمضادة للميكروبات، والمضادّة للالتهابات وتأثيره على المناعة، ولمعرفة فاعليته وأثره في علاج التهاب الكبد الوبائي أ، تمّ إجراء دراسة سريرية عشوائية في مصر عام 2016م على مجموعة من الأطفال المصريّين المصابين به، وقد كانت حيثيات الدراسة كالآتي:[٣]
- تمّ إجراء الدراسة في مستشفى الأطفال في جامعة عين شمس خلال الفترة من نوفمبر 2013 إلى أكتوبر 2015.
- شملت الدراسة 75 طفلًا من كلا الجنسين، ولم يُعانوا من أي أمراض في السابق وأصيبوا بالتهاب الكبد الوبائي أ.
- تراوحت أعمار الأطفال الخاضعين للتجربة بين 2 - 12 عامًا.
- تمّ تقسيم الأطفال إلى مجموعتين بشكل عشوائي، وذلك كما يأتي:
- تناولت إحدى المجموعات العسل بنسبة 2 مل من العسل/ كغم، مرتين في الأسبوع، ولمدة 4 أسابيع.
- بينما تناولت المجموعة الأُخرى دواءً وهميًّا شبيهًا بالعسل وهو دبس السكر، وبنفس الجرعة أي بنسبة 2 مل من دبس السكر/ كغم، مرتين أسبوعيًّا، ولمدة 4 أسابيع أيضًا.
- كان الهدف الرئيس هو معرفة النسبة المئوية من الأطفال الذين شفوا تمامًا من التهاب الكبد الوبائي أ.
- في نهاية الأسبوع الرابع أظهر ما نسبته 92% من الأطفال في مجموعة العسل تعافيًا تامًّا مقابل 72% في مجموعة دبس السكر، وبقوة إحصائية بلغت 62.1%، وكانت الآثار الإيجابية للعسل أكثر وضوحًا في علاج الأعراض الآتية:
- فقدان الشهية بنسبة 100%.
- الحمى بنسبة 98.8%.
- آلام البطن بنسبة 93.7%.
"خلصت نتيجة الدراسة إلى أنّ العسل وبالجرعات التي تمّ ذكرها سابقًا يحسّن من أعراض التهاب الكبد الوبائي أ، ويسع الشفاء منه، لذا يُمكن التوصية بوصف العسل كمكمل غذائي للأطفال المصابين بالتهاب الكبد الوبائي أ".[٣]
تأثير العسل على التهاب الكبد ب
هل أثبت سم نحل العسل فعاليته في علاج التهاب الكبد الوبائي ب؟ في الوقت الحالي يتم التوجّه إلى علاج التهاب الكبد الوبائي ب عن طريق منع إفراز مولد الضد السطحي لالتهاب الكبد الوبائي ب والمعروف اختصارًا باسم HBsAg، وقد كان العسل ضمن الخيارات الطبيعية التي تمّ اللجوء إليها لمعرفة تأثيرها في هذا الجانب.[٤]
تمّ إجراء دراسة بالتعاون بين جامعة AJA للعلوم الطبية وجامعة جولستان للعلوم الطبية، في جرجان إيران، ونُشرت نتائجها في 1 نوفمبر 2019م، وقد كانت حيثيات الدراسة التي تمّ إجراؤها لمعرفة تأثير العسل على التهاب الكبد الوبائي ب، كما يأتي:[٤]
- في هذه الدراسة تمّ استخدام سم نحل العسل المجفّف بعد استخلاصه من خلال عملية التحفيز الميكانيكي، وذلك لمعرفة إمكانية إفرازه مضادًّا لمولد الضد السطحي لالتهاب الكبد الوبائي ب HBsAg.
- تمّ دراسة خط الخلايا المشتقة من الكبد من خلال نشرها في وسط كامل، ومن ثمّ تمّت معالجتها بالتخفيف المتسلسل لسم نحل العسل المجفّف.
- تمّ قياس نسبة السميّة الخلوية 3 مرات بعد العلاج وذلك بواسطة الفحص اللوني MTT، هو اختبار قياس لوني لتقييم نشاط الخلية الاستقلابي.
- تمّ تقييم إفراز مولد الضد السطحي لالتهاب الكبد الوبائي ب من خلال مادة طافية من خط خلايا الكبد التي تمّت معالجتها بالتخفيف المتسلسل لسم النحل، باستخدام مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم؛ وهو اختبار كيميائي حيوي يستخدم للتعرف على وجود مادة مستضدة عادةً في عينة ما، ويعتمد على:
- استعمال الأجسام المضادة.
- التغيير اللوني.
- بعد 12 ساعة من التقييم واستخدام العلاج، كان مولد الضد السطحي ذا تركيزًا منخفضًا عندما كانت جرعة سم النحل 8 جزء في المليون، ولوحظ أيضًا أن نسبة السميّة الخلوية بلغت 63.78 جزءًا في المليون، ولكن تمّت استعادة إفراز مولد الضد بعد 24 ساعة من العلاج.
- خلصت نتائج هذه الدراسة إلى الآتي:
- فعالية وقدرة مستخلص سم النحل المجفف في تقليل إفراز مولّد الضد السطحي لالتهاب الكبد الوبائي ب.
- أنّ له تأثيرًا مضادًّا لفيروس التهاب الكبد الوبائي ب.
يعتقد أنّ مستخلص سمّ نحل العسل له أثر مضادٌ للفيروس المسبب للمرض، ومع ذلك، ما زالت آلية عمل سم النحل في تقليل إفراز مولد الضد تحتاج إلى المزيد من الدراسة والتحقيق.
تأثير العسل على التهاب الكبد ج
هل يمكن أن يتطور التهاب الكبد ج ليُصبح سرطانً في الكبد؟ يعد التهاب الكبد الوبائي ج من الأمراض المعدية التي تُصيب الكبد، وتتسبّب بالعديد من المضاعفات الخطرة، والتي قد تؤدي إلى سرطان خلايا الكبد، لذا لا بد من الوقاية منه، وقد تمّ دراسة تأثير عسل النحل في علاج المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي ج، في المعهد القومي للسرطان في مصر والتي نُشرت نتائجها في نوفمبر من عام 2017م وقد كانت حيثيات هذه الدراسة كالآتي:[٥]
- أُجريت الدراسة على 50 مصابًا بالتهاب الكبد الوبائي المزمن ج، بمتوسط عمر 45 عامًا.
- كان عدد الذكور المشاركين في الدراسة 35 ذكرًا، بينما كان عدد الإناث 15 أُنثى.
- تمّ الحصول على عينات الدم خلال الفترة من يوليو 2014م إلى يناير 2015م، والتي أُخِذَت من العيادات الخارجية في المعهد القومي للسرطان، جامعة القاهرة في مصر.
- تمّ استخدام نوع من أنواع الفاكهة تسمّى بالفاكهة السحريّة Ziziphus jujube، أو ما يعرف بالفاكهة المعجزة، بالإضافة إلى عسل النحل في العلاج.
- كانت الجرعات العلاجية تتضمن 4 غم من الفاكهة السحرية، و1 غم من عسل النحل 3، مرات يوميًّا، ولمدة 3 أشهر.
- أظهرت الدراسة تحسّنًا ملحوظًا للمرضى المشاركين في الدراسة والمصابين بالتهاب الكبد الوبائي ج، وذلك في:
- وظائف الكبد.
- وظائف الكلى.
- فحوصات CBC
- كما أسفرت نتائج العلاج على انخفاض كبير في الخلايا التائية عن طريق تحليل التدفق الخلوي في كريات الدم البيضاء أحادية النواة التي تمّ عزلها من المرضى بعد العلاج.
خلصت نتيجة هذه الدراسة إلى فعالية استخدام الفاكهة المعجزة، بالإضافة إلى عسل النحل في الوقاية من سرطان الكبد والذي ينتج عن فيروس التهاب الكبد الوبائي ج، مع ذلك هناك توصيات شديدة لإجراء المزيد من الدراسات بحيث تشمل عددًا أكبر من المصابين، واستخدام العلاج لمدة أطول تصل إلى 9 - 12 شهر.
هل يسبب العسل أي أضرار على الكبد؟
على الرغم من فوائد العسل العديدة، وفعاليته في شفاء العديد من الأمراض، إلّا أنّه يوجد نوع من الأزهار التي تنتمي لنوع يسمّى رودودندرون أو الرندرة تُنتج رحيقًا محتويًا على مادة غرايانوتوكسين، ويُعرف العسل الناتج عن رحيق هذه الأزهار بأنّه يسبب جنون العسل، ويُطلق عليه أيضًا اسم عسل الود، ينتشر هذا النوع من الأزهار في منطقة البحر الأسود، وفي تركيّا خاصةً، ويعد تناول هذا النوع من العسل مهدّدًا لحياة الفرد حيث ينجم عنه الأعراض الآتية:[٦]
- تهيّج الجهاز الهضمي.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
وقد تمّ التحقيق في أثر هذا النوع من العسل على الكبد، ومن خلال البحث تمّ العثور على تقرير نُشرت نتائجه في مارس عام 2016م عن إحدى الحالات في تركيا والتي أدّى تناولها لهذا العسل إلى أعراض خطرة أدّت إلى حاجتها لمراجعة الطوارئ، وقد كانت حيثيات هذه الحالة كالآتي:[٦]
- قدمت سيّدة تبلغ من العمر 89 عامًا إلى الطوارئ وبعد سؤالها عن سجلّها الطبي، تمّ الكشف عن إصابتها بقصور في القلب، ولكنّها في ذات الوقت لا تتناول أي دواء، وكانت الأعراض التي تعاني منها الآتي:
- الضعف.
- الشعور بالغثيان.
- الإغماء.
- خلال الفحص الروتيني ظهر الآتي:
- كانت درجة حرارتها تبلغ 36 درجة مئوية.
- بلغت ذروة معدل نبضات القلب لديها 50 نبضة بالدقيقة.
- أمّا ضغط الدم 90/60 ملم زئبق.
- بعد التحقيق في الطعام الذي تناولته مؤخرًا، تمّ اكتشاف أنّها تناولت 2 إلى 3 ملاعق من العسل قبل ساعتين من لجوئها إلى الطوارئ، وبصدد هذا الأمر تمّ الأخذ بعين الاعتبار احتمالية تناولها عسل الرندرة.
- خلال إجراء الفحوصات تمّ الكشف عن ارتفاع قيم معدلات اختبارات وظائف الكبد، حيث كانت نتيجة إنزيمات القلب سلبية، بالإضافة إلى علامات التهاب الكبد كانت نتيجتها سلبية أيضًا.
- نظرًا للفحوصات التي تمّ إجراؤها، والمعلومات التي تمّ جمعها، واستشارة الطب الباطني تمّ تشخيص السيدة بالآتي:
- بطء في ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- التهاب الكبد الحاد المرتبط بالتسمم بعسل الرندرة.
- تمّ نقل المريضة إلى المستشفى لغايات المراقبة، والعلاج.
- أثناء المراقبة تمّ إجراء تخطيط للقلب، أثناء ذلك كانت نسبة الدم التي يتم ضخها من خارج البطين الأيسر مع كل نبضة 65%، بينما كان انقباض البطين الأيسر طبيعيًّا.
- خلال إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية كان حجم الكبد يتوافق مع الحد الأعلى للحجم الطبيعي، وكانت القنوات الصفراوية داخل الكبد طبيعية أيضًا.
- بعد 12 ساعة من العلاج والمراقبة، عاد النبض إلى مستوياته الطبيعية، وتمّ ملاحظة انخفاض معدلات اختبارات وظائف الكبد لتعود لمستوياتها الطبيعية.
- بعد التأكد من الحالة الصحيّة للسيّدة تمّ السماح لها بالخروج من المشفى، ليتم بعد ذلك متابعتها من خلال الفحوصات الطبيّة الشاملة.
نستنتج من الحالة السابقة وجود علاقة تربط في بعض الحالات تناول أحد أنواع العسل، وهو عسل الرندرة، بالتهاب الكبد الحاد، بالإضافة إلى بطء نبضات القلب، وانخفاض ضغط الدم وزيادة قيم معدلات إنزيمات الكبد.
محاذير تناول العسل
هل يوجد توصيات بشأن مدى أمان تناول العسل؟ يعد العسل من المواد الطبيعية الآمنة، وهو آمنًا لدى استخدامه كمحلٍّ طبيعي، وكدواءٍ موضعيّ للجروح والحروق البسيطة، ولكن مع ذلك هناك بعض المحاذير التي يجب الانتباه لها عند تناول العسل والتي نذكر منها الآتي:[٧]
- تجنّب إعطاء العسل للأطفال دون عمر 1 سنة، حتى ولو بكميّة ضئيلة.
- قد يُعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه مكونات معيّنة في العسل، وخاصةً حبوب اللقاح، والتي وعلى الرغم من ندرتها إلّا أنّها تتسبّب برد فعل تحسّسي خطير ونذكر من أعراض حدوثه الآتي:
- أعراض مثل أعراض الإصابة بالربو، كصوت صفير وغيره.
- الغثيان
- التقيؤ.
- ضعف عام.
- فرط التعرّق.
- إغماء.
- عدم انتظام ضربات القلب
بالإضافة إلى ما سبق قد يؤثر العسل على مستويات السكر في الدم، وقد تفاعل العسل مع بعض الأدوية ويقلل من فعاليتها أو يزيد من آثارها الجانبية، ونذكر من هذه الأدوية الآتي:[٨]
- الأدوية المضادة للتخثر مثل الأسبرين وغيره.
- قد يتفاعل العسل مع دواء فينيتوين؛ وهو دواء يستخدم في حالات الصرع.
- الأدوية التي يتم تفكيكها بواسطة الكبد مثل ميدازولام.
على الرغم أنّ العسل مادة طبيعية لها العديد من الفوائد، إلّا أنّه لا بد من الانتباه إلى مدى أمان تناوله لدى بعض الأشخاص.
المراجع
- ↑ "Honey", britannica, Retrieved 18/1/2021. Edited.
- ↑ "Hepatitis", healthline, Retrieved 18/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "The effects of honey supplementation on Egyptian children with hepatitis A: A randomized double blinded placebo controlled pilot study", researchgate, Retrieved 18/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Honey Bee Dry Venom Reduces Hepatitis B Virus Surface Antigen Secretion in PLC/PRF/5 Cell Line", ijml, Retrieved 18/1/2021. Edited.
- ↑ "Protective Role of Magic Fruit and Honey Bee against Human Hepatocarcinogenesis", acanceresearch, Retrieved 18/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "A case of acute hepatitis following mad honey ingestion", ncbi, Retrieved 18/1/2021. Edited.
- ↑ "honey", mayoclinic, Retrieved 18/1/2021. Edited.
- ↑ "Honey", rxlist, Retrieved 19/1/2021. Edited.