هل من فوائد يمتلكها زيت الخروع للإمساك؟ وما رأي العلم في هذا الجانب؟

زيت الخروع

يعد زيت الخروع من الزيوت الطبيعية المعروف بخصائصه العلاجية، ويستخلص هذا الزيت من بذور نبتة الخروع ويحتوي على بعض الأحماض المعروفة بخصائصها العلاجية والمضادة للالتهاب في نفس الوقت، فهو يستخدم منذ وقت طويل جدًا كملين للأمعاء في حالات الإمساك وكزيت للشعر يساعد على نموّه بشكل أسرع ويزيد من كثافته، ويستخدم في الكثير من الأحيان على الجلد كمرطب أو مزلق طبيعي، كما قد يستخدم لتحفيز الطلق والولادة لدى النساء الحوامل أو للبدء بتحفيز إدرار الحليب لدى المرضع بعد الولادة، وبالتأكيد ليست كل هذه الاستخدامات مثبته علميًا^[١]، ولهذا فإنه ينصح باستشارة طبيب قبل البدء باستعمالها للتأكد من فعاليتها وتفادي أعراضها الجانبية، وسيستعرض هذا المقال رأي العلم في مسألة استخدام زيت الخروع في علاج الإمساك وبيان طريقة استخدامه ومحاذيرها.

الإمساك

يعرف الإمساك بكونه قلّة أو عدم انتظام في حركة الأمعاء مما يصعب من خروج البراز عن طريق الجهاز الهضمي والذي من الممكن أن يمتد لعدّة أسابيع أو أكثر، ويعرفّ الإمساك عند عدم قدرة المريض على الإخراج بمعدل 3 مرات في الأسبوع الواحد، وقد يكون الإمساك حالة عرضية وهذا شائع جدًا ولا يشكل خطورة على المريض على عكس الإمساك المزمن الذي قد يتعارض مع واجبات الحياة اليومية لدى المريض وأدائه لمهامه بشكل اعتيادي، وغالبًا ما يتم البحث عن سبب محدد للإمساك المزمن حتى يتم علاجه بشكل فعّال ولكن هذه الأسباب قد تكون غير معروفة في الكثير من الأحيان.^[٢]

للإمساك أعراض تكاد لا تخفى على أي شخص، كأن يكون البراز عند الإخراج قاسٍ والإحساس بثقل وانسداد في الأمعاء يمنع حركتها في أغلب الأحيان وصعوبة في تفريغ الأمعاء بشكل تام واضطرار المريض إلى الضغط بقوة على منطقة البطن للشعور ببعض الراحة مما قد يسبب ألمًا شديدًا عند الإخراج في أغلب الأوقات، ويتحول الإمساك إلى مرض مزمن عند وجود هذه الأعراض لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر متتالية.^[٢]

هل من فوائد يمتلكها زيت الخروع للإمساك؟ وما رأي العلم في هذا الجانب؟

يحتوي زيت الخروع على حمض الريسينوليك كحمض دهني رئيس، وتشير الكثير من الدراسات إلى قدرة هذا الحمض على الارتباط ببعض المستقبلات الموجودة على العضلات الملساء المكونة لجدار الأمعاء، وعند ارتباطه بها فإن عضلات الأمعاء تبدأ بالانقباض مما يسهل حركة البراز ويسرّع في خروجه من الجهاز الهضمي مما يجعله أحد الملينات الشائعة الاستخدام والتي عرفت بالتجربة وعن طريق العلم، ويعرف زيت الخروع بطعمه غير المرغوب والذي من الممكن تفاديه بسهولة عن طريق وضع زيت الخروع في مكان بارد أو في الثلاجة قبل ساعة من تناوله، ويستخدم زيت الخروع لحالات الإمساك العرضية ولا ينصح باستخدامه أبدًا عند الإمساك المزمن، حيث إنه من الممكن أن يؤثر على قدرة انقباض العضلات مما يسبب لاحقًا تطورًا في الإمساك العرضي إلى إمساك مزمن يصعب علاجه، ويجب قبل استخدام زيت الخروع للمساعدة في التخلص من الإمساك استشارة الطبيب المختص.^[٣]

رغم أن زيت الخروع من أقدم الزيوت التي عُرفت خصائصها العلاجية على الإطلاق إلّا أن الطريقة التي يعمل بها تمامًا لا تزال غير معروفة بدقّة، إلّا أن الدراسات عرفت حتى الآن أن حمض الريسينولي الموجود في زيت الخروع يتم تحطيمه عن طريق إنزيمات هاضمة للدهون موجودة في الأمعاء ومن ثم يرتبط بمستقبلات تحفز من حركة الأمعاء مما يسبب تأثيرًا أشبه بتأثير الملينات الدوائية،^[٤] وقد يسبب زيت الخروع ألم وتشنجات في المعدة ومنطقة البطن.^[٥]

في دراسة أجريت على مجموعة من كبار السن في تركيا كان منهم ما نسبته 80% يعانون من مشكلة الإمساك المزمن، وبحثت الدراسة في تأثير زيت الخروع عند استخدامه على مدار 14 يومًا، 7 أيام منها قبل استخدامه، و3 أيام خلال الاستخدام، ومن ثم 4 أيام بعده، وخَلُصت الدراسة إلى ما يأتي^[٦]:

• لم يؤثر زيت الخروع على عدد حركات الأمعاء والإخراج لدى المريض.
• قلل زيت الخروع من تماسك البراز وقساوته.
• قلل زيت الخروع من الألم والتشنج المصاحب للإخراج.
• قلل زيت الخروع من أعراض الإمساك المزمن بشكل عام.
• زاد من الشعور بالراحة لدى المرضى.

طريقة استخدام زيت الخروع للإمساك

يعد زيت الخروع من الزيوت الثقيلة جدًا وصعبة البلع، ويستغرق عادة زيت الخروع للعمل من 2-6 ساعات، ولهذا لا ينصح أبدًا بأخذه في وقت قريب من وقت النوم، كما يعرف بطعمه غير المرغوب به ولهذا تَعمد العديد من الشركات التي تقوم بتصنيع زيت الخروع من مادته الخام إلى تخفيفه بطريقة تجعل بلعه أسهل وطعمه أكثر استساغة للمريض مع الحفاظ على خصائصه العلاجية وجرعته المناسبة، ففي العادة يصرف لعلاج الإمساك باستخدام زيت الخروع 15 ملليلتر أو ما يعادل ثلاثة من ملاعق مائدة الطعام، ويلجأ مستخدمي زيت الخروع إلى أخذه بالطرق الآتية^[٧]:

• شربه مع عصائر الفواكة المختلفة.
• وضعه داخل الحليب للتخلص من طعمه غير المرغوب.
• شربه مع الماء أو أي مشروب خفيف آخر.

محاذير استخدام زيت الخروع للإمساك

رغم كون زيت الخروع أحد الزيوت الطبيعية وشائعة الاستخدام لعلاج الإمساك في المنزل، إلّا أن هذا لا ينفي عدم ملائمتها للكثير من الأشخاص، ولا يستبعد تعرّض مستخدمه لبعض الأعراض الجانبية غير المرغوبة، لذا وجب طرح محاذير استخدام زيت الخروع والتنويه إلى أن استخدامه لفترة طويلة في علاج الإمساك أضرار أكثر من فوائده المذكورة سابقًا، فمن أعراضه الجانبية ومحاذير استخدامه^[٥]:

• شعور مستمر أو متقطع بالغثيان وقد يصاحبه إسهال في بعض الأحيان.
• قد يسبب زيت الخروع عدم انتظام في ضربات القلب لدى بعض المرضى.
• شعور بالدوار والتعب العام في الجسم.
• رد فعل تحسسي عند تناول الزيت قد يبدأ بحكة وتهيج في الجلد وتورم بسيط وقد يكون شديدًا ويصل إلى حساسية في الجهاز التنفسي وصعوبة في التنفس وتورم اللسان والوجه بشكل كامل.

المراجع

1. ↑ "The Health Benefits of Castor Oil", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-07-08. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Constipation", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-07-08. Edited.
3. ↑ "How to Use Castor Oil to Relieve Constipation", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-08. Edited.
4. ↑ "Castor oil induces laxation and uterus contraction via ricinoleic acid activating prostaglandin EP3 receptors", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-08. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "Castor Oil", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-08. Edited.
6. ↑ "An Examination of the Effect of Castor Oil Packs on Constipation in the Elderly", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-08. Edited.
7. ↑ "Does castor oil help constipation?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-07-08. Edited.