الصلاة
الصّلاة في اللّغة هي الدّعاء والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}،[١] ففعل الأمر "صلِّ عليهم" معناه ادع لهم بالخير، والصّلاة بالمعنى الاصطلاحي: هي أفعال مخصوصة وواضحة حيث تؤدّى بأوقات معلومة، فإذا ورد في الأدلّة الشّرعيّة فعل الأمر بالصّلاة، فالأمر هنا يقتضي الوجوب وينصرف بظاهره إلى الصّلاة الشّرعيّة التي أمر الله تعالى بأدائها في وقتها، وأدلّة وجوب الصّلاة وردت في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة والإجماع، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}،[٢] ومن الجدير بالذّكر أنّ الصّلوات المفروضة على المسلم عددها خمس صلوات في اليوم واللّيلة، ولا يجوز أداء غيرها على أنّها فرض إلّا في بعض الإستثناءات؛ كالصّلاة المنذورة أو الوتر عند أبي حنيفة، والصّلاة لم تكن صحيحة إلّا إذا استوفت شروطها وسيتمّ التّعرف عليها في هذا المقال، بالإضافة إلى الإجابة عن سؤال: هل نزول الدم على الحامل يفسد صحة الصلاة.[٣]
هل نزول الدم على الحامل يفسد صحة الصلاة
وقبل الإجابة عن سؤال هل نزول الدم على الحامل يفسد صحة الصّلاة، يُجدر بالذّكر أنّ هذه المسألة اختلف فيها العلماء وفي هذه الفقرة سيتم توضيح موطن الخلاف، فعند ثلّة من الفقهاء، أنّه إذا رأت المرأة دمًا أثناء حملها وقبل فترة المخاض فإنّه يكون دم استحاضة، ممّا يعني أنّها تصوم وتُصلّي وتُؤدّي سائر العبادات الواجبة، وهذا قول المذهب القديم للشّافعي والحنفيّة والحنابلة، وذهب آخرون من الفقهاء، أنّ الدّم النّازل من المرأة أثناء حملها هو دم فاسد ويُعدّ دم حيض، فلا يجوز لها أن تصوم وتُصلي وتُوطأ، والفرق بينها وبين الحائض أنّها لا تُحسب من أقراء العدّة؛ لأنّ عدّة الحامل تنتهي عند وضع الحمل، وسبب إعطاء القول الأوّل الحامل في هذه الحالة حكم المُستحاضة؛ لأنّ الدّم الذي يخرج من المرأة في فترة حيضها يُسمّى دم الصّحّة، بخلاف الدّم الخارج من المرأة الحامل الذي يكون غالبًا بسبب علّة مُعيّنة فسّرها علم الطّبّ بأدلّة معروفة لديهم.[٤]
شروط صحة الصلاة
وبعد أن تمّت الإجابة عن سؤال: هل نزول الدم على الحامل يفسد صحة الصلاة، لا بُدّ من الحديث عن الشروط الواجبة استيفاؤها، فمعنى الشّرط: هو الذي يتوقّف عليه صحّة الصّلاة، حيث إنّ الصّلاة لم تكن صحيحة بدون اكتمال الشّروط، وفيما يأتي بيانها:[٥]
- دخول الوقت: فالصّلاة بغير وقتها غير مقبولة وهذا الشّرط مجمع عليه، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}.[٦]
- عدم كشف العورة: فصلاة مكشوف العورة غير صحيحة، لقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.[٧]
- الطّهارة: وللطّهارة نوعين: الطّهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر، والطّهارة من النجاسة، فمن صلّى بدون طهارة صلاته غير صحيحة.
- استقبال القبلة: تكون الصّلاة باطلة لمن استطاع أن يستقبل القبلة ولم يفعل، وإلّا لا تبطل صلاته إن كان في مكان لا يعلم قبلته.
- النّيّة: إنّ العبادات لم تُقبل عند الله بلا نيّة، فمن صلّى بدون نيّة فصلاته باطلة بالإجماع والدّليل قول الرّسول عليه السّلام: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ".[٨]
المراجع
- ↑ سورة التوبة، آية: 103.
- ↑ سورة البينة، آية: 5.
- ↑ "كتاب الصلاة"، al-maktaba.org. بتصرّف.
- ↑ "حكم الدم الذي ينزل على الحامل"، ar.islamway.net. بتصرّف.
- ↑ "شروط صحة الصلاة"، islamqa.info. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 103.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 31.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.