محتويات
هرمون السيروتونين
السيروتونين هو ناقلٌ عصبيٌّ تُنتِجه الخلايا العصبية في الدماغ، ومُهمّته توصيل الإشارات العصبية بين الخلايا، يتواجد غالبًا في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي، إلّا أنّه يتواجد أيضًا في الجهاز الهضمي والصفائح الدموية، ويتكوّن من حمض أميني يُسمَّى التربتوفان، والذي يتواجد عادةً في أطعمةٍ عديدةٍ مثل المكسرات والجبن واللحوم الحمراء، وإنّ نقص هذا الحمض الأميني يُمكن أن يُؤدّي إلى نقص إنتاج السيروتونين مما يُؤدّي إلى حدوث اضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب، وسيتم في هذا المقال الحديث عن وظائف السيروتونين مع التعريج على مناقشة موضوع المقال الرئيس وهو بيان العلاقة بين السيروتونين والعادة السرية.[١]
هل هناك علاقة بين السيروتونين والعادة السرية؟
العادة السرية أو الاستمناء هو عندما يحصل الشخص على المتعة الجنسية من لمس أعضائه التناسلية، وعادة ما يكون ذلك باستخدام اليد، عادةً ما يؤدي الاستمناء إلى هزة الجماع أو الاستثارة، إذًا تعتبر العادة السرية نشاط جنسي، ومن المؤكد أنها تتأثر بالعديد من الهرمونات والنواقل العصبية في جسم الإنسان، في هذا المقال سيتم بيان 'العلاقة بين السيروتونين والعادة السرية.[٢]
زيادة مستوى هرمون السيروتونين والعادة السرية
بعد الإشارة إلى ماهية السيروتونين، لا بُدّ من مناقشة علاقة هرمون السيروتونين بالعادة السرية، وقد تمّ الإشارة سابقًا إلى أنّ وفرة السيروتونين عمومًا ترتبط بتثبيط النشاط الجنسي، وحيث أنّ العادة السرية "Mastrubation" هي شكلٌ من أشكال النشاط الجنسي، فسيتم شرح علاقة هرمون السيروتونين بالعادة السرية من خلال الحالة الآتية، حيث أنّه في تقرير طبي أشار إلى طفلٍ مُصابٍ بحالةٍ من التوحد والتي تفاقمت مع مرور الوقت بسبب السلوك المُفرِط بالجنس الذاتي أو الاستمناء أو ما يُصطَلح عليه العادة السرية، وقد تمّت معالجته بإحدى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية للحد من السلوكيات الجنسية المفرطة.[٣]
وقد حدّت الأدوية من نشاط الاستمناء لديه، وساعد ذلك أيضًا في تحسين أعراض التوحّد لديه، وتُشير هذه الحالة إلى أنّ مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية يمكن أن تكون فعّالة في علاج السلوكيات الجنسية المفرطة عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التوحّد، وبما أنّ وظيفة هذه المثبطات هي زيادة فترة تواجد السيروتونين في مناطق التشابك العصبي ومنع امتصاصه الفوري، فهذا يُشير إلى أنّ السيروتونين له علاقةٌ مُباشرةٌ مع العادة السرية والسلوك الجنسي كيفما كان شكله، وأنّ له تأثيرٌ تثبيطيٌّ مُباشِر على السلوكيات الجنسية سواءً كانت سلوكيات ذاتية كالعادة السرية أو سلوكيات غيرية كالاتصال الجنسي الغيريّ،[٣] ومن هنا نستنتج أنّ زيادة هرمون السيروتونين يقلل الرغبة الجنسية والنشاط الجنسي منها العادة السرية.
انخفاض مستوى هرمون السيروتونين والعادة السرية
بالطبع، إذا تسبب ارتفاع مستويات السيروتونين في انخفاض في السلوك الجنسي، فماذا تفعل المستويات المنخفضة من السيروتونين؟ يؤدي إيقاف صنع السيروتونين وإفرازه - مما يؤدي إلى انخفاض كبير في السيروتونين- إلى زيادة السلوك الجنسي، وهذا قد يزيد بدوره الرغبة بمارسة الجنس أو العادة السرية، لذلك التحكم بمستوى هرمون السيروتونين يساعد في التحكم بمستوى النشاط والرغبة الجنسية بشكلٍ عام. [٤]
العادة السرية وتأثيرها على هرمون السيروتونين عند الوصول للنشوة
ومن المدهش أنّ تحقيق النشوة الجنسية من خلال الاستمناء يحثث اندفاعًا لهرمونات الشعور بالسعادة مثل الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين ويمكنه إعادة التوازن إلى مستويات الكورتيزول -هرمون يسبب الإجهاد- هذا يساعد جهاز المناعة لدينا على العمل على مستوى أعلى ويعطي شعورًا بالراحة والاسترخاء ويساعد على النوم.[٥]
ما هي وظائف هرمون السيروتونين؟
بعد بيان 'العلاقة بين السيروتونين والعادة السرية، لا بُدّ من الإشارة إلى أبرز وظائف السيروتونين، وكما تمّ التنويه سابقًا فإن السيروتونين ينقل الإشارات الكيميائية بين الخلايا العصبية بالإضافة لكونه يُنظِّم مستوى شدّتها، وفيما يأتي أبرز وظائف هذا الهرمون:[٦]
- الأداء العصبي والأداء العام للجسم: يلعب هذا الهرمون دورًا رئيسًا في تنظيم الإشارات في الجهاز العصبي المركزي وذلك يُؤثّر على الأداء العام للجسم بالإضافة إلى تأثيره على أداء الجهاز الهضمي بسبب تأثيره على عملية الأيض وتجدّد خلايا الكَبد وانقسامها وبما ينعكس ذلك على آليات الاستقلاب عمومًا.
- تأثيره على الأمعاء: يتواجد السيروتونين في الجهاز الهضمي، وهذا ما يجعل له دورًا في تنظيم وظائف الأمعاء وحركتها.
- تأثيره على المزاج العام: يُؤثّر السيروتونين على مستويات المزاج والقلق والسعادة، ويجدر التنويه إلى أنّ تناول عقاقير الهلوسة من مثيلات الإكستاسي و"LSD" يُؤدّي إلى ارتفاع كبير في مستويات السيروتونين في مناطق التشابك العصبي مما يُسبّب حالة من النشوة.
- تأثير على عمليات التخثّر: يُساهم السيروتونين في آلية تخثّر الدم، حيث يتم إطلاقه بواسطة الصفائح الدموية في حالات الجروح مما يُؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وهذا ما يعمل على تقليل تدفّق الدم وبالتالي تكوين خثرة وإيقاف النزيف.
- تأثيره على آلية الغثيان: في حالات تناول طعام مُزعِج أو سام فإنّ القناة الهضمية تستشعر ذلك وتُطلِق السيروتونين لتقليل فترة تواجد الأكل في القناة الهضمية وتحفيز الإسهال حتى يتخلّص الجسم سريعًا من هذا الطعام، وفي ذات الوقت تُحفِّز كميات السيروتونين منطقة الغثيان في الدماغ مما يُؤدّي إلى إحداث التقيؤ لإخراج الطعام ووقاية الجسم من آثاره.
- تأثيره على الوظيفة الجنسية: إنّ السيروتونين بشكلٍ عام يعتبَر مُثبِّطًا للنشاط الجنسي، وقد أشارت الأبحاث أنّ أدوية الاكتئاب من مثيلات مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية "SSRIs" تزيد من مستويات السيروتونين وبالتالي يُمكِن أن تُسبّب نوعًا من الضعف الجنسي طيلة فترة تناولها فقط.
- تأثيره على كثافة العظام: هناك دراسات غير مُؤكَّدة بعد تُشير إلى وجود علاقة بين زيادة مستويات السيروتونين في العظام وتحفيز تطوّر مرض هشاشة العظام.
المراجع
- ↑ "Serotonin: What You Need to Know", www.healthline.com, Retrieved 11-02-2020. Edited.
- ↑ "Is masturbation normal?", www.nhs.uk, Retrieved 14-08-2020. Edited.
- ^ أ ب "Compulsive masturbation in infantile autism treated by mirtazapine", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 02-11-2020. Edited.
- ↑ "Serotonin and sexual preference: Is it really that simple?", blogs.scientificamerican.com, Retrieved 14-08-2020. Edited.
- ↑ "Masturbation boosts your immune system, helping you fight off infection and illness", bigthink.com, Retrieved 14-08-2020. Edited.
- ↑ "What is serotonin and what does it do", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 02-11-2020. Edited.