محتويات
الصداع
يُعد الصدَّاع من الحالات المرضية الشائعة، حيثُ يعاني كل شخص من آلامه، ولا بدَّ أن تمرَّ على الفرد فترات يعاني فيها من الصداع ولو لمراتٍ عديدة، وتجدر الإِشارة إلى أنَّ الصداع الطفيف هو حالة تٌقدر بأنَّها أكثر من مجرد إزعاج يتم التخفيف منه عن طريق تناول مسكنات الآلام التي تُصرف بدون وصفة طبية، أو من خلال تناول بعض الطعام، شرب القهوة، أو أخذِ قسطٍ من الراحة، ولكن في حال كان الصداع شديدًا أو غير عادي، فهنا يصاب المريض بحالة من القلق بشأن إصابته بالسكتة الدماغية، الجلطة الدموية أو الورم، وعلى الرغم من أنَّ هذهِ المشكلات نادرة، إلَّا أنَّ يجب الحذر لأنَّ الصداع يحتاج إلى رعاية عاجلة، كما أنَّ التحكم بالغالبية العظمة من حالات الصداع لا تهدِّد الحياة،[١] وقد يتبادر إلى ذهن القارئ السؤال عن أسباب الصداع باختلاف أنواعه ويجب التنبيه هنا إلى أنَّ الأعراض التي يعاني منها المريض تساعد الطبيب على تشخيص الحالة، تحديد أسباب الصداع ووصف العلاج المناسب.[٢]
ما هي مشاكل ضغط الدم؟
يُطلق مصطلح ضغط الدم على قوة ضغط الدم على جدران الشرايين ويتم حساب هذا الضغط في كلِّ مرة ينبض القلب فيها، حيثُ يتم ضخ الدم في الشرايين مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عندما ينبض القلب ويضخ الدم، ويُعرف ذلك بضغط الدم الانقباضي، أما عندما يكون القلب في حالة الراحة، ينخفض ضغط الدم بين نبضات القلب، وهذا ما يُعرف بالضغط الانبساطي، وتجدر الإشارة إلى أنَّ قراءة هاتين القرائتين تستخدم لمعرفة طبيعة ضغط الدم لدى الشخص، وعادةً ما يكون رقم الضغط الانقباضي فوق رقم الضغط الانبساطي أو قبله، فعلى سبيل المثال 120\80 تعني أنَّ ضغط الدم الانقباضي يساوي 120، وضغط الدم الانبساطي يساوي 80، ومن الجدير بالذكر أنَّ ما يدعو للقلق بشأن ضغط الدم هو ارتفاع قراءات ضغط الدم، والأدهى أن يظل ضغط الدم مرتفعًا بمرور الوقت، إذا أنَّه يسبّب ضخ الدم بقوة أكبر من المعتاد وبالتالي عمله بشكلٍ إضافيّ، وهذا من شأنهِ أن يتسبَّب بمشاكل صحية خطيرة، كالسكتة الدماغية، النوبة القلبية، فشل القلب والفشل الكلوي. [٣]
هل هناك علاقة بين مشاكل ضغط الدم والصداع؟
أما بما يخص الإجابة على سؤال هل هناك علاقة بين مشاكل ضغط الدم والصداع، فلا يمكن الجزم بذلك إلا بالرجوع إلى الدراسات التي بحثت في هذا الشأن، وتجدر الإِشارة أنَّ الدراسات التي تولَّت البحث بهذا الموضوع تفاوتت بنتائجها بين أمرين حيثُ إنَّ بعضها أثبتَ عدم وجود علاقة بينهما، بينما البعض الآخر أظهر ارتباطًا وثيقًا بينهما، وفي حين أنَّ جمعية القلب الأمريكية كانت طرفًا داعمًا للأبحاث التي أثبتت أنَّ الصداع ليسَ عرضًا من أعراض ارتفاع ضغط الدم، إذ إنَّ أبحاث الجمعية نفسها أشارت أنَّ الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم هم أقلُّ عرضةٍ لحالات الصداع المتكرر، ولكن وعلى الرغم من ذلك فإنَّ هناك حالة تُعرف بأزمة ارتفاع ضغط الدم، والتي يكون فيها ارتفاع ضغط الدم شديدًا للدرجة التي ينشأ حينها عن تراكم الضغط في الجمجمة نتيجة ارتفاع ضغط الدم فجأة وبمستوياتٍ عالية وحرجة، مما يؤدي إلى شعور المريض بصداعٍ شديد لا يشابه الصداع النصفي أو آلام الرأس الاعتيادية، ومن جهةٍ أُخرى فإنَّ مسكنات الألم الاعتيادية كالأسبرين على سبيل المثال لن يكون فعالًا في مثل هذهِ الحالة.[٤]
هل هناك دراسات متعلقة بعلاقة مشاكل ضغط الدم والصداع؟
وكما ذكر آنفًا فإنَّ نتائج الدراسات المتعلقة بالبحث في هذا الأمر كانت متضاربة بعض الشيء،[٥] وسيتم تفصيل الدراسات التي دعمت هذهِ الفكرة وبيان نتائجها، وتفصيل الدراسات التي نفت وجود علاقة بين اضطرابات ضغط الدم والصداع فيما يأتي:
ما هي الدراسات التي أثبتت وجود علاقة بين مشاكل ضغط الدم والصداع؟
فبحسب ما ورد في الورقة البحثية التي نشرتها المجلة الإيرانية لطب الأعصاب، والتي نتج عنها أنَّ "الصداع الناتج عن حالة ارتفاع ضغط الدم عادةً ما يشعر بهِ المريض على جانبيّ رأسهِ، حيثُ يتم الشعور بهِ وكأنَّه نبضٌ مؤلم، والذي في أغلب الأحيان يزيد مع النشاط البدني إلى حالةٍ أسوء"، وتمَّ تفسير الحالة من قبل الباحثين أنَّ ارتباط ارتفاع ضغط الدم بالصداع نتيجة تأثيرهِ على الحاجز الدموي الدماغي، وهذا من شأنهِ أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الدماغ، والذي يؤدي في هذهِ الحالة إلى حالةٍ من تسريب الدم إلى الأوعية الدموية في هذا العضو، مما قد يؤدي إلى حدوث وذمة، أو تورُّم وهو ما يُشكِّل حالةً غريبة بالنسبة للدماغ، وذلك لأنَّه يسكن داخل الجمجمة وليس هناك مساحة للتوسُّع، وبالنظر إلى أنَّ التورُّم يؤدي إلى حدوث حالة من الضغط على الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور ببعض الأعراض التي تتمثل بالصداع، الدوخة، الغثيان، الارتباك، الضعف العام، النوبات وتشوش الرؤية، ولكن تجدر الإشارة إلى أنَّ تلقي العلاج المناسب لخفض ضغط الدم، يساهم بتحسُّن الأعراض في غضون ساعة.[٥]
ما هي الدراسات التي نفت وجود علاقة بين مشاكل ضغط الدم والصداع؟
أما بما يخص الدراسات التي نفت وجود علاقة بين مشاكل ضغط الدم والصداع، أكدت جمعية القلب الأمريكية أنَّ الأشخاص لا يعانون من آلام الصداع في حال ارتفاع ضعط الدم، إلَّا في حال تجاوزت قراءات ضغط الدم عن الـ 180/120، حيثُ قام الباحثون في هذا المجال بدراسة ما إذا كان الصداع المتكرر من شأنهِ التأثير على صحة قلب المريض، حيثُ تابع الباحثون الدراسة بإخضاع 1914 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم ولمدة وصلت إلى 30 عامًا، وتمَّت مراقبة الصداع الذي يعانون منه، وأظهرت النتائج "أن لا وجود لعلاقة بين الصداع بانتظام واحتمال الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية"، وهذا يشير إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من حالات الصداع المتكرر لا تتعلق آلامهم بحالة ارتفاع ضغط الدم وذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، لذلك تم اقتراح أنَّ الصداع قد يحتاج إلى خطة علاج محكمة، تميل بالأشخاص إلى عدم استخدام الأدوية التي تساهم بخفض الضغط.[٥]
كيفية التخلص من الصداع؟
لعلَّ أمر التخلص من الصداع من الأمور التي يسهل الحديث عنها لاعتياد النَّاس على ألم الصداع، ومعرفتهم أيضًا لطرق التخلص منه، ولكن يجب التنبيه إلى الطرق المثلى للتخلص من الصداع بأساليبٍ علمية وطبية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ العلاج الأول ولجميع حالات آلام الصداع هو نيل قسطٍ من الراحة واستخدام مسكنات الآلام، وفيما يأتي أبرز الخيارات المتاحة لعلاج الصداع: [٦]
- أدوية مسكنات الألم، والتي تُصرف بدون وصفة طبية، كمضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- الأدوية التي توصف لتخفيف الآلام.
- الأدوية الوقائية من آلام الصداع والتي تكون في حالاتٍ معينة؛ كالصداع النصفي.
- من الضروري جدًا استشارة الطبيب بما يخص الصداع الناتج عن الحالات التي تفرط في استخدام الأدوية، لوصف العلاج المناسب حسب الحالة.
تجدر الإشارة إلى أنَّ هناك العديد من طرق العلاج التي تُعرف بالطب التكميلي لعلاج الصداع والتي يجب استشارة الطبيب المختص قبل الخضوع لها بأيِّ حالٍ من الأحوال، وفيما يأتي ذكر لأهمها: [٦]
- العلاج بوخز الإبر.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- المنتجات العشبية والغذائية المختلفة.
- التنويم المغناطيسي.
- التأمل
من جهةٍ أُخرى قد تنجح بعض العلاجات المنزلية في تخفيف الألم الناتج عن الإصابة بالصداع، وفيما يأتي ذكر لأبرز الطرق التي من شأنها المساعدة في تخفيف الألم: [٦]
- استخدام كيس ثلج على الرأس أو الرقبة، ولكن مع الانتباه بعدم وضع الثلج بشكلٍ مباشر على الجلد، أو الاستعانة بالكيس الحراري، ولكن يجب توخي الحذر بتجنُّب الحرارة المرتفعة.
- تجنُّب التعرُّض للضغوطات على قدر الإمكان، واستخدام استراتيجيات التأقلم الصحية للتوتر المفروض ولا يمكن الفرار منه.
- تناول وجبات صحية منتظمة، مع الحفاظ على مستويات مستقرة من السكَّر في الدم.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من ساعات النوم، وذلك باتباع روتين منتظم للنوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام بهدف تعزيز صحة الفرد العامة وتقليل التوتر.
- أخذ فترات راحة من العمل، والابتعاد عن الإجهاد.
المراجع
- ↑ "Headache: When to worry, what to do", www.health.harvard.edu, Retrieved 2020-08-24. Edited.
- ↑ "Headache Print", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-24. Edited.
- ↑ "High Blood Pressure", medlineplus.gov, Retrieved 2020-08-24. Edited.
- ↑ "Does High Blood Pressure Cause Headaches?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-24. Edited.
- ^ أ ب ت "Can high blood pressure lead to headaches?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-24. Edited.
- ^ أ ب ت "What is causing this headache?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-24. Edited.