هل يؤدي ارتفاع ضغط الدم لنزيف الانف

كتابة:
هل يؤدي ارتفاع ضغط الدم لنزيف الانف

ارتفاع ضغط الدم ونزيف الأنف

يعدّ ضغط الدم بالقوّة التي تدفع الدم خلال الأوعية الدموية، قد ترتفع هذه القوّة بالاعتماد على مقاومة الأوعية الدموية، وقوة ضخ الدم من عضلة القلب، ويُعدّ ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشّائعة، التي تُسبب العديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تصل إلى الموت، وتكمن خطورة ارتفاع ضغط الدم في عدم تسببه بإظهار أيّة أعراض، لذا يُشار إليه بالكثير من الأحيان باسم القاتل الصّامت لكنّ الأعراض قد تظهر لدى بعض الأشخاص مثل؛ التّعرق، والاحمرار، ومشكلات النّوم، والصّداع، ونزيف الأنف، وهذا غالبًا ما يحدث في الحالات الشديدة من ارتفاع ضغط الدم،[١] ويعدّ نزيف الأنف -الرعاف- من الأمور الشّائعة لدى البالغين والأطفال في عمر 3-10 سنوات، لكنّه نادرًا ما يُشير إلى الإصابة باضطراب صحي خطير؛ إذ إنّ الأنف يحتوي على العديد من الأوعية الدموية القريبة الهشة من السّطح في الجزء الأمامي والخلفي من الأنف، ممّا يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالنّزيف، ويوجد نوعان من من نزيف الأنف؛ نزيف الأنف الأمامي الذي يحدث عندما تنفجر الأوعية الدموية في مقدّمة الأنف وتنزف، ونزيف الأنف الخلفي، وهو نزيف الجزء الخلفي من الأنف الذي قد يُؤدي إلى تدفّق الدم إلى الحلق، ويُعدّ هذا النّزيف خطيرًا.[٢]


العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم ونزيف الأنف

تبين سابقًا أنَّ ارتفاع الضغط الدم الشديد قد يكون مُسبِّب الإصابة بنزيف الأنف، وغالبًا ما يربط الناس نزيف الأنف مع ارتفاع ضغط الدم، إذ تتزامن الإصابة بالرعاف عادةً مع ارتفاع ضغط الدم، كما أنَّ الإصابة بالرعاف أكثر شيوعًا عند مرضى ارتفاع ضغط الدم وذلك يمكن أن يكون بسبب زياة هشاشة الأوعية الدموية الناتجة عن الإصابة بارتفاع ضغط الدم لمدة طويلة، ولكن نادرًا ما يكون السبب المباشر لنزيف الأنف هو ارتفاع ضغط الدم، لكن الإصابة بالرعاف وما يرافقها من توتر لدى المُصاب قد يؤديان إلى ارتفاع ضغط الدم، لذا في هذه الحالات يجب التركيز على إيقاف نزيف الأنف وتهدئة المُصاب، الأمر الذي بدوره سيساعد على عودة ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية.

بينت الدراسات أن عدد مرات تكرار نزيف الأنف في المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم منذ زمن طويل كانت أعلى، ولكن لم تنجح الدراسة في إيجاد رابط مؤكد بين ارتفاع ضغط الدم ونزيف الأنف، ولكن أظهرت الدراسة أن التحكم بنزيف الأنف كان أصعب عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.[٣][٤]


نزيف الأنف

أسباب نزيف الأنف

تتضمن الأسباب الرئيسية لنزيف الأنف في التّالي:[٥]

  • نخر الأنف بالأصابع.
  • جفاف الهواء: الذي يُؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية، ممّا يجعلها أكثر عرضة للنّزيف والالتهاب.
  • التهاب الجيوب الأنفية الحاد أو المزمن.
  • الحساسية.
  • التعرُّض للمثيرات الكيميائية كالأمونيا.
  • الزّكام.
  • دخول الأجسام الغريبة للأنف.
  • اضطرابات نزف الدم.
  • انحراف الحاجز الأنفي.
  • تناول مميعات الدم كالأسبرين، والهيبارين، والورفاررين.
  • تعاطي الكوكايين.
  • استخدام بخاخات الأنف المُستخدمة لعلاج الاضطرابات التحسُّسية بكثرة.
  • التهابات الأنف غير التحسُّسية.

علاج نزيف الأنف

تختلف علاجات نزيف الأنف بالاعتماد على نوع النّزيف وفي المجمل، فإنّ العلاجات تتضمّن الخيارات التّالية:[٢]

  • إذا كان نزيف الأنف أمامي فيمكن علاجه بالجلوس والضّغط على الجزء الطري من الأنف، والتأكد من أنّ فتحات الأنف مغلقة تمامًا والاستمرار بذلك لمدّة 10 دقائق مع ضرورة الميل إلى الأمام والتّنفس من الفم، وتجنّب الاستلقاء لأنّه قد يُؤدي إلى بلع الدم، ويمكن أيضًا استخدام بخاخات الأنف المضادة للاحتقان المُسبّشبة لإغلاق الأوعية الدموية، كما ويُنصَح بوضع الكمادات الباردة على الحاجز الأنفي، ولا بُدّ من مراجعة الطبيب إذا لم تُجدي هذه العلاجات نفعًا.
  • إذا كان نزيف الأنف خلفيًا، فلا بُد من مراجعة الطبيب، لأنّ هذا النوع من النزيف لا يمكن علاجه منزليًا لمعرفة أسباب النزيف الذي يحدث قد يحدث نتيجة دخول أجسام غريبة، فيقوم الطبيب بإزالتها وإيقاف النزيف.

نصائح للوقاية من نزيف الأنف

وللوقاية من الإصابة بنزيف الأنف يمكن اتّباع بعض التدابير الوقائية ومنها:[٢]

  • استخدام أجهزة مرطبات الجو للحفاظ على الهواء رطبًا.
  • استخدام الأدوية المضادة للحساسية ومزيلات الاحتقان باعتدال، وفقط بعد استشارة الطبيب، إذ إنها قد تُسبّشب جفاف الأنف.
  • تجنب نخر الأنف.
  • استخدم بخاخ أنفي أو الجل الذي يحتوي على المحلول الملحي لإبقاء الممرات الأنفية رطبة.


أسباب ارتفاع ضغط الدم

أسباب ارتفاع ضغط الدم

يقسّم الأطباء ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين كما يلي:[٦]

  • ارتفاع ضغط الدم الأساسي: وهو النّوع الأكثر شيوعًا من ارتفاع ضغط الدم الذي يستغرق عدّة سنوات حتّى يتطوّر، ولم يحدد الأطباء سببًا واضحًا له، إلّا أنّهم يشيرون إلى أنّ العوامل البيئية ونمط الحياة والتّقدم في العمر، يزيد من احتمال الإصابة به.
  • ارتفاع ضغط الدم الثّانوي: وهو ارتفاع الضّغط الذي يحدث نتيجة الإصابة باضطرابات صحية أخرى مثل؛ مشكلات الكلى، ومشكلات الغدة الكظرية أو الدّرقية، والأدوية، وتوقف التّنفس أثناء النّوم.


عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم

يحدث ارتفاع الضّغط نتيجة العديد من العوامل التي تتضمّن الآتي:[٥]

  • العمر.
  • العوامل الوراثية.
  • اتّباع نظام غذائي غير صحي: الذي يكون بتناول الأغذية الغنية بالملح -الصوديوم- وافقيرة بالبوتاسيوم.
  • نقص النشاط الجسدي.
  • الضغوطات العصبية.
  • تدخين السّجائر وتناول المشروبات الكحولية.
  • العِرق؛ إذ من الممكن أن يكون الأشخاص السّود غير اللاتينيين أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من غيرهم.

علاج ارتفاع ضغط الدم

قد يصف الطبيب عدّة أدوية بدلًا من دواء واحد لعلاج ارتفاع ضغط الدم وذلك عتمادًا على عوامل عدة، وتتضمن علاجات ارتفاع ضغط الدم الدّوائية ما يلي:[٧]

  • مدرات البول: مدرات البول بالتحديد الثيازايد التي تُعدّ الخط العلاجي الأوّل لمرضى ارتفاع ضغط الدم، وهي أدوية تساعد الكلية على التخلص من الصّوديوم والسوائل الزائدة، وبالتالي تنخفض كمية الدم وينخفض الضّغط.
  • مثبّطات الأنزيم المحوّل للأنجيوستين (ACEI): تمنع هذه الأدوية إنتاج المواد الكيميائية التي تضيّق الأوعية الدموية، وتعمل على إرخاء الأوعية الدموية ومن أمثلة هذه الأدوية؛ ليسنوبريل (Lisinopril) وكابتوبريل (Captopril).
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs): تساعد هذه الأدوية على استرخاء الأوعية الدموية عن طريق تثبيط عمل المواد الكيمائية المثسبّشبة لتضيُّق الأوعية الدموية، ومن الأمثلة عليها: الكانديسارتان (Candesartand) ، واللوسارتان (Losartan) وغيرها.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم: بما فيها؛ الأملودبين (Amlodipine) والديلتازيم (Diltiazem) التي ترخي عضلات الأوردة الدموية، وقد يُبطئ بعضها ضربات القلب، وقد تتفاعل هذه الأدوية مع عصير الجريب فروت، لذا لا يُنصَح تناول هذه الأدوية بالتزامن مع عصير الجريب فروت، ويُفضَل استشارة الصيدلاني أو الطبيب لمعرفة المزيد.

نصائح للمُصابين بارتفاع ضغط الدم

يوصي الطبيب في بداية الأمر لعلاج ارتفاع ضغط الدم، بإجراء تعديلات في نمط حياة المصاب، باتباع التّدابير التّالية:[٧]

  • اتّباع نظام غذائي صحّي: الذي يتضمّن التركيز على الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والدّواجن، والأسماك، ومنتجات الألبان قليلة الدّسم، مع ضرورة تناول الأغذية التي تحتوي على نسب جيدة من البوتاسيوم، لأنه ضروري لصحة القلب، وتناول كميات أقل من الدّهون المشبعة، بالإضافة إلى التقليل من كمية ملح الصّوديوم في النظام الغذائي وبالتحديد أقلّ من 2300 ملليغرام من الملح -مما يعادل 1500 ميلليغرام من الصوديوم- يوميًا وعلى الرغم من أنّه يمكن تقليل كمية الملح المتناولة في الطّعام، إلّا أنّه ينبغي الانتباه أيضًا إلى الملح الموجود في الأطعمة المصنّعة.
  • الحفاظ على وزن صحي: من الممكن أن يساعد الحفاظ على وزن صحي أو فقدان الوزن إلى تقليل مضاعفات ارتفاع ضغط الدم.
  • ممارسة النشاطات البدنية: يُوصي الأطباء بالقيام بنشاط بدني لمدّة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع؛ كالمشي السّريع.
  • الامتناع عن تناول الكحوليات.
  • الامتناع عن تدخين السّجائر: يتسبب التّدخين بإصابة جدران الشّرايين وتراكم البلاك فيها، ممّا يزيد من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • التقليل من التّوتر والضغوطات النفسية بممارسة تمارين استرخاء العضلات، والتنفس العميق والتأمل.
  • قياس ضغط الدم في المنزل باستمرار: يفيد متابعة ضغط الدم منزليًا في تجنّب حدوث مضاعفات ومعرفة مدى فعالية الأدوية، وينبغي الإشارة إلى أنّ قياس ضغط الدم منزليًا، لا يُغني عن زيارة الطبيب ومراجعته حتّى وإن كانت نتائج القراءات طبيعية، ويُوصي الأطباء بعدم التّوقف عن تناول الأدوية الموصوفة دون استشارته.


المراجع

  1. Adam Felman (2019-7-22), "Everything you need to know about hypertension"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  2. ^ أ ب ت Valencia Higuera (2018-3-14), "What Causes Nosebleeds and How to Treat Them"، healthline, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  3. Quoc A Nguyen, MD (24-4-2018), "How does hypertension cause epistaxis (nosebleed)?"، www.medscape.com, Retrieved 14-11-2019. Edited.
  4. Nabil Abdulghany Sarhana and Abdulsalam Mahmoud Algamal (2015), "Relationship between epistaxis and hypertension: A cause and effect or coincidence?", J Saudi Heart Assoc, Issue 27, Folder 2, Page 79–84. Edited.
  5. ^ أ ب staff mayo clinic (2018-5-2), "Symptoms Nosebleeds"، mayoclinic., Retrieved 2019-11-23. Edited.
  6. staff familydoctor (2017-8-27), "High Blood Pressure"، familydoctor., Retrieved 2019-11-23. Edited.
  7. ^ أ ب Staff Mayo clinic (2018-5-12), "High blood pressure (hypertension)"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-23. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×