هل يتحقق الحلم في الصباح دائمًا؟

هل يتحقق الحلم في الصباح دائمًا؟

تَحقُّق الرؤى والأحلام قضيةٌ تشغل الكثيرين، فالبشر غالبًا ما يرون الأحلام والرؤى في نومهم، فهل جميع الأحلام تقع على الأرض الواقع؟ وإن كان كذلك فما هو وقت تحقُّقها؟ وهل هناك أفضلية للأحلام في وقت دون آخر؟، وما هي أسباب وقوع الأحلام وتحقّقها؟، وكيف يتم التمييز بين الحلم والرؤيا الصالحة؟، هذا المقال يجيب عن هذه التساؤلات وأكثر.

ليست كُلُّ الأحلام تتحقّق، فبعضها رؤىً من الرحمن، وبعضها أضغاث أحلامٍ من الشيطان، كما أنّه ليس هناك وقتٌ مُعيّنٌ لتحقّق الرؤيا الصالحة، فقد تقع بعد سنوات،^[١] والشواهد على ذلك عديدة، فالنبي يوسف -عليه السلام- رأى رؤيا سجود الكواكب له وهو صغير وتحقّقت عندما كبر، ورأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- رؤية فتح مكة وبشّر أصحابه بذلك، ووقع الفتح فعلًا بعد سنوات، كما ورد حديثٌ يُفيد بأنّ الرؤيا تتحقّق عندما يتمّ تفسيرها، وقد ضعّف بعض العلماء هذا الحديث.^[٢]

وقد ذكر الإمام نصر بن يعقوب الدينوري أنّ الرؤيا التي تكون في أوّل الليل لا تتحقّق بعد مدّة وجيزة، وكلّما كان زمن رؤيتها أقرب إلى الفجر كان وقوعها أسرع، فأسرعها رؤيا السَّحر خصوصًا عند طلوع الفجر، وعن الإمام جعفر الصادق أنّ أسرع الرؤى تَحقُّقًا هي رؤيا قيلولة الظهر، وورد عن ابن سيرين أنّه ليس هناك فرق بين رؤى الليل والنهار في سرعة الوقوع،^[٣] وقيل إنّ أصدق الرؤى تلك التي تكون وقت السَّحر أو القيلولة.^[٤]

أسباب تحقق الرؤيا

لحصول الرؤيا الصالحة وتحقُّقها أسباب، فمَنْ أراد أن يرى رؤىً صالحة وتتحقَّق عليه أن يراعي هذه الأسباب وهي:^[٥]

• تحقيق ولاية الله -تعالى-، فقد أخبر-سبحانه- بأنّ أولياءه لهم البشرى في الدنيا، وقد تمّ تفسير هذه البشرى بالرؤيا الصالحة.
• الحرص على الفرائض والابتعاد عن المعاصي، والإكثار من النوافل فبهذا تتحقّق الولاية.
• الصدق في الحديث، حيث أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ أصدق الناس رُؤىً هم أصدقهم حديثاً.
• الحفاظ على آداب النوم، من خلال النوم على وضوء وعلى الشِقِّ الأيمن، وقراءة أذكار النوم.

أقسام الرؤى

تنقسم الرؤى والأحلام التي يراها العبد في نومه إلى ثلاثة أقسام، وهي:^[٦]

• الرؤيا الصادقة؛ وهذه من الله -تعالى-، وآدابها:
  • حمد الله تعالى عليها.
  • ذكرها لمن تحبّ، وتجنّب الحديث عنها أمام من لا تحبّ.

• الحلم؛ الذي يُحزِن العبد ويُخيفه، وهذه من الشيطان، ويكون التعامل معه كالآتي:
  • يتعوّذ المرء من شرّ هذا الحُلم ومن شرّ الشيطان.
  • يتفل على جهة اليسار ثلاث مرات.
  • يتحوّل عن الشِقِّ الذي كان ينام عليه إلى الشِقِّ الآخر.
  • لا يتكلّم عنه لأحد، ولا يبحث عن تفسيره.
• حديث النفس؛ وهذا يكون مثل الأشياء التي يُحدّث بها المرء نفسه في يقظته، ولا يُلتفت إليها.

صفات الرؤيا الصالحة

إنّ الرؤيا الصالحة من الله -تعالى-، وقد وُصفت بمجموعة من الصفات في الأحاديث النبوية والأدلَّة الشرعية، فهي جُزء من أجزاء النبوّة وهي رؤيا حقٌّ، وهي بشرى من الله -تعالى-، وتكون ممّا يُعجب الرائي ويٌحبّه، وهي رؤيا صادقة أي متحقّقة بإذن الله، بالإضافة إلى كونها رؤيا حسنة صالحة، ويختلف تأويلها بحسب حال الرائي، ولها علامات تُميّزها ومنها: أن يراها مجموعةٌ من المسلمين، وأن تحمل معنى البِشارة، وأن يكون الرائي صادقًا وصالحًا.^[٧]

التفريق بين الرؤيا الصالحة والحلم

الفرق بين الرؤيا والحلم، أنّ الرؤيا تكون من الله -تعالى- وتكون مُبشِّرة بخير يفرح الرائي بها، أمّا الحلم فيكون من الشيطان ويتضمّن ما يُزعج الرائي ويُخيفه، وقد تُستعمل كلمة الرؤيا للتعبير عن جميع ما يراه العبد خلال نومه، ولكن عند اجتماعها مع كلمة الحلم فيكون هناك فرق.^[٨]

المراجع

1. ↑ " هل جميع الأحلام تتحقق؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
2. ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 3. بتصرّف.
3. ↑ القسطلاني، كتاب المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 110. بتصرّف.
4. ↑ ابن سيرين، كتاب تفسير الأحلام، صفحة 21. بتصرّف.
5. ↑ سهل العتيبي، كتاب الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، صفحة 167-175. بتصرّف.
6. ↑ مجدي بن عبد الوهاب الأحمد ، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 201. بتصرّف.
7. ↑ سهل العتيبي، كتاب الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، صفحة 153. بتصرّف.
8. ↑ سهل العتيبي، كتاب الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، صفحة 64-67. بتصرّف.