هل يتوقف القلب عند كتم العطس؟

كتابة:
هل يتوقف القلب عند كتم العطس؟

العطس

يتعرّض الجميع للعطس لأسباب مختلفة، وفي بعض الحالات قد يرغب الشخص في كتم العطس بسبب وجوده في مكان يتطلب الهدوء أو بين الأشخاص الآخرين، لكنّ كتمه قد يسبب العديد من الأضرار للجسم، وينتشر بين الأشخاص أنّه قد يؤدي إلى إيقاف القلب، فهل هذا صحيح؟ وما أضرار كتم العطس؟

العطس (Sneezing) عملية طرد مفاجئة لا يسيطر الإنسان عليها للهواء من خلال الأنف والفم، ويحدث العطس لأسباب عدة تعزى إلى تهيّج بطانة الأغشية المخاطية للأنف أو الحلق، ونادرًا ما يبدو العطس علامة على حالة مرضيّة خطيرة، وتؤدي العديد من المحفزات البيئية إلى حدوث العطس؛ بما في ذلك ملوثات الهواء وحبوب اللقاح والهواء الجاف والغبار الموجود في الجو، وتُعدّ كل من الحساسية ونزلات البرد والأنفلونزا من الأسباب الشائعة للعطس.[١]


هل يتوقف القلب عند كتم العطس؟

على الرغم من أنّ العديد من الأشخاص يعتقدون أنّ كتم العطس قد يؤدي إلى إيقاف القلب، لكنّه لا العطس أو كتم العطس يتسبب في إيقاف القلب، فهما قد يؤثران مؤقتًا في معدل ضربات القلب، لكن لا يتسببان في إيقاف القلب.

ولم يُبلّغ عن حالات وفاة لأي شخص بسبب كتم العطس، لكن من الناحية الفنية ليس من المستحيل الموت بسبب كتم العطس، إذ تبدو بعض الأضرار الناتجة من كتم العطس خطيرة جدًا؛ مثل: تمدد الأوعية الدموية في الدماغ وتمزق الحنجرة أو استرواح الصدر، ويُعدّ تمزق الأوعية الدموية في الدماغ حالة مميتة في حوالي 40% من الحالات.[٢]


ما أضرار كتم االعطس؟

إنّ العطس من الأنشطة القوية التي تحدث في الجسم، إذ يطلق العطس قطرات من المخاط من الأنف بمعدل يصل إلى 100 ميل في الساعة، إذ يمارس الجسم ضغطًا في الجهاز التنفسي، وهذا يتضمن الجيوب الأنفية وتجويف الأنف وأسفل الحلق والرئتين أيضًا، ويؤدي كتم العطس إلى زيادة الضغط داخل الجهاز التنفسي إلى حدّ يتراوح بين 5 و24 مرة مقارنة بالضغط الناتج من العطس نفسه، يقول الخبراء إنّ هذا الضغط الإضافي داخل الجسم يؤدي إلى حدوث إصابات خطيرة، ومن هذه الإصابات ما يأتي:[٢]

  • تمزق طبلة الأذن، عند حبس العطس يُحتفَظ بضغط مرتفع داخل الجهاز التنفسي، وقد ينتقل جزء من هذا الهواء المضغوط إلى الأذنين، وسيمرّ هذا الهواء المضغوط في أنبوب استاكيوس في كلٍّ من الأذنين، والذي يتصل بالأذن الوسطى وطبلة الأذن، ويقول الخبراء إنّ هذا الضغط قد يتسبب في حدوث تمزق في طبلة الأذن، مما قد يؤدي إلى فقد السمع، وتلتئم معظم حالات تمزق طبلة الأذن دون علاج خلال أسابيع قليلة، لكن في بعض الحالات قد يصبح من الضروري اللجوء إلى الجراحة.
  • عدوى الأذن الوسطى، يساعد العطس في تنظيف الأنف من الأشياء التي يجب ألّا توجد فيه؛ مثل: البكتيريا، ونظريًا تؤدي إعادة توجيه الهواء إلى الأذنين من الممرات الأنفية إلى نقل البكتيريا أو المخاط الذي يحتوي عليها إلى الأذن الوسطى، مما يسبب العدوى، وغالبًا ما تبدو هذه العدوى مؤلمة، وفي بعض الحالات قد تُشفى دون الحاجة إلى علاج، لكن في حالات أخرى يجب استخدام المضادات الحيوية.
  • تلف الأوعية الدموية في العين أو الأنف أو طبلة الأذن، على الرغم من أنّ ذلك نادر الحدوث، لكنّ كتم العطس قد يؤدي إلى إتلاف الأوعية الدموية في العينين أو الأنف أو طبلة الأذن، إذ يتسبب ضغط الهواء الإضافي الذي يحدث عند كتم العطس في انفجار هذه الأوعية الدموية، ويسبب ذلك حدوث أضرار سطحية لمظهر العين؛ مثل: احمرار في العينين أو الأنف.
  • إصابات في الحجاب الحاجز، الحجاب الحاجز الجزء العضلي من الصدر الذي يوجد فوق البطن، وعلى الرغم من أنّ هذه الإصابات نادرة، لكنّ الأطباء لاحظوا حالات يصبح فيها الهواء المضغوط محبوسًا في الحجاب الحاجز، وهذا قد يؤدي إلى انهيار الرئتين عند الأشخاص الذين يحاولون كتم العطس، وهي حالة تهدد الحياة وتحتاج الدخول إلى المستشفى على الفور.
  • تمدد الأوعية الدموية، يؤدي الضغط الناتج من العطس إلى حدوث تمزق في أوعية الدماغ المتمددة، وهذه حالة تهدد الحياة وتؤدي إلى حدوث نزيف في الجمجمة حول الدماغ.
  • كسر الضلوع، فقد أبلغ بعض الأشخاص، غالبًا من كبار السن، عن حدوث كسر في الأضلاع نتيجة كتم العطس، وقد يحدث ذلك نتيجة اندفاع الهواء عالي الضغط إلى الرئتين بقوة كبيرة.


ما أسباب العطس؟

العطس لعله أكثر أعراض الحساسية المتعارف عليها بين الأشخاص، لكنّ الحساسية ليست السبب الوحيد للعطس، فيوجد العديد من المحفزات التي قد تسبب العطس، ومن الأسباب الشائعة ما يأتي:[٣]

  • التهاب الأنف التحسسي، يحدث العطس بسبب المعاناة من حمى القش أو حساسية تجاه حبوب اللقاح أو العفن أو الوبر أو الغبار، إذ يتسبب التهاب الأنف التحسسي في تحفيز خلايا الحساسية في الأغشية المخاطية الأنفية لإطلاق الهستامين، ويؤثر الهيستامين في أعصاب مختلفة داخل الأغشية المخاطية في الأنف، مما يسبب العطس، كما قد يسبب مشكلات أخرى تتعلق بالحساسية؛ مثل: سيلان الأنف.
  • الالتهابات، ومنها التهابات الجهاز التنفسي؛ بما فيها نزلات البرد، والعطس، وتؤدي نزلات البرد إلى إنتاج كميات إضافية من المخاط، والذي بدوره يحفز الأعصاب المختلفة داخل الأغشية المخاطية للأنف، وهذا يؤدي إلى العطس.
  • المهيجات ومسببات العطس الأخرى، وتتضمن المهيجات الكيميائية التي تسبب العطس الفلفل الأسود والروائح القوية والعطور والدخان، إذ تسبب هذه المحفزات التهاب الأنف غير التحسسي، ففي هذه الحالة لا توجد أجسام مضادة للحساسية تسبب ظهور الأعراض، وتؤدي المهيجات الجسدية -مثل ضوء الشمس الساطع- إلى العطس.


المراجع

  1. Melissa Conrad Stöppler, MD, "Sneezing: Symptoms & Signs"، medicinenet, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Erica Cirino (29-8-2019), "The Potential Dangers of Holding in a Sneeze"، healthline, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  3. Amy Wu, MD (20-1-2020), "Common Sneezing Causes and Triggers"، verywellhealth, Retrieved 6-7-2020. Edited.
3175 مشاهدة
للأعلى للسفل
×