محتويات
الأدوية المضادة للاكتئاب
يمكن أن يؤثرالاكتئاب على أي شخص من أي فئة عمرية، إلا أنه عادةً ما يبدأ في مرحلة البلوغ، كما أنه أكثر شيوعًا عند النساء مقارنةً بالرجال، ويُعرف الاكتئاب على أنه أحد الأمراض التي تُؤثر على الصّحة العقلية
وعلى النواقل العصبية الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن التحكم بالحالة المزاجية، وتُعدّ الأدوية المضادة للاكتئاب(Antidepressants) خط العلاج الرئيسي لهذا الاضطراب، وقد ظهرت هذه الأدوية لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي، ثم أصبح استخدامها أكثر شيوعًا تدريجيًا في السنوات الأخيرة، وتعمل هذه الأدوية عن طريق تصحيح الخلل الكيميائي الذي يحدث في النواقل العصبية في الدماغ، مما يساهم في تحسين الحالة المزاجية، وتوجد أنواع مختلفة من الأدوية المضادة للاكتئاب، وتحتلف هذه الأنواع في طريقة عملها قليلًا، وبالإضافة إلى استخدامها لعلاج الاكتئاب، ويمكن استخدام هذه الأدوية لعلاج العديد من المشكلات الصحية الاخرى مثل اضطرابالقلق الاجتماعي واضطرابات القلق والاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) والاكتئاب المزمن الخفيف.[١][٢]
هل يتوقف مفعول الأدوية المضادة للاكتئاب؟
هذه الحالة تُعرف باسم ( tachyphylaxis)؛ أي عندما تقل الاستجابة تدريجيًا لجرعة معيّنة من الدّواء، بعد استخدامها على فترات مطوّلة؛ ممّا قد يتطلب رفع الجرعة للحصول على ذات التأثير، وهذا ما قد يحدث لبعض حالات استخدام الأدوية المُضادة للاكتئاب، خاصةً أنّ بعض المرضى قد يحتاجون الاستمرار عليها لفترات مُطوّلة وذلك للسيطرة على الأعراض أو منع عودتها، ونذكر من العوامل التي تُحفز ذلك: [٣][٤]
- تناول بعض الأدوية مع مضادات الاكتئاب، فقد يعود سبب توقف أدوية الاكتئاب عن العمل إلى تفاعلها مع أدوية أخرى يتناولها المصاب، مما قد يؤثر على طريقة تعامل الجسم مع هذه الأدوية، وهذا يمكن أن يقلل من فعاليتها.
- الإصابة بحالات طبية أخرى، فقد يكون الشخص مصابًا بحالات صحية أخرى غير الاكتئاب يمكن أن تساهم في تطور أو تفاقم أعراض الاكتئاب، ومن هذه الحالات خمولالغدة الدرقية.
- تفاقم حالة الاكتئاب، فقد تزداد أعراض الاكتئاب سوءًا خلال أحد مراحل العلاج، وذلك نتيجة لتغير الظروف المحيطة بالمصاب مثل التعرض للإجهاد والتوتر أو قد لا يكون سبب حدوث ذلك واضحًا، وفي هذه الحالة قد تصبح جرعة الأدوية المضادة للاكتئاب غير كافية للسيطرة على الحالة، فيعتقد المصاب أن أدوية الاكتئاب توقت عن العمل.
الإصابة باضطراب ثنائي القطب غير المشخص، والذي كان يُعرف أيضًا باضطراب الاكتئاب الهوسي (manic-depressive disorder) قد يكون الشخص مصابًا بهذا الاضطراب، إلا أنه لا يعلم ذلك، وعلى الرغم من أن مضادات الاكتئاب تستخدم أحيانًا لعلاج اضطراب ثنائي القطب، إلا أنها غير كافية لوحدها، فعادةً ما يجب استخدام أدوية أخرى مضادة للذهان ومثبتة للمزاج إلى جانبها للحفاظ على الحالة المزاجية والعاطفية تحت السيطرة، لذلك فقد يعتقد الشخص أن أدوية الاكتئاب توقفت عن العمل، على الرغم من أنها تعمل ولكن تحتاج إلى علاجات أخرى إلى جانبها للسيطرة على الحالة.
- تقدم في العمر، قد يزداد الاكتئاب سوءًا مع تقدم العمر عند بعض الأشخاص، وقد يعود ذلك إلى حدوث تغيرات في الدماغ والتفكير وتغيرات عصبية تؤثر على الحالة المزاجية مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف الطريقة التي يتعامل فيها الجسم مع الدواء أيضًا، كما من المحتمل أن يتناول الشخص خلال هذه الفترة العديد من الأدوية التي يمكن تؤثر على الأدوية المضادة للاكتئاب، مما يقلل من فعاليتها.
كيف يؤثر تناول الأدوية المضادة للاكتئاب على حياة الشخص؟
يمكن أن تؤثر الأدوية المضادة للاكتئاب بطرق مختلفة على حياة الشخص، وذلك من خلال الموازنة بين مواد كيميائية موجودة في الدماغ التي تؤثر على الحالة المزاجية والعاطفية للشخص، والتي تسمى النواقل العصبية، وبهذه الطريقة يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تحسين الحالة المزاجية وتحسين القدرة على النوم وزيادة الشهية والتركيز، كما أن من الآثار الإيجابية لأدوية مضادات الاكتئاب هي أنها تساعد في منح الأشخاص الدفعة الإيجابية التي يحتاجونها للسيطرة على أعراض الاكتئاب، فهي تسمح لهم بالبدء بالقيام بالأنشطة التي يستمتعون بها مرة أخرى، وهذا بدوره يساهم في زيادة الطاقة الإيجابية والقدرة على السيطرة على الأعراض بدرجة أكبر، إلا أنه يجدر الإشارة هنا إلى أن هذه التأثيرات الإيجابية على حياة الشخص لا تظهر بين ليلة وضحاها، فعادةّ ما يستغرق الأمر ما لا يقل عن ثلاثة إلى أربعة أسابيع قبل أن ملاحظة تغيرات في الحالة المزاجية، وفي بعض الأحيان قد يحتاج الأمر إلى وقت أطول.
وعلى الرغم من التأثيرات الإيجابية لأدوية مضادات الاكتئاب على حياة الشخص، إلا أنها قد تسب بعض الآثار الجانبية كغيرها من الأدوية الأخرى، وتستمر العديد من هذه الآثار الجانبية لبضعة أيام أو أسابيع فقط ثم تتحسن، إلا أنه بعضها الآخر من الممكن أن يستمر طيلة فترة استخدام الأدوية، ومن الآثار الجانبية التي تسببها مضادات الاكتئاب عمومًا، ما يأتي:[٥]
أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب
يوجد أنواع مختلفة من الأدوية المادة للاكتئاب، وتختلف هذه الأنواع عن بعضها البعض بطريقة عملها وتأثيراتها الجانبية، وتتضمن الأنواع الشائعة للأدوية المضادة للاكتئاب ما يأتي:[١]
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وهو نوع الأكثر شيوعًا من مضادات الاكتئاب، وتساعد هذه الأدوية على علاج الاكتئاب من خلال التحكم في مستويات السيروتونين، عن طريق تقليل استرداده في الدماغ، ومن الأمثلة على هذا النوع؛ سيرترالين (Sertraline) وفلوكستين (Fluoxetine) وسيتالوبرام (Citalopram) واسيتالوبرام (Escitalopram) وباروكستين (Paroxetine) وفلوفوكسامين (Fluvoxamine).
- مثبطات استرداد السيروتونين والنوربينفرين (SNRIs)، ترفع هذه الأدوية من مستويات السيروتونين والنوربينفرين في الدماغ، ومن الأمثلة على هذه الأدوية، ديسفينلافاكسين (Desvenlafaxine) ودولوكستين (Duloxetine) وليفوميلناسيبران (Levomilnacipran) وفينلافاكسين (Venlafaxine).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)، غالبًا ما تستخدم هذه الأدوية بعد اختبار استجابة الأدوية الأخرى، وتتضمن أمثلتها،أميتريبتيلين (Amitriptyline) واموكسابين (Amoxapine) وكلوميبرامين (Clomipramine) وديسيبرامين (Desipramine) وإيميبرامين (Imipramine) ونورتريبتيلين (Nortriptyline).
- مضاد للاكتئاب رباعي الحلقات، مثل مابروتيلين (Maprotiline)، الذي يُستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق.
- مانع امتصاص الدوبامين، مثل بوبروبيون (Bupropion)، الذي يُستخدم لعلاج الاكتئاب والاضطراب العاطفي الموسمي، كما أنه تُستخدم في الإقلاع عن التدخين.
كل ما ذُكر عن الدواء استند إلى النشرة الطبية الخاصة به، ولكن لا يُغني ذلك عن استشارة الطبيب.
المراجع
- ^ أ ب Kristeen Cherney (2019-03-28), "What Medications Help Treat Depression?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-29. Edited.
- ↑ Christian Nordqvist (2018-02-15), "All about antidepressants", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-29. Edited.
- ↑ "Drug Tolerance and Tachyphylaxis", accessanesthesiology, Retrieved 2020-09-05. Edited.
- ↑ Daniel K. Hall-Flavin, M.D. (2018-01-30), "Antidepressants: Can they stop working?", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-29. Edited.
- ↑ Brunilda Nazario, MD (2010-07-08), "How Your Depression Medicine Can Affect Your Life", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-29. Edited.