هل يجوز أن أنوي الصيام وأنا على جنابة

كتابة:
هل يجوز أن أنوي الصيام وأنا على جنابة

ما هو حكم نيّة الصيام قبل الغسل من الجنابة؟

يتسائل كثير من الناس عن العديد من الأحكام المتعلقة بالجنابة، مثل ما هو حكم الصيام على جنابة في رمضان وفي غير رمضان؟ وهل يجوز أن أنوي الصيام وأنا على جنابة؟ يجيب هذا المقال عن هذه التساؤلات وغيرها.


إنّ وجود النيّة شرط من شروط صحة الصوم، فإن نوى الصوم قبل الغسل من الجنابة؛ فنيتّه صحيحة وصومه صحيح؛ لأنه لا يشترط أن يكون الإنسان على طهارة عندما ينوي الصيام،[١] وقد دل على ذلك: (أنَّ رجلًا قال لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهوَ واقِفٌ على الباب وأنا أَسْمَعُ: يا رسولَ اللهِ إنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا، وأنا أُرِيدُ الصِّيامَ أفَأَغْتَسِلُ وأَصُومُ ذلكَ اليوم؟ فقال: وأنا أُصْبِحُ جُنُبًا وأنا أُرِيدُ الصِّيامَ، فَأَغْتَسِلُ وأَصُومُ ذلكَ اليومَ. فقال لهُ الرجلُ: يا رسولَ اللهِ إِنَّكَ لسْتَ مِثْلَنا، قد غفرَ اللهُ لكَ ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّر، فَغَضِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقال: واللهِ إنِّي لَأرْجو أنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ للهِ، وأَعْلَمَكُمْ بِما أَتَّقِي).[٢]



ما هو حكم الصيام على جنابة؟

حكم الصيام على جنابة عمدًا في رمضان؟

الصيام بدون طهارة صحيح، طالما صحت النية ولم يأتِ المسلم بمبطل من مبطلات الصوم؛ فإنّ صيامه صحيح، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)،[٣] وجه الاستدلال أنّ الله أباح الجماع والأكل والشرب حتى طلوع الفجر، ويقتضي ذلك أنه لو استمرت المعاشرة الزوجية حتى أذان الفجر الثاني صَح الصيام؛ لأنه لم يبقَ وقت للاغتسال فيَقيناً سيكون الاغتسال بعد الفجر، ولذلك (كان النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُصبِحُ جُنُبًا، ثم يَغتَسِلُ، ثم يَغْدو إلى الصَّلاةِ فأسمَعُ قِراءَتَه، ويَصومُ).[٤][٥]



حكم الصيام على جنابة عمدًا في غير رمضان؟

وإنّ حكم صيام النوافل للجنب إذا طلع عليه الصبح صحيح، قال ابن كثير رحمه الله: "هذا قول المذاهب الأربعة، وجمهور العلماء سلفًا وخلفًا، وحكاه الوزير إجماعًا، و الآثار في هذا القول متواترة"، إذ كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يُجامع من الليل وربما يدركه الفجر وهو جنب ولم يغتسل، فيصوم ثم يغتسل بعد طلوع الفجر، ويتّم صومه ولا يقضيه، وهذا عام في صيام رمضان وغيره.[٦]



ما هو حكم تأخير الغسل من الجنابة عمدًا؟

إنّ الجنابة من موجبات الغسل على المسلم، ويجوز تأخير الغسل بشرط ألا يترتب على ذلك خروج وقت الصلاة دون غسل، أو غيرها من العبادات المحددة بوقت معين؛ مثل الوقوف بعرفة، لأنّ الطهارة شرط من شروط الصلاة، ودليل ذلك: (أنّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيَرْقُدُ أحَدُنَا وهو جُنُبٌ؟ قالَ: نَعَمْ إذَا تَوَضَّأَ أحَدُكُمْ، فَلْيَرْقُدْ وهو جُنُب)،[٧] وهذا دليل على جواز تأخير الغسل.[٨]

المراجع

  1. "حكم صيام من لم يغتسل من الجنابة إلا بعد طلوع الفجر"، اسلام ويب، 5-10-2011، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2021. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1110.
  3. سورة البقرة ، آية:187
  4. رواه تخريج المسند، في شعيب الارناووط، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:24429.
  5. ابن عثيمين، كتاب فتاوى نور على الدرب للعثيمين، صفحة 2. بتصرّف.
  6. عبد الله البسام، كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام، صفحة 523. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:287.
  8. ابن رجب الحنبلي، كتاب فتح الباري لابن رجب، صفحة 349. بتصرّف.
4084 مشاهدة
للأعلى للسفل
×