هل يجوز الجمع بين الأختين

كتابة:
هل يجوز الجمع بين الأختين

هل يجوز الجمع بين الأختين؟

أجمع العلماء على أنه يحرم على المسلم أن يجمع في عصمته بين الأختين وذلك لقوله تعالى: {وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ}[١] ولما روي عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان أنها قالت: "قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتي بنْتَ أبِي سُفْيَانَ، قالَ: وتُحِبِّينَ ذَلِكِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لكَ بمُخْلِيَةٍ، وأَحَبُّ مَن شَارَكَنِي في الخَيْرِ أُخْتِي، فَقالَ: إنَّ ذَلِكِ لا يَحِلُّ لي".[٢] والحكمة في تحريم الجمع بين الأختين أنه يفضي بنتيجته إلى قطيعة الرحم بينهما، بسبب ما يكون عادة بين الضرائر من الغيرة المؤدية إلى التحاسد والتباغض والعداوة. وقطيعة الرحم حرام، فما أدى إلى الحرام فهو حرام أيضًا.[٣]


هل يجوز الجمع بين الأختين في ملك اليمين؟

حقق الإمام ابن المنذر أن الرجل يجوز له شراء الأمتين الأختين بصفقة واحدة بالإجماع، ولكنه يحرم عليه أن يجامعهما كليهما عند جماهير العلماء من الصحابة والتابعين وغيرهم عملًا بعموم قوله تعالى: {وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ[١] فلو جامع الرجل إحدى الجاريتين الأختين فلا يحل له أن يجامع الآخرى حتى تخرج الأولى عن ملكه، سواءً عن طريق البيع أو العتق.[٤]


هل يجوز الزواج من الأخت بعد طلاق أختها؟

إذا طلق الرجل زوجته وانقضت عدتها فلا خلاف بين العلماء في أنه يجوز له أن يتزوج بأختها. وأما إن كانت لا تزال في العدة فقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه لا يجوز للرجل أن يتزوج أخت زوجته التي طلقها طلاقا رجعيًا، أو طلاقا بائنا بينونةً صغرى أو كبرى ما دامت في العدة، لأنها زوجته حكمًا. وذهب المالكية والشافعية وعامة الفقهاء إلى أن تحريم الجمع بين الأختين إنما يكون حال قيام الزوجية الحقيقية، أو في عدة الطلاق الرجعي، أما لو كان الطلاق بائنا بينونة صغرى أو كبرى، فقد انقطعت الزوجية، فيجوز له الزواج بالأخرى.[٥]


هل يجوز الجمع بين الأختين من الرضاع؟

اتفق الفقهاء على أن الأخت من الرضاع هي كالأخت النسبية في أحكام الزواج، فلا يجوز للرجل أن يجمع بين المرأة وأختها من الرضاع، وذلك لما رواه ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ ما يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ"،[٦] فكل ما يقال في الأخت النسبية يقال في الأخت من الرضاع في أحكام الزواج.[٧]


هل جمع سيدنا يعقوب في زواجه بين أختين؟

نقل المفسرون وعلماء العقائد أن نبي الله يعقوب عليه السلام قد تزوج بأختين شقيقتين، وهما بنتا خاله واسمهما ليا وراحيل،[٨] وقرروا بعد هذا النقل أن هذا النوع من الزواج كان مشروعًا في الأمم السابقة، ولكنه نسخ وحرم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، رحمة بهم لما هو معلوم من شدة غيرة النساء بعضهن على بعض.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب سورة النساء، آية:23
  2. رواه البخاري ومسلم، في الصحيح، عن أم حبيبة، الصفحة أو الرقم:5372، حديث صحيح.
  3. وهبه الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 6661. بتصرّف.
  4. ابن المنذر، الإشراف على مذاهب العلماء، صفحة 100. بتصرّف.
  5. مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 224. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في الصحيح، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:2645، حديث صحيح.
  7. الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 4-- 236. بتصرّف.
  8. مجموعة مؤلفين، موسوعة المل والأديان/ الدرر السنية، صفحة 1-- 26. بتصرّف.
  9. الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 426. بتصرّف.
4600 مشاهدة
للأعلى للسفل
×