هل يجوز الوضوء بوجود كريم الأساس على الوجه

مفسدات الوضوء

يُعرّف الوضوء في اللّغة بأنّه مأخوذ من الوضاءة والحسن، وأمّا في الاصطلاح هو: أفعال معيّنة يفعلها الإنسان مع النّيّة، وتكون هذه الأفعال بإيصال الماء إلى أعضاء مخصوصة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الوضوء ينتقض بعدّة أسباب ومنها: كلّّ ما يخرج من السّبيلين وينقسم هذا إلى: ما لا يعتاد خروجه، وإلى ما يعتاد خروجه؛ كالبول والغائط والمني والمذي والودي، ومن الأمثلة على ما لايعتاد خروجه: الدود الدّم، ومن مفسدات الوضوء أيضًا: الولادة من غير رؤية الدّم فإنّ ذلك ناقض للوضوء، وورد عن الحنفيّة أنّ تغتسل المرأة من باب الاحتياط، ويُضاف إلى مفسدات الوضوء: القيء وزوال العقل وغيبته ولمس المرأة بشهوة ومسّ القُبُل أو الدّبر على رأي الجمهور وخالف في ذلك الحنفيّة، حيث إنّ الوضوء عندهم لا ينتقض بمجرد اللّمس، ولكن انتشرت في الآونة الأخيرة ولا سيّما في مجتمع الإناث سؤال: هل يجوز الوضوء بوجود كريم الأساس على الوجه، لذلك سيتمّ الإجابة عن هذا السّؤال فيما يأتي.^[١]

هل يجوز الوضوء بوجود كريم الأساس على الوجه

وقبل الإجابة عن سؤال هل يجوز الوضوء بوجود المكياج ولا سيّما كريم الأساس لا بُدّ من بيان حكم وضع المكياج للمرأة، فحكمه الجواز بشروط وهي: أن لا تظهر به إلاّ لمحارمها، ممّا يعني عدم جواز الخروج به أمام الرّجال الأجانب والدّليل على ذلك في القرآن قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}،^[٢] والشّرط الثاني هو: أن لا يكون في وضعه تشبّهًا للنّساء الفاجرات والكافرات، حيث كانوا يبالغن في وضعه ممّا يُصبح شكلهنّ مختلف عن شكلهم الأصلي، والشّرط الثالث: أن لا يكون في وضعه ضرر على البشرة،^[٣] وأمّا بالنّسبة للأحكام المتعلّقة بالوضوء في حال وضع المرأة للمكياج، فالتّفصيل على النّحو الآتي: إذا كان المكياج وخصوصًا كريم الأساس يكوّن طبقة يُمكن مشاهدتها وتمييزها فحينها يجب مسحه ومن ثمّ الوضوء؛ لأنّه يُعدّ مانعًا من وصول الماء، أمّا إذا كان مجرّد صبغ حيث لا يكوّن طبقة أثناء وضعه أو يُشكّل شيئًا كالعجين، ففي هذه الحالة لا يُوجد مانع لوصول الماء، ممّا يعني أنّ الوضوء مجزئ، وأمّا إذا صعب على المرأة تمييز نوعيّة المكياج إن كانت تُشكّل طبقة أم لا أو تمّ إزالته أم لا، فحينها تعود إلى غلبة الظّنّ إذا تعذّر اليقين، ممّا يعني يُحكم بزوال الكريم بعد غسله إذا كانت نوعيّته عازلة لوصول الماء.^[٤]

وأمّا بالنّسبة لجفن العين فيجب أن يتمّ وصول الماء إليه، فإن تمّ وضع الماسكرا أو أي نوع من أنواع المكياج، فينظر حينها إلى الحالات التي تمّ ذكرها في الفقرة السّابقة من حيث تشكيل طبقة أم لا، لذلك الأفضل إزالة المكياج قبل الوضوء، وأمّا بالنّسبة للمرأة التي تضع مكياجًا ومن ثمّ تتوضّأ، ففي هذه الحالة يجوز لها فعل ذلك؛ لأنّ ماء الوضوء قد يصل إلى الأعضاء المخصوصة، بشرط أن لا تكون نوعيّة المكياج قد خالطها نوع من أنواع النّجاسات.^[٥]

المراجع

1. ↑ الدكتور وهبة الزحيلي، [ الفقه الإسلامي وأدلته] (الطبعة 4)، سوريا:الفكر، صفحة 418. بتصرّف.
2. ↑ سورة النور، آية:31
3. ↑ "ما حكم استعمال المرأة المكياج"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
4. ↑ "حكم استعمال المكياج وأثره على الوضوء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
5. ↑ "هل تعتبر صلاة المرأة بالمكياج جائزة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.