الأغاني والموسيقى
الأغاني والموسيقى من الفنون التي عرفها الإنسان منذ القدم، وعمل على تطويرها، وقد انتشرت الأغاني كثيرًا في مختلف العصور، كما تطورت معها الآلات الموسيقية المختلفة مثل: العود والدف والمزمار، حيث كان الشعراء ينظمون الشعر ويلحنونه، لكن بعد مجيء الإسلام تغيرت النظرة إلى العديد من الأمور، ومن ضمنها الأغاني والموسيقى، خصوصًا بعد وجود آيات في القرآن الكريم تنهى عن العزف والملاهي، وازداد الجدل كثيرًا حول حكم الأغاني سواء كانت بموسيقى أو بغير موسيقى، فالبعض يقول أن الموسيقى هي الحرام، ويجوز سماع الأغاني بدونها، والبعض الآخر أدخل تفصيلات خاصة حول الاستماع إلى الأغاني، وفي هذا المقال ستتم الإجابة عن سؤال هل يجوز سماع الأغاني بدون موسيقى.[١]
هل يجوز سماع الأغاني بدون موسيقى
يتساءل كثيرٌ من الناس، هل يجوز سماع الأغاني بدون موسيقى، وللإجابة على هذا السؤال لا بدّ من توضيح أن الغناء بدون موسيقى أو آلة موسيقية يكون بنوعين وهما: أن يكون الغناء من امرأة أمام الرجال، وفي هذه الحالة تكون الإجابة عن سؤال هل يجوز سماع الأغاني بدون موسيقى إذا كانت المغنية امرأة بأنه لا يجوز، حيث تم متع المرأة أن تؤذن للرجال، كما تُمنع من رفع صوتها أمامهم بالقراءة، وهذا دليل على أنّ غناءها أمامهم حرام، أما غناء المرأة دون موسيقى بمناسبة عرس وأمام النساء، فهذا جائز.[٢]
أما عن الإجابة عن سؤال هل يجوز سماع الأغاني بدون موسيقى إذا كان المغني رجلًا، فيجب النظر أولًا في نوع كلام الأغنيات، فإن كان كلامًا حسنًا فهو مباح، وإن كان كلامًا يدعو للرذيلة ويحث على المنكر فهو حرام، وحكم سماع الأغاني مبني على حكم الأغاني نفسها، فالأغنية المحرمة يكون الاستماع إليها محرمًا، أما الاستماع للمباح فهو مباح، مع ضرورة عدم الإكثار منه، وفي هذا الشأن يقول ابن عثيمين: الغناء الخالي من الموسيقى وآلات العزف يجوز الاستماع إليه بشرط عدم اشتماله على ما يدعو للفتنة، وأن لا يُلهي عن ذكر الله تعالى وإقامة الصلاة.[٢]
أقوال الفقهاء حول الغناء
اتفق الأئمة الأربعة على حرمة الغناء، وأن ممارسته والاستماع إليه يُعدّ فسقًا، إذ إنّ أبي حنيفة قال في الغناء بأنه فسق، وأن الاستمتاع والتلذذ بالاستماع إليه يُعد من المنكرات والكفر، ويجب التخلص منه فورًا، أما قول الإمام مالك حين سُئل عن الغناء فقد وصفه بأنه باطل ويؤدي إلى النار، وهذا يدلّ على تحريمه، أما قول الإمام الشافعي فقد وصفه بأنّه يصدّ عن ذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم، وأنه من أسباب اللهو، أما أحمد بن حنبل فقد وصف الغناء بأنه يُنبت في القلب النفاق، إذ إنّه لم يحرم الغناء لكنه جعله مكروهًا وشيئًا لا يُثير العجب، لكن أجمع الفقهاء بأنّ الغناء محرم، والانشغال بكل ما يخصه يعدّ سفاهة، ومنهم: ابن تيمية والقرطبي، واستندوا بهذا إلى الأحاديث النبوية الشريفة وآيات القرآن الكريم التي جمعت الغناء مع باقي المحرمات، وهذا ينطبق على المعازف والموسيقى بأنواعها، إذ يقول تعالى: {ومن النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[٣][٤]
المراجع
- ↑ "هل الموسيقى حلال ؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم سماع الغناء الخالي من الموسيقى"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية: 6.
- ↑ "أقوال العلماء في حكم الموسيقى والغناء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-08-2019. بتصرّف.