محتويات
حكم صيام يوم عرفة قبل القضاء
يوم عرفة يومٌ عظيم عند المسلمين، فما حكم صيام يوم عرفة قبل القضاء؟ وما هو فضله وأجرُ صيامه؟ وهل يجوز الجمع بين صيامه وصيام القضاء؟ كل هذه الأسئلة سيُجيب عنها هذا المقال.
تعدّدت آراء العلماء في حكمِ صيام التطوّع قبل قضاء رمضان، فذهب الحنفية والإمام أحمد في روايةٍ عنه إلى جواز ذلك، وذهب المالكية إلى كراهته، واستحبّ الشافعية أن يقضي المسلم ما فاته من رمضان ومن ثم يتطوّع، وذهب أحمد في روايةٍ أخرى إلى عدم جواز ذلك.[١]
والسُّنة أن يقضي المسلم ما فاته من صيام رمضان أولاً، ومن ثمّ يصوم ما شاء من صيام التطوع، لكن يجوز له أن يصوم تطوّعاً قبل القضاء، خاصةً إن كان صيام التطوّع مما لا يُفَوَّتُ أجره كصيام يوم عرفة، حيث إنّ هناك متسعٌ من الوقت للقضاء، والأصلُ أنّ الفرض مقدمٌ على التطوع، فمن كان عليه قضاء من رمضان يُفضّل أن يقوم بصيامه قبل صيام التطوّع.[٢]
ويدلّ على جواز صيام القضاء على التراخي قول أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ)،[٣]وبالتأكيد كانت تفعلُ ذلك بعلمِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك إقرارٌ منه بجواز فعلها، كما ويدلّ على ذلك أيضاً قولُ الله -عزّ وجل-: (فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)،[٤] أي أنّ من يفطر بعذرٍ في رمضان يقوم بقضاء يومٍ آخر مكانه من غير تقييدٍ بمدّةٍ محددة.[٢]
حكم الجمع بين صيام عرفة وصيام القضاء
يجوز للمسلم أن ينوي صيامِ يوم القضاء في يوم عرفة لنيل فضيلة هذا اليوم،[٥] ويجوز عند الشافعية أن ينوي المسلم صيام يوم عرفة قضاءً عن يومٍ من رمضان مع صيام يومِ عرفةَ تطوعاً لنيلِ أجرهِ وثوابه، لكن لو صام كلاً منهما على حِدة كان ذلك أكمل في الثواب.[٦] ويُشترطُ لذلك أن يجمع المسلم بين النيّتين؛ نيّة الفرض، وهي قضاءُ يومٍ من رمضان، ونيّة النّفل، وهي صيامِ يومِ عرفة تطوّعاً.[٧]
حكم صيام يوم عرفة
يستحبُّ للمسلمِ غيرِ الحاجّ صيام يوم عرفة لما له من أجرٍ عظيم، ولا يُستحَبُّ ذلك للحاجّ، وذلك لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين، فعن ميمونة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ النَّاسَ شَكُّوا في صِيَامِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ عَرَفَةَ فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بحِلَابٍ وهو واقِفٌ في المَوْقِفِ فَشَرِبَ منه والنَّاسُ يَنْظُرُونَ).[٨][٩]
وقد سُئِلَ ابن عمرَ عن صومِ عرفةَ، فقال: (حَجَجْتُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يصمهُ، ومع أبي بكر فلم يصمهُ، ومع عمرَ فلم يصمهُ، ومع عثمانَ فلم يصمهُ، وأنا لا أصومُهُ، ولا آمرُ بِه، ولا أنهَى عنهُ"، وذلك هو الأفضل للحاجّ حتى يتقوّى على العبادة والذكر والدعاء في هذا اليوم العظيم).[٩]
فضل صيام يوم عرفة
سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صومِ يومِ عرفة، فقال: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٠][٩] كما سُئِلَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن صوْمِ يومِ عَرَفةَ فقال: (يُكَفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ والباقيةَ).[١١][١٢]
المراجع
- ↑ كمال سالم (2003)، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة:المكتبة التوفيقية، صفحة 140، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد التويجري ، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 184. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1950، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:185
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 191. بتصرّف.
- ↑ "صيام يوم عرفة بنيتين"، دار الإفتاء المصرية، 28/08/2016، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2021. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، دمشق:دار الفكر، صفحة 191. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ميمونة بنت الحارت ، الصفحة أو الرقم:1989، صحيح.
- ^ أ ب ت كمال سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 137. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في الإمام مسلم ، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162 ، صحيح.
- ↑ يحيى النووي (1998)، كتاب رياض الصالحين ط الرسالة (الطبعة 3)، بيروت:الرسالة، صفحة 358.