محتويات
هل يجوز طلاق الحامل؟
على عكس ما يظنه بعض العامة من أن طلاق الحامل لا يقع، فإن هذا الطلاق يقع صحيحًا وتترتب عليه جميع آثاره؛ فلا خلاف بين الفقهاء في أنه يجوز للرجل أن يطلّق زوجته الحامل، وليس هناك ما يمنع من وقوع هذا الطلاق، فيصح طلاق الحامل طلاقًا رجعيًا أو طلاقًا بائنًا بالإجماع. ويعتبر طلاق الحامل من نوع طلاق السنة إن طلقها طلقة واحدةً عند عامة الفقهاء، أو ثلاث طلقات متفرقات في أزمنة متعددة.[١]
ومما يدل على جواز طلاق الحامل وصحة وقوعه، ما ثبت عنِ عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه طلَّق امرأته وهي حائض فذكر ذلك عمر -رضي الله عنه- للنبيَ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "مُرهُ فليراجعها ثمَّ ليطلِّقها إذا طَهرت أو وَهيَ حاملٌ".[٢]
كم تبلغ عدة طلاق الحامل؟
يرى جمهور الفقهاء أن عدة الحامل تنتهي بوضع جميع حملها، فلا تنقضي بوضع أحد التوأمين فقط ولا بانفصال جزء من الجنين. وهي تنقضي عند المالكية حتى لو وضعت علقة وهو دم متجمع، وأما عند الحنابلة والشافعية فإن الحمل الذي تنقضي به العدة: هو ما يتبين فيه شيء من خلق الإنسان من الرأس واليد والرجل، أو يكون مضغة تشهد القابلات الثقات أن فيه صورة خفية لخلقة آدمي أو أصل آدمي، لعموم قوله تعالى: {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ},[٣] ويرى الحنفية أن خروج أحد التوأمين أو أكثر الجنين يكفي لانقضاء العدة.[٤]
,ولمعرفة المزيد حول عدة الحامل وما يتصل بها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: عدة المطلقة الحامل
كيف يمكن إرجاع المطلقة الحامل؟
هناك صورتان لرجعة المطلقة أثناء عدتها؛ الأولى هي في حالة الطلاق الرجعيّ، والثانية هي في حالة الطلاق البائن بينونه صغرى. وفيما يلي تفصيل لهاتين الصورتين:[٥]
حالة الطلاق الرجعي
إذا كان الطلاق رجعيًا كأن يطلق الرجل زوجته طلقة رجعية واحدة أو طلقتين، فللرجل إرجاع مطلقته أثناء العدّة، كما في حالة الحامل فإن للرجل أن يرجعها طالما هي في فترة حملها، دون عقد أو مهر جديدين؛ لأن الطلاق الرجعي لا ينهي العلاقة الزوجية، فله أن يرجعها دون الحاجة لموافقتها، وتصح الرجعة بالقول كأن يقول لها: أرجعتك إلى عصمتي، أو بالفعل كالجماع ومقدماته على رأي جمهور الفقهاء.[٥]
حالة الطلاق البائن بينونة صغرى
إذا كان الطلاق بائنًا بينونة صغرى، كما في حالة الطلاق مقابل الإبراء أو الخلع أو التفريق القضائي، وأراد الرجل إرجاع زوجته أثناء حملها فليس له ذلك إلا بعقد ومهر جديدين وبرضا المرأة وموافقتها، ودون الحاجة لانتظار انقضاء عدتها بوضع الحمل، لأن هذه العدة ناشئة من طلاقه هو.[٥]
ما هي حقوق المطلقة الحامل بعد طلاقها؟
تستحق الحامل المطلقة -سواءً كان طلاقها طلاقًا رجعيًا أو بائنًا- النفقة والسكنى حتى تضع حملها بإجماع العلماء، لقوله تعالى: {وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}،[٦] ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ}[٧][٨]
المراجع
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 19-- 273. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في السنن، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2181، صححه الألباني في صحيح أبي داود.
- ↑ سورة الطلاق، آية:4
- ↑ وهبه الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 9- 7178. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبد الوهاب خلاف (1990)، أحكام الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية (الطبعة 2)، القاهرة:القلم، صفحة 144. بتصرّف.
- ↑ سورة الطلاق، آية:6
- ↑ سورة الطلاق ، آية:1
- ↑ ابن قدامة، المغني، صفحة 8-- 232. بتصرّف.