هل يجوز لأهل البيت الأكل من العقيقة؟

كتابة:
هل يجوز لأهل البيت الأكل من العقيقة؟

هل يجوز لأهل البيت الأكل من العقيقة؟

حكم لحم العقيقة كالأضحية؛ فيجوز أن يأكل الأهل من لحمها، ويتصدقوا منه، وأن يهدى للأقارب والأصدقاء، ولكن لا يجوز أن يباع شيئاً منها، ويسن طبخها، ويأكل منها أهل البيت وغيرهم في بيوتهم.[١]

ويجوز الدعوة على وليمة تطبخ من لحمها، ويستحب ألا تكسر عظامها، وأن تهدى لحوم العقيقة نيئة غير مطبوخة؛ لفعل فاطمة -رضي الله عنها- وذلك لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الفعل.[١]

تعريف العقيقة

يمكننا توضيح مفهوم العقيقة لغة واصطلاحاً على النحو الآتي:

  • العقيقة لغة

هي الشَعر الذي يولد به الطفل؛ لأنه يشق الجلد.[٢]

  • العقيقة اصطلاحاً

هي الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع من ولادته؛ شكراً لله -سبحانه وتعالى- على نعمة الولد ذكراً كان أو أنثى،[٢] وهي سنة نبوية، أمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في عدة أحاديث، قال -عليه الصلاة والسلام-: (كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبَحُ عنهُ يومَ سابعِهِ ويُحلَقُ ويُسَمَّى).[٣][٢]

أحكام أخرى تتعلق بالعقيقة

فيما يأتي ذكر لبعض الأحكام المتعلقة بالعقيقة:

  • صفات العقيقة

سلامتها من العيوب الفاحشة التي تؤدي إلى نقص اللحم أو تضر بالصحة؛ كالعور والمرض، والعرج والهُزال، فقد روى البراء بن عازب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحي؛ العوراءُ البيِّنُ عَوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرَضُها، والعرجاءُ البيِّنُ ظَلَعُها، والكسيرةُ التي لا تُنقِي).[٤][١]

  • نوعها من الحيوانات

أن تكون العقيقة من الأنعام؛ وهي الضأن والمعز، والإبل والبقر.[٢]

  • وقت الذبح

يسن الذبح في اليوم السابع بعد الولادة وهو الأفضل، وقد أجاز بعض أهل العلم تأخير العقيقة عن اليوم السابع، وإذا لم يتمكن الوالد من الذبح في اليوم السابع، أجاز بعض أهل العلم أن تذبح في اليوم الرابع عشر، وإلا ففي اليوم الحادي والعشرين، ثم تستوي بقية الأيام.[٢]

  • عمر العقيقة

اشترط العلماء أن يكون عمر العقيقة نفس عمر الأضحية.[٢]

  • عدد الحيوانات التي يعق بها عن المولود

السنة أن يعق عن المولود الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة؛ لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عن الغلامِ شاتان مُكافأتان، وعن الجاريةِ شاةٌ)،[٥] وقد أجاز العلماء أن يذبح عن الطفل شاة واحدة إذا لم يستطع الوالد ذبح اثنتين.[٢]

  • من يذبح عن المولود

يذبح عن المولود أبوه، ولا تلزم غيره على رأي بعض أهل العلم، ورأى غيرهم أن المولود إن كان له مال أخذ من ماله؛ وعُقَّ عنه بوجود الأب، في حين يرى آخرون بأن من يعق عن المولود هو من تلزمه نفقته، وأجاز بعض أهل العلم للإنسان إذا لم يعق عنه والده وهو صغير؛ أن يعق عن نفسه من ماله الشخصي عندما يكبر.[٢]

  • ذبح العقيقة أفضل أم الصدقة بثمنها

يرى أهل العلم أن ذبح العقيقة عن المولود أفضل من التصدق بثمنها، كما أجازوا -بل فضلوا- أن يستقرض الوالد المال؛ ويذبح العقيقة إذا لم يكن يملك مالاً لذلك.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت الزحيلي، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة 4)، دمشق:دار الفكر، صفحة 2709، جزء 4. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د حسام الدين عفانة ، أحكام العقيقة، القدس:أبو ديس ، صفحة 5. بتصرّف.
  3. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:20256، صحيح.
  4. رواه أبو دلود، في سنن أبي داود، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2802، صحيح.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1513، صحيح لغيره.
  6. ابن القيم (1971)، تحفة المودود بأحكام المولود (الطبعة 1)، دمشق:مكتبة دار البيان ، صفحة 64. بتصرّف.
5235 مشاهدة
للأعلى للسفل
×