هل يجوز للمرأة البكر أن تزوج نفسها

النكاح

يُعرَّف النكاح في اللغة على أنَّه الضمُّ والانسجام والتداخل، فإذا قيل: تناكح الشجر أي تداخل وتشابك، وقد عرَّف الزجاج النكاح بقوله: "النكاح في كلام العرب بمعنى الوطء والعقد جميعًا"، أمَّا في الشرع فيُعرَّف النكاح على أنَّه عقد فيه لفظ النكاح أو الزواج، وهو حقيقة في العقد ومجاز في الوطء، وإنَّما هو حقيقة في العقد لأنَّه ورد في كتاب الله تعالى وسنَّة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في العقد، والنكاح هو عقد بين رجل وامرأة وافق وليُّها على الأمر، يُقصد بهذا العقد استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر، وبناء أسرة متكاملة بهدف بناء مجتمع صالح سليم أيضًا، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل: هل يجوز للمرأة البكر أن تزوج نفسها في الإسلام.^[١]

هل يجوز للمرأة البكر أن تزوج نفسها

في الإجابة عن السؤال القائل: هل يجوز للمرأة البكر أن تزوج نفسها في الإسلام، يمكن القول إنَّه لا يحلُّ للمرأة البكر أن تزوَّج نفسها بدُون إذن وليِّها، ودليل هذا ما روتِ السيَّدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ وشاهدَيْ عَدلٍ، وما كان مِن نكاحٍ على غيرِ ذلك فهو باطلٌ فإنْ تشاجَروا فالسُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ له"،^[٢] أي إنَّ زواج المرأة البكر دون إذن وليِّها زواج باطل كما قال رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام،^[٣] وجدير بالذكر أنَّه لا يحلُّ للرجل أن يتزوج امرأة دون إذن وليِّها، ثيِّبًا كانت أو بِكرًا، والدليل في هذا الحكم ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله أنَّه قال: "أيُّما امرأةٍ نَكَحت بغيرِ إذنِ وليِّها، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فإن دخلَ بِها، فلَها المَهرُ بما استحلَّ من فرجِها، فإن اشتجَروا فالسُّلطانُ ولِيُّ من لا ولِيَّ لَه"،^[٤] وجاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنَّه قال في تحديد ولي أمر المرأة: "وإذا تعذَّر من له ولاية النكاح انتقلت الولاية إلى أصلح من يوجد ممن له نوع ولاية في غير النكاح كرئيس القرية وأمير القافلة ونحوه"، وإذا منع ولي المرأة زواجها بغير عذر شرعي، تنتقل الولاية منه إلى الذي يليه، فإذا كان الأب هو المانع تنتقل الولاية إلى الجد، والله تعالى أعلم.^[٥]

شروط عقد النكاح

بعد الإجابة عن السؤال القائل: هل يجوز للمرأة البكر أن تزوج نفسها، لا بدَّ من المرور على شروط عقد النكاح التي حدَّدها الشرع، أيّ الشروط التي ينبغي أن تكتمل في عقد الزواج والنكاح حتَّى يكون الزواج صحيحًا لا حرمة فيه ولا باطل، وشروط عقد النكاح في الإسلام خمسة، وهي:^[٦]

• تعيين الزوجين بالاسم، فلا يجوز أن يقول الولي زوجتك ابنتي، وله بنات غيرها.
• رضا الزوجين، فلا يصح الزواج إلَّا برضا الرجل والمرأة به وإلَّا كان باطلًا.
• وجود الولي الذي ينوب عن المرأة، وأولياء المرأة هم: الأب ثمَّ الجد ثمَّ الابن، ثمَّ الأخ الشقيق ثمَّ الأخ للأب، ثمَّ الأقرب.
• حضور الشهود، فلا يحلُّ الزواج إلَّا بحضور شاهدي عدل.
• أن يخلو الزوجان من موانع الزواج والنكاح، كالأخوة في الرضاع أو المصاهرة أو اختلاف الأديان.

المراجع

1. ↑ "النكاح: تعريفه وحكمه"، www.alukah.net، 2020-05-11. بتصرّف.
2. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4075، أخرجه في صحيحه.
3. ↑ "لا يحق للمرأة أن تزوج نفسها"، www.islamweb.net، 2020-05-11. بتصرّف.
4. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1102، حديث صحيح.
5. ↑ "تزوج امرأة بدون ولي"، islamqa.info، 2020-05-11. بتصرّف.
6. ↑ "خمسة شروط لصحة النكاح"، www.islamweb.net، 2020-05-11.