هل يستحق كورونا كل هذه التحذيرات والاحتياطات

كتابة:
هل يستحق كورونا كل هذه التحذيرات والاحتياطات

مرض كورونا المستجد

أثار الانتشار السريع للفيروس المستجد الذي يسبب مرض COVID-19 الإنذار في جميع أنحاء العالم، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية WHO أن تفشي الفيروس التاجي سريع الانتشار هو بمثابة وباء أو جائحة، والعديد من البلدان تعاني مع ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة، والفيروسات التاجية بشكل عام تعدّ سبباً شائعاً للغاية لنزلات البرد وغيرها من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، واسم COVID-19 هو الاسم الرسمي الذي أعطته منظمة الصحة العالمية اختصاراً للمرض الذي يسببه فيروس كورونا الجديد الذي بدأ انتشاره في أواخر 2019 في مدينة ووهان الصينية، وفي هذا المقال سنتطرق لموضوع أساسي وهو هل يستحق كورونا كل هذه التحذيرات والاحتياطات.[١]

كيفية انتقال فيروس كورونا

حدد التحقيق الوبائي في ووهان في بداية تفشّي الفيروس وجود ارتباط أولي بسوق مأكولات بحريّة يبيع الحيوانات الحيّة ، حيث كان معظم المرضى يعملون ضمنه أو زوّاراً له، وتمّ إغلاقه لاحقًا للتطهير، ومع ذلك مع تقدّم الفاشية أصبح الانتشار من شخص لآخر هو الوسيلة الرئيسيّة لانتقال المرض، ويُعتقد أنّ انتشار فيروس كورونا المستجد SARS-CoV-2 من شخص لآخر عن طريق قطيرات الجهاز التنفسي عند العطاس أو السعال أي كما تنتشر الأنفلونزا الاعتياديّة، ويتم إطلاق الفيروس في إفرازات الجهاز التنفسي للشخص المصاب عندما يقوم بالسعال أو العطاس أو المحادثة وعندها تنتقل العدوى للمخالطين للمريض، ويمكن أن تحدث العدوى أيضًا إذا لمس الشخص سطحًا ملوثًا ثم لمس عينيه أو أنفه أو فمه، ولا تنتشر القطيرات عادةً أكثر من ستّة أقدام أي حوالي مترين ولا تتوقف في الهواء؛ ومع ذلك ففي أحد الدراسات على الفيروس في ظروف تجريبية ظلّ الفيروس المستجد متواجداً في الهواء الجوي لمدة ثلاث ساعات، ونظرًا لعدم اليقين الحالي فيما يتعلق بآليات النقل، يُوصى في بعض البلدان بشكل روتيني بالاحتياطات على أساس أن الفيروس يبقى في الجو، وتمّ الكشف عن RNA الفيروس المستجد في عينات الدم والبراز للأشخاص المصابين، وتمّت زراعة فيروس حي من البراز في بعض الحالات، ولكن وفقًا لتقرير مشترك بين منظمة الصحة العالمية والصين، فإن انتقال الفيروس عن طريق الجهاز الهضمي لا يبدو أنّه عامل مهم في انتشار العدوى.[٢]

هل يستحق كورونا كل هذه التحذيرات والاحتياطات

في هذه الفقرة سيتم نقاش بعض الأمور المهمة جداً حول الفيروس بناء على أحدث الدراسات لمعرفة هل يستحق كورونا كل هذه التحذيرات والاحتياطات، وسيتم نقاش الإصابة ودور العمر في شدتها وفترة حضانة المرض والعدوى الغير مصحوبة بأعراض والأعراض الأولية للإصابة.

فترة حضانة المرض

يُعتقد أن فترة حضانة COVID-19 تكون في غضون 14 يومًا بعد التعرض للفيروس، ولكنّ معظم الحالات حدثت بعد أربعة إلى خمسة أيام تقريبًا من التعرض للفيروس، وفي دراسة أجريت على 1099 مريضًا يعانون من أعراض COVID-19 المؤكدة، كانت فترة الحضانة المتوسطة أربعة أيام، وباستخدام بيانات من 181 حالات مؤكدة في الصين، قدّرت إحدى دراسات أن الأعراض ستتطور في 2.5 % من الأفراد المصابين خلال 2.2 يومًا وفي 97.5 بالمائة من الأفراد المصابين في غضون 11.5 يومًا، وكانت فترة الحضانة المتوسطة في هذه الدراسة 5.1 أيام.[٢]

درجات شدّة المرض

في سياق تساؤل هل يستحق فيروس كورونا كل هذه التحذيرات والاحتياطات لا بد من معرفة درجات شدة المريض، حيث تتراوح طيف شدة الأعراض من خفيف إلى حرج؛ حيث أنّ معظم الإصابات ليست شديدة، وفي تقرير صادر عن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها و التي تضمنت ما يقارب 44500 حالة إصابة مؤكدة، ومع تقدير شدة المرض وُجد ما يأتي: [٢]

  • تم تسجيل حالات خفيفة أي لا يوجد أعراض أو ذات الرئة خفيفة في 81 % من الحالات.
  • نسبة الإصابة بأعراض شديدة على سبيل المثال؛ ضيق التنفس، نقص الأكسجة، أو التهاب هاد يصيب الرئة بنسبة 50 % على الصورة الشعاعية في 14% من الحالات.
  • معدّل الإصابة بمرض خطير على سبيل المثال قصور الجهاز التنفسي أو الصدمة أو قصور أعضاء متعددة 5%.
  • بلغ معدّل موت الحالات الإجمالي 2.3 %.
  • لم تُسجل وفيات بين الحالات غير الحرجة.

وفقًا لبعثة مشتركة لتقصي الحقائق بين منظمة الصحة العالمية والصين، تراوحت نسبة موت الحالات المصابة من 5.8 % في ووهان إلى 0.7 % في بقية الصين، وحدثت معظم الحالات المميتة في المرضى الذين يعانون من تقدم في العمر أو أمراض مزمنة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، السكري، أمراض الرئة المزمنة، ارتفاع ضغط الدم، السرطانات. قد تختلف نسبة العدوى الشديدة أو المميتة حسب الموقع وكمثال على ذلك في إيطاليا، تم إدخال 12% من جميع حالات COVID-19 المكتشفة و 16% من جميع المرضى في المستشفى إلى وحدة العناية المركزة، وكان معدل الوفيات التقديري للحالة 7.2% في منتصف مارس، في المقابل كان معدل الوفيات المقدّر في منتصف مارس في كوريا الجنوبية 0.9%، وقد يكون هذا مرتبطًا بالتركيبة السكانية المميزة للمنطقة؛ ففي إيطاليا كان متوسط ​​عمر المرضى المصابين بالعدوى 64 عامًا، بينما في كوريا كان متوسط ​​العمر في الأربعينيات، وفي الفقرة التالية سيناقش عامل العمر وتأثيره على الإصابة ولأن درهم وقاية خير من قنطار علاج يجب أخذ كل هذه التحذيرات والاحتياطات.[٢]

تأثير العمر

يمكن للأفراد من أي عمر أن يصابوا بعدوى شديدة بفيروس كورونا المستجد، من الأخذ بالعلم بأن البالغين في منتصف العمر وكبار السن هم الأكثر إصابة به، في عدة مجموعات من المرضى الموضوعين في المشافي الذين يعانون من COVID-19 بشكل مؤكد، تراوح متوسط ​​العمر من 49 إلى 56 سنة، في تقرير صادر عن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها تضمن حوالي 44،500 إصابة مؤكدة ، كان 87% من المرضى تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا، وارتبط السن الكبير أيضًا بزيادة احتمال الموت، حيث بلغ معدل الوفيات نسبة 8% بين من تتراوح أعمارهم بين 70 إلى 79 عامًا وبلغ نسبة 15% عند من تتراوح أعمارهم بين 80 عامًا أو أكثر. في الولايات المتحدة كان لدى 2449 مريضًا تم تشخيص إصابتهم بـ COVID-19 تم تشخيص 67% من الحالات عند مرضى تتراوح أعمارهم بين 45 سنة وما فوق، وعلى غرار النتائج من الصين كان معدل الوفيات أعلى بين كبار السن، حيث أنّ 80% من الوفيات تحدث عند من تتراوح أعمارهم بين 65 سنة وما فوق.[٢]

بينما فيما يتعلق بإصابة الأطفال فإن الأعراض تكون خفيفةً عادةً، على الرغم من أنه تمّ الإبلاغ عن حالات ظهر فيها أعراض شديدة، وفي التقرير الصيني المذكور آنفاً بلغت نسبة إصابة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة نسبة 2% فقط ، وفي كوريا الجنوبية بلغت نسبة إصابة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً في دراسة ضمن 8000 حالة مؤكدة نسبة 6.3%، وفي دراسة مصغرّة على 10 أطفال مصابين في الصين ، كان المرض السريري معتدلاً، ثمانية منهم كان يعاني من الحمى، والتي تم علاجها خلال 24 ساعة، و6 أطفال كان لديهم سعال، و4 أطفال كان لديهم التهاب في الحلق، ولم يتطلب أي منها الدعم بالأكسجين أي أنه لا يوجد نقص أكسجة، وفي دراسة أخرى لستّة أطفال تتراوح أعمارهم بين 1 و7 سنوات تم إدخالهم إلى المستشفى في ووهان مصابين بالفيروس المستجد COVID-19 ، كان جميعهم قد أصيبوا بالحمى حيث بلغت درجة الحرارة 102.2 درجة فهرنهايت / 39 درجة مئوية وسعال، وتمّ إدخال طفل واحد فقط للعناية المشددة لسوء حالته، وفي النهاية تعافى جميعهم وبالتالي يجب الانتباه للمرضى كبار العمر حيث تستحق العناية بهم كل هذه التحذيرات والاحتياطات. [٢]

العدوى غير المصحوبة بأعراض

في تفشي COVID-19 على متن سفينة سياحيّة حيث تم فحص جميع الركاب والموظفين تقريبًا بحثًا عن الفيروس المستجد، كان ما يقارب 17% من المسافرين على متن السفينة إيجابيًا؛ وحوالي 619 حالة تمّ تأكيدها كانت بلا أعراض في وقت التشخيص. حتى المرضى الذين يعانون من عدوى بدون أعراض قد يكون لديهم بعض الأدلة السريرية الخفيّة على إصابتهم ففي دراسة أجريت على 24 مريضاً يعانون من عدوى بلا أعراض، خضع جميعهم لتصوير شعاعي بجهاز CT، وبلغت نسبة من يعانون من تغيرات في صورة الصدر بلا أعراض 50% ، و20% آخرون يعانون من تشوهات في صورة الصدر غير نمطية، وبعد أيام قليلة من التشخيص أصيب خمسة مرضى منهم بحمى منخفضة الدرجة مع أو بدون أعراض نموذجية أخرى، وفي دراسة أخرى على 55 مريضاً يعانون من عدوى بدون أعراض كان 67% منهم لديه دليل على وجود مرض في الرئة عند تأكيد الحالة، وفقط مريضين أصيبا بنقص الأكسجة، وتعافى جميعهم في النهاية ولذلك يجب الأخذ بكل هذه التحذيرات والاحتياطات فقد يصاب الشخص دون أن يعلم ويسبب العدوى لأقربائه المسنين وذوي المناعة المنخفضة.[٢]

الأعراض الأولية للإصابة بالعدوى

يبدو أن التهاب الرئة هو أكثر المظاهر الخطيرة شيوعًا للعدوى، وتتميز بشكل أساسي بالحمى والسعال وضيق التنفس، ولا توجد ميزات سريرية محددة يمكنها حتى الآن أن تميز بشكل موثوق به الإصابة بـ COVID-19 من التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى. في دراسة ضمّت 138 مريضًا مصابين بالالتهاب الرئوي COVID-19 في ووهان، كانت أكثر المظاهر السريرية شيوعًا في بداية المرض:[٢]   

في إحدى الدراسات، تم الإبلاغ عن الحمى حدثت لدى جميع المرضى تقريبًا، ولكن ما يقارب 20% منهم يعانون من حمى منخفضة الدرجة للغاية أقل من 100.4 درجة فهرنهايت أي 38 درجة مئوية، في دراسة أخرى أجريت على 1099 مريضًا من ووهان ومناطق أخرى في الصين، كانت الحمى التي تم تعريفها على أنها درجة حرارة بميزان حرارة إبطي أعلى من 99.5 درجة فهرنهايت / 37.5 درجة مئوية موجودة في 44% فقط عند دخول المرضى للمشفى ولكنها لوحظت في النهاية لدى 89% أثناء فترة الاستشفاء، تشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف، وبالإضافة إلى أعراض الجهاز التنفسي آنفة الذكر فقد تم الإبلاغ عن أعراض هضمية مثل الغثيان والإسهال؛ وفي بعض المرضى قد تكون الشكوى الرئيسية لديهم هي الأعراض الهضمية وليست التنفسية. تم الإبلاغ عن عرض مميز وغريب لدى الأشخاص الذين تم تشخيصهم في النهاية بفيروس كورونا المستجد وهو فقدان لحاسة الشم، ومع ذلك لم تسلط الدراسات المنشورة الضوء على هذا العرض، وتواترها وفائدتها للشك في الإصابة بـ COVID-19 غير مؤكد.[٢]

دورة العدوى بفيروس كورونا المستجد

كما ذُكر آنفاً في سياق هل يستحق كورونا كل هذه التحذيرات والاحتياطات، فيمكن أن تتراوح شدّة الأعراض من الخفيفة إلى الحرجة، قد تتطور حالة بعض المرضى ممن يعانون من أعراض خفيفة في البداية على مدار أسبوع، ففي دراسة أجريت على 138 مريضًا تم إدخالهم إلى المستشفى في ووهان يعانون من التهاب الرئة لإصابتهم بالفيروس المستجد، تطور لديهم ضيق التنفس بعد فترة متوسطها ​​خمسة أيام منذ ظهور الأعراض ، وتمّ دخولهم للمشفى بعد فترة متوسطها سبعة أيام منذ ظهور الأعراض، في دراسة أخرى كان متوسط ​​وقت حدوث ضيق التنفس ثمانية أيام بعد ظهور الأعراض، تعد متلازمة الضائقة التنفسية الحادة ARDS من المضاعفات الرئيسية في المرضى الذين يعانون من مرض شديد، ففي دراسة تمت على 138 مريضًا آنفين الذكر، تطور ARDS لديهن بنسبة 20% بعد فترة بلغ متوسطها ​​ثمانية أيام ، وتم تطبيق التهوية الميكانيكية بنسبة 12.3%، وفي دراسة أخرى لـ 201 مريض في المستشفى في ووهان ، طوّر 41% منهم ARDS، وارتبط الإصابة بها بالعمر الأكبر من 65 عاماً وداء السكري وارتفاع الضغط. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يبدو أن وقت التعافي حوالي أسبوعين للعدوى الخفيفة وثلاثة إلى ستة أسابيع للمرض الشديد. [٢]

مضاعفات فيروس كورونا المستجد

أخطر المضاعفات لعدوى السارس CoV-2 هو التهاب الرشة الحاد. في دراسة موثوقة على 138 شخصًا في مستشفيات في ووهان، بلغت نسبة المصابين بـالتهاب الرئة الحاد 26% من أعراض شديدة ويحتاجون للعلاج في وحدة العناية المركّزة ICU، وتوّفي حوالي 4.3% من هؤلاء الأشخاص الذين تم قبولهم في وحدة العناية المركزة والمصابين بهذا النوع من الالتهاب الرئوي، وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين تم قبولهم في وحدة العناية المركزة كانوا ذوي أعمار أكبر من المتوسط ومصابين بأمراض مزمنة أكثر من الأشخاص الذين لم يذهبوا إلى وحدة العناية المركّزة. حتى الآن، يعد الاتهاب الرئوي من المضاعفات الوحيدة المرتبطة بشكل خاص بفيروس كورونا لعام 2019، ولاحظ الباحثون المضاعفات التالية لدى الأشخاص الذين طوروا COVID-19 وهي مضاعفات قد تستحق كل هذه التحذيرات والاحتياطات لخطورتها:[٣]

هل هناك علاج لعدوى كورونا

لم يتم إثبات فعالية أي عقاقير للوقاية أو العلاج بـ COVID-19 الأمر الذي قد يفسّر حالياً كل هذه التحذيرات والاحتياطات .يتم حالياً دراسة تأثيرات العديد من الأدوية المضادة للفيروسات والعلاجات المناعية واللقاحات وتطويرها كعلاجات محتملة، ويعدّ البحث عن علاجات فعالة لعدوى COVID-19 عملية معقدة، حيث يعمل الباحثون اعتبارًا من 22 مارس 2020 على تقييم الفعالية المحتملة لـ 69 دواء حاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.[٤]

المراجع

  1. "Coronavirus Resource Center", www.health.harvard.edu, Retrieved 28-04-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Coronavirus disease 2019 (COVID-19): Epidemiology, virology, clinical features, diagnosis, and prevention", www.uptodate.com, Retrieved 28-04-2020. Edited.
  3. "Everything You Should Know About the 2019 Coronavirus and COVID-19", www.healthline.com, Retrieved 28-04-2020. Edited.
  4. "Coronavirus Disease 2019 (COVID-19) Treatment & Management", emedicine.medscape.com, Retrieved 28-04-2020. Edited.
4582 مشاهدة
للأعلى للسفل
×