محتويات
هل شعور الميت بمن يدعو له مثبت؟
لم يقف أهل العلم والسنة على دليل في مسألة شعور الميت بالدعاء، أو سماعه لمن يدعو له ويقوم بزيارته، إنما ما ورد في السنة النبوية أن الميت يسمع نعال الذين قاموا بدفنه عند المقبرة بعد الانتهاء من الدفن، وتُرد إليه روحه عندما يقوم منكر ونكير بسؤاله في القبر، وعليه فالأصل أنّ الميت لا يسمع ولا يشعر بحياة الأحياء إلا في المواقف التي ورد دليل بشأنها.[١]
ومن هذه الأدلة، قول الله تعالى: (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى)،[٢] وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في إجابته لعمر بن الخطاب: (ما تخاطب من أناس قد جيفوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، إلا أنهم لا يجيبون). [٣][١]
ثبت عند أهل العلم أنّ الميت لا يسمع ولا يشعر بحياة الأحياء، وأما عن شعور الميت بمن يبكي عليه، فثبت أنه يتألم ويتعذب ببكائهم.
هل يعرف الميت من يزوره؟
إن ابن آدم إذا مات ودُفن، انقطع عمله في الحياة الدنيا، فلا يشعر بعد ذلك بزائريه في القبر، ولا يسمع حديثهم، فقد قال الله تعالى: (وما أنت بمسمعٍ من في القبور)،[٤] وفيما ورد من أحاديث ضعيفة ومنكرة عن شعور الميت ومعرفته من يزوره حديث (ما من عبدٍ يمرُّ على قبرِ رجلٍ يعرفُه في الدُّنيا فيسلِّمُ عليهِ إلَّا عرفَه وردَّ عليهِ السَّلامُ)،[٥] فهذا حديث ضعيف ولا يصح الاستدلال به.[٦]
لا يشعر الميت بزائريه ولا يعرفهم ولا يسمع حديثهم.
هل العمل الصالح يصل إلى الميت؟
إنّ كل عمل صالح ورد في السنة النبوية وحثّنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- على القيام به، يصل أجره إلى الميت، فإن العمل الصالح والصدقة، والدعاء للميت قبل دفنه، والدعاء له في الصلوات والقيام وكافة الأوقات، والحج والعمرة عن الميت، وقضاء دينه، والاطمئنان على أقاربه وصلة رحمه، جميعها أعمال صالحة تصل إلى الميت ويصل أجرها وثوابها، وكل ما تمّ ذكره في السنة يستطيع المسلم أن يقوم به لأمواته على أن لا يبتدع أمرًا لم يرد بشأنه دليل على صحة القيام به، أو أن يسنّ أمرًا جديدًا لا أجر فيه للميت ولم يرد أصل له في السنة، فقال عليه السلام: (مَن أحدَث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ).[٧][٨]
إذا قام المسلم بأي عمل من الأعمال الصالحة، وصل أجره إلى الميت.
هل تلتقي أرواح الأموات والأحياء في المنام؟
لم يرد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند أهل العلم دليل أو نص صريح على أن أرواح الأموات قد تلتقي مع أرواح الأحياء في المنام، فإن أرواح الأموات؛ إما أن تكون في نعيم مقيم جزاءً للعمل الصالح الذي قام بها صاحب الروح، وإما أن تكون في العذاب الأليم، فإن أرواح الأموات بعد أن تفارق الأجساد ترقد في مستقر لها ويكون حالها حسب ما قام به صاحبها في الحياة الدنيا.[٩]
وما يرد بشأن هذا التقاء الأرواح لا يؤخذ به فإنه لا يصح أن يؤخذ بأثر ما دون دليل وطالما لم يرد عن - الرسول صلى الله عليه وسلم- أي حديث في هذا، والله أعلم.[٩]
المراجع
- ^ أ ب عبد العزيز الراجحي، كتاب فتاوى منوعة، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ سورة النمل، آية:80
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:6525، حديث صحيح.
- ↑ سورة فاطر، آية:22
- ↑ رواه ابن الجوزي، في العلل المتناهية، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:911، غريب ولا يصح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 361.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:26، حديث صحيح.
- ↑ ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 378. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 58. بتصرّف.