كانت قد أوضحت دراسات علمية سابقة أن النساء اكثر عرضة للإصابة بمشاكل الذاكرة، إلا أن الدراسة الحالية تشير العكس، فكيف توصلت هذه الدراسة إلى مثل هذه النتائج؟
قد يتفاجئ الرجال عندما يعرفون بأن خطر إصابتهم بمشاكل في الذاكرة وفقدان القدرات الإدراكية أكبر من النساء، إلا أن هذه حقيقة أثبتها العلم على مر السنين، فالأعراض المتعلقة بالإصابة بالخرف مثل فقدان الذاكرة بالإضافة إلى الاضطرابات الادراكية وما شابه تكون مميزة بشكل أكبر لدى الرجال مقارنة مع النساء. (تعرف على نصائح لتحسين مشاكل الذاكرة)
وهذا ما أكدته الدراسة الجديدة التي عرضت نتائجها في مؤتمر الاعصاب الاكاديمي الأمريكي الذي اقيم في ولاية شيكاجو، إذ حاول الباحثون القائمون على هذه الدراسة البحث في الفروقات الإدراكية ما بين النساء والرجال.
حيث أوضح الباحثون أن النسيان مرتبط بالتقدم في العمر، فكلما تقدم الإنسان بالعمر كانت فرص نسيانه لبعض الأمور أكبر، بالطبع هناك بعض الحالات التي يكون فيها النسيان أمراً طبيعياً، مثل نسيان المكان الذي وضعت فيه مفتاح السيارة أو هل نسيت إطفاء الغاز في المنزل، ولكن عندما يصبح النسيان عادة وبشكل منتظم مثل نسيان الإجتماع الأسبوعي الخاص بك أو موعد الطبيب بشكل مستمر، هنا يجب التطرق للموضوع وإيلاء الأهمية له، فمن شان هذه الاضطرابات الإدراكية المعتدلة إن تؤدي إلى الإصابة بالخرف؟!
فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات إدراكية معتدلة يكونون أكثر عرضة بثلاث مرات تقريباً للإصابة بالزهايمر مقارنة مع الآخرين، وذلك حسبما أشار الباحثون، فالإصابة بالزهايمر تؤثر على القدرة في التفكير والتكلم والفهم والتذكر وحتى الحركة.
إلا أن هذه النتائج لا تعنبي بالضرورة أن جميع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات إدراكية معتدلة سيصابون بمرض الزهايمر.
وتمكن الباحثون من التوصل إلى هذه النتائج من خلال استهداف 2000 مشتركاً تراوحت اعمارهم ما بين 70- 89 عاماً، حيث بدأت التجربة في عام 2004 وقام الباحثون من وقتها بجمع المعلومات من المشتركين كل عدة أشهر.
وبعد جميع المعلومات وتحليلها وجد الباحثون ما يلي:
- 74% من المشتركين يتمتعون بأداء عقلي وإدراكي سليم
- 16% من المشتركين عانوا من اضطرابات إدراكية متوسطة
- 10% من المشتركين عانوا من الإصابة بالخرف.
- كان الرجال أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب الإدراكي المعتدل ومشاكل الذاكرة من النساء بحوالي 1.67 مرة
- كانت النتائج مشابهة بعد الأخذ بعين الاعتبار المستوى التعليمي والأكاديمي والحالة الاجتماعية.
بدورهم أفاد الباحثون ان هذه النتائج تتعارض مع الإدعاءات السابقة بان النساء أكثر عرضة للإصابة بالخرف من الرجال، او أن المرض يتطور بصورة أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال.
ولكن وفقا لما أوضحه رئيس جمعية مرض الزهايمر الطبيب سام جيندي فإن باستطاعة الرجال والنساء تحسين جودة حياتهم بهدف خفض خطر إصابتهم بمرض الزهايمر، وتبعاً لتوصياته فإنه من الضروري اتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة صحي أيضاً، بالإضافة إلى الإنخراط والاشتراك في نشاطات تساهم في تفعيل النواحي العقلية والاجتماعية والجسدية لدى كلا الجنسين.