هل يقوم الصابون مقام التراب في تطهير نجاسة الكلب

كتابة:
هل يقوم الصابون مقام التراب في تطهير نجاسة الكلب

نجاسة الكلب

إنَّ مما لا خلاف فيه بين أهل العلم، هو نجاسة الكلب، فالكلب نجس بجميع أجزائه وهذا قول الشافعية والحنابلة، وهو الرأي الذي قال به ابن عثيمين واختاره الصنعاني ورأى به جماعة من الحنفية، والدليل على نجاسة الكلب واضح في السنة النبوية، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إذَا شَرِبَ الكَلْبُ في إنَاءِ أحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعًا"،[١] وجاء أيضًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: "إذا ولَغَ الكَلْبُ في إناءِ أحَدِكُمْ فَلْيُرِقْهُ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ سَبْعَ مِرارٍ"،[٢] فالكلب نجس وعلى المسلم أن يحرص على الطهارة إن لمس كلبًا أو ولغ في إنائه كلب ما، وفي هذا المقال ستتم الإجابة عن السؤال: هل يقوم الصابون مقام التراب في تطهير نجاسة الكلب[٣]

هل يقوم الصابون مقام التراب في تطهير نجاسة الكلب

في إجابة السؤال القائل: هل يقوم الصابون مقام التراب في تطهير نجاسة الكلب، لقد اختلفَ أهل العلم فيما إذا كان الصابون يجزئ استعماله في تطهير نجاسة الكلب، فكان رأي الإمام الشافعي أنَّ التراب أساسي في تطهير نجاسة الكلب، وذلك لأنَّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- حدَّد التراب بعينه لتطهير نجاسة الكلب، أمَّا الإمام أحمد بن حنبل فرأى أنَّه يجوز استعمال الصابون دون التراب في تطهير نجاسة الكلب، وجاء في الموسوعة الفقهية ما يأتي: "إذا ولغ الكلب في إناء، فإنه كي يطهر هذا الإناء يجب غسله سبعا إحداهن بالتراب, هذا عند الحنابلة والشافعية..."، أمَّا إذا تمَّ استعمال الأشنان وهو نوع من المنظفات التي كانت تُستعمل قديمًا فالصحيح أنَّ الصابون أو الأشنان لا يقوم مكان التراب في تطهير نجاسة الكلب، وذلك لأنَّ أمر رسول الله بتطهير نجاسة الكلب بالتراب كان تعبدًا ولا يحل أن يقوم شيء مقامه، ويرى بعض الحنابلة أنَّه يجوز الاستعانة بغير التراب في حال عدم توفر التراب، أمَّا إذا وجد التراب فيجب استعماله في التطهير، والله تعالى أعلم.[٤]

كيفية التطهر من نجاسة الكلب

لقد بيَّنت سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كيفية التطهر من نجاسة الكلب، فإذا ولغ الكلب في إناء ما، فطهور الإناء غسله سبع مرات، أوَّل هذه المرات بالتراب، فعن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ"،[٥] وفي هذا الحديث الشريف منهج تعليمي تربوي في كيفية تطهير نجاسة الكلب،[٦] وقد جاء في كتاب المغني لابن قدامة في مسألة الطهارة من نجاسة الكلب: "لا يختلف المذهب أن نجاسة الكلب يجب غسلها سبعًا، إحداهن بالتراب، وهو قول الشافعي"، وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا كانت النجاسة على غير الأرض وهي نجاسة كلب، فإنه لا بد لتطهيرها من سبع غسلات إحداها بالتراب"، وقال النووي: "فالحاصل أنه يستحب جعل التراب في الأولى، فإن لم يفعل ففي غير السابعة أولى، فإن جعله في السابعة جاز"، والله تعالى أعلم.[٧]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:172، حديث صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:279، حديث صحيح.
  3. "الكَلبُ"، dorar.net، 2020-05-12. بتصرّف.
  4. "استعمال التراب في تطهير نجاسة الكلب"، islamqa.info، 2020-05-12. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:279، حديث صحيح.
  6. "حكم الكلب من حيث النجاسة وعدمها"، www.islamweb.net، 2020-05-12. بتصرّف.
  7. "كيفية تطهير نجاسة الكلب"، islamqa.info، 2020-05-12. بتصرّف.
4579 مشاهدة
للأعلى للسفل
×