هل يمكن أن يدمن الشخص على شرب الصودا؟

الصودا

تحتوى الصودا على بعض المواد التي قد تسبب نوعًا من الاعتمادية مثل الكافيين والسكر، مما يجعلها من المشروبات التي قد يشتهيها الإنسان، وإذا تحولت هذه الرغبات إلى اعتمادية على هذه المشروبات، فسيتبع ذلك مشاكل صحية ونفسية، إذ أن الإدمان على الصودا قد يساهم في زيادة الوزن والسكري وأمراض الكبد ومشاكل الأسنان وضعف العظام وأمراض القلب والاكتئاب.

هل يمكن أن يدمن الشخص على شرب الصودا؟

الإدمان هو حالة نفسية أو اضطراب يواصل بسبب الشخص تعاطي أو تناول مادة أو عقار أو أداء سلوك معين بالرغم من تأثيره السلبي عليه، وقد يصبح الإنسان مدمنًا على العديد من المواد أو السلوكيات، مثل الأدوية أو المخدرات أو الجنس أو استخدام الهواتف الذكية.^[١]

لا يوجد تعريف رسمي أو محدد لإدمان الصودا، إذ لا يوجد ما يكفي من الأدلة على أن إدمان الصودا اضطراب حقيقي، ولكن لهدف توضيح فكرة الإدمان أو المبالغة في شرب الصودا، يمكن تعريف إدمان الصودا على أن شرب كميات مفرطة من الصودا، وعدم القدرة على التوقف أو الحد منها، حتى بعد المعاناة من أضرار وأعراض بسبب الصودا.

يشترك الإدمان على الأطعمة أو الأشربة مع إدمان المخدرات في كثير من التصرفات والسلوكيات عند المدمن^[٢]، وكما سبق الذكر فإن الصودا تحتوى على عدة مواد قد تسبب اعتمادية الجسم عليها، لذلك فإن احتمالية حدوث إدمان للصودا أعلى من غيرها من المشروبات أو الأطعمة.^[٣]

أعراض وأضرار إدمان الصودا

ترتبط أعراض إدمان الصودا بالدماغ والجهاز العصبي، وقد تظهر الأعراض الآتية لدى المريض:

• الشعور بالرغبة الشديدة لشرب الصودا.
• فشل الماء في روي عطش المدمن على الصودا.
• انشغال البال والذهن بشرب الصودا.
• عدم قدرة المدمن على الحد أو التقليل من كميات الصودا التي يشربها.

كما قد يعاني الشخص من أعراض انسحاب إذا حاول التخفيف أو الامتناع عن شرب الصودا، ومن هذه الأعراض الصداع والاكتئاب وسوء المزاج.

يسبب إدمان الصودا عدة أضرار وآثار على الجسم، فالصودا مليئة بالمواد التي قد تضر صحة الجسم.

تملك الصودا طبيعة حامضية لذلك فإنها قد تؤدي إلى تغير في لون الأسنان مع مرور الوقت، كما أنها تهدم مينا الأسنان وتضعف الأسنان، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتسوس وأمراض اللثة.

تعد الصودا العادية أكثر خطورة من الصودا الخالية من السكر، إذ أن الصودا العادية مليئة بالسكر، الذي يعد مصدر تغذية للبكتيريا التي تعيش داخل الفم، مما يساعدها على تكوين القلح، وتدمير الأسنان بالتسوس.

تحتوي الأنواع غامقة اللون من الصودا على حمض الفسفور، وقد تساهم هذه المادة في إصابة الشخص بهشاشة العظام وضعفها.

يحتوي كل 240 مل من الصودا على 100 سعرة حرارية من السكر فقط، مما يعني أن الأشخاص الذين يشربون كميات كبيرة من الصودا، يضيفون كميات كبيرة من السعرات الحرارية غير المفيدة إلى حميتهم الغذائية، لذلك أشارت عدة دراسات إلى وجود علاقة بين شرب الصودا وزيادة الوزن، بما في ذلك الصودا الخالية من السكر، إذ تستخدم محليات صناعية بديلة تؤثر على صحة الأمعاء وتؤثر في شهية الإنسان.

وجدت بعض الدراسات علاقة بين شرب الصودا والإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي عن الأطفال والبالغين.^[٤]

الوقاية من إدمان الصودا

يختلف الإدمان من شخص إلى آخر، لذلك فإنه من الصعب إيجاد حل موحد لجميع حالات الإدمان على شرب الصودا، ولكن يمكن اتباع النصائح العامة الآتية للمساعدة في ذلك:^[٥]

• لا يجب استخدام الصودا كمكافأة للأطفال: للأسف يستخدم الكثير من الآباء الصودا كمكافأة أو محفز على الدراسة أو تناول الطعام أو غيرها، ويسبب ذلك إفراز الدوبامين والشعور بالسعادة للطفل لأنه حصل على مكافأة، فترتبط الصودا بالسعادة لدى الطفل، مما قد يسبب اعتمادية أو إدمان لدى الطفل على المدى البعيد.
• لا يجب اللجوء إلى الصودا عند الشعور بالغصب أو الحزن أو غيرها من المشاعر السلبية: قد يحفز ذلك حدوث إدمان أو اعتماد على الصودا في الدماغ، بحيث ترتبط بتخفيف المشاعر السلبية.
• الإكثار من شرب الماء: الحفاظ على الترطيب قد يخفف من العطش والحاجة إلى اللجوء إلى الصودا.
• لا يجب شرب الصودا كل يوم: حتى لو كان شرب الصودا بكميات قليلة، فلا يجب شربها كل يوم، فقد تصبح عادة يعتمد عليها الشخص، ومن الممكن تحديد مواعيد أو أماكن معينة لشرب الصودا مثل المطاعم أو في نهاية الأسبوع فقط.

بالرغم من أن اتباع الخطوات الفائتة لا يضمن الوقاية أو التخلص من مشكلة إدمان الصودا، إلا أنها قد تساعد في الحد أو الوقاية من هذا الإدمان.

قد يسبب إدمان الصودا آثار صحية خطيرة على صحة الجسم، ويمكن الإقلاع عن الإدمان بالتدريج أو فجأة، ولكلا الطريقتين مزايا وعيوب، وتعتمد الطريقة المناسبة لكل شخص على الظروف والشخصية وغيرها من العوامل التي تختلف بين شخص وآخر، وإذا شعر الشخص بأنه غير قادر على الإقلاع عن شرب الصودا بكثرة، فقد يحتاج إلى مراجعة المختصين، لإيجاد الحلول المناسبة.

المراجع

1. ↑ "Definition of Substance and Non-substance Addiction", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26-7-2020. Edited.
2. ↑ "Food addiction: a valid concept?", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26-7-2020. Edited.
3. ↑ "Caffeine addiction: Need for awareness and research and regulatory measures", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26-7-2020. Edited.
4. ↑ "Associations of sugar- and artificially sweetened soda with nonalcoholic fatty liver disease: a systematic review and meta-analysis", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26-7-2020. Edited.
5. ↑ "What Is Soda Addiction? All You Need to Know", www.healthline.com, Retrieved 26-7-2020. Edited.