محتويات
الخلايا الجذعية
يشكّل العلاج بالخلايا الجذعية ثورةً كبيرةً في عالم الطب في الوقت الحالي، والخلايا الجذعية (Stem cells) هي خلايا خام موجودة في الجسم، تتولد منها جميع خلايا الجسم الأخرى ذات الوظائف المخصصة، فعند وجودها في ظروف مناسبة سواء كان ذلك في الجسم أم في المختبر فإنها تنقسم لتشكيل المزيد من الخلايا التي تُسمى الخلايا الوليدة، وتصبح الخلايا الوليدة إما خلايا جذعية جديدة تتجدد ذاتيًا، أو تصبح خلايا متخصصةً بوظيفة أكثر تحديدًا، مثل: خلايا الدم، أو خلايا الدماغ، أو خلايا عضلة القلب، أو خلايا العظام، وتُعدّ هذه الخلايا فريدةً من نوعها، إذ لا يوجد نوع أخرى في الجسم يملك القدرة الطبيعية على توليد أنواع جديدة من الخلايا.
توجد أنواع مختلفة من الخلايا الجذعية اعتمادًا على مصدرها، ومنها الخلايا الجذعية الجنينية، ويؤخذ هذا النوع من أجنة عمرها 3-5 أيام ، والخلايا الجذعية البالغة، التي توجد بأعداد قليلة في نخاع العظام أو الدهون.[١]
هل يمكن استخدام الخلايا الجذعية لزرع الشعر؟
تُعدّ زراعة الشعر باستخدام الخلايا الجذعية (HST) شكلًا من أشكال زراعة الشعر المتطورة، وهي طريقة ذكية تُستخدَم فيها الخلايا الجذعية الطبيعية مع وسط مطور مخصّص لذلك، وهذا يضمن بقاءها ويحفز نمو الخلايا الجذعية، وقد بدأ التفكير بهذه الطريقة في عام 1996، إذ وُجِدَ أن أجزاء مختلفة من بصيلات الشعر تحتوي على خلايا جذعية يمكن أن تحفّز نموّ الشعر.
تتضمن عملية زراعة الشعر باستخدام الخلايا الجذعية إزالة بصيلات الشعر بالكامل، بالإضافة إلى عدد من الخلايا الجذعية في المنطقة المانحة للخلايا، وهي المكان الذي ينمو فيه الشعر، وخلال العلاج يتم استخراج أجزاء من بصيلات الشعر باستخدام إبرة، ثم استخراج الخلايا الجذعية من المنطقة المانحة لزراعتها في المنطقة المستقبلة، وبذلك تُصبح البصيلات قادرةً على إنتاج شعر جديد.
ولأنّ بصيلات الشعر تقسم بإبرة صغيرة ثم تُستخرج من فروة الرأس فإن هذه الطريقة تتميز بأن بصيلات الشعر أصغر بكثير مقارنةً بتقنيات زراعة الشعر التقليدية، وهذا يؤدي إلى زيادة كثافة الشعر وإعطائه مظهرًا طبيعيًّا أكثر؛ وذلك بسبب استخدام جزء فقط من بصيلات الشعر والخلايا الجذعية التي تحتوي عليها، وتحفز الخلايا الجذعية المتبقية والمزروعة نمو شعر جديد عادةً في غضون أسابيع، وينمو الشعر الجديد بجودة مماثلة للشعر المتبقي، ويمكن ملاحظة النتيجة النهائية لهذه العملية بعد مرور دورة نمو الشعر كاملةً مدة تسعة أشهر.[٢]
تشير الأبحاث المتوفرة إلى أن زراعة الشعر باستخدام الخلايا الجذعية من الإجراءات الواعدة للغاية؛ فقد أظهرت نتائج دراسة إيطالية زيادةً بنسبة 29% في كثافة الشعر بعد 23 أسبوعًا من إجراء هذا النوع من الزراعة،[٣] إلا أن العيادات المرخصة التي تُجري هذا الإجراء لا تقدم أي ضمانات أو معدلات نجاخ ثابتة.[٤]
ما هي فترة الشفاء من زرع الشعر باستخدام الخلايا الجذعية
قد يعاني الشخص من بعض الآلام بعد إجراء عملية زراعة الشعر باستخدام الخلايا الجذعية، إلا أنها عادةً ما تهدأ في غضون أسبوع، ولا يحتاج الأمر إلى وقت للتعافي، لكن يجب تجنب ممارسة التمارين الشاقة مدة أسبوع بعد إجراء العملية، كما يمكن توقع حدوث بعض الندوب في مكان إزالة الدهون، ولن يستطيع الشخص قيادة السيارة بنفسه بعد الانتهاء؛ وذلك بسبب استخدام التخدير الموضعي، الذي من الممكن أن يؤثر فيه، لذلك يُفضل أن يكون معه مرافق.[٤]
ما الآثار الجانبية لزرع الشعر باستخدام الخلايا الجذعية
في الوقت الحاضر تتوفر معلومات قليلة حول الآثار الجانبية التي قد تسببها زراعة الشعر باستخدام الخلايا الجذعية، إلا أنه كما هو الحال في أي إجراء طبي يوجد خطر لحدوث النزيف أو العدوى في موقع أخذ العينة والحقن، كما قد يحدث تندُّب في المنطقة، وعلى الرغم من أن حدوث المضاعفات في هذا الإجراء أمر نادر، إلا أنه يوجد خطر بسيط لحدوث تلف في الأعصاب أو الشرايين تحت الموقع (المكان من الفروة) خلال استخدام الإبرة لاستخراج بصيلات الشعر، كما يمكن أن يؤدّي شفط الدهون خلال هذه العملية أيضًا إلى نفس الآثار الجانبية والمضاعفات.[٤]
استخدامات أخرى للخلايا الجذعية
يمكن أن تساعد الخلايا الجذعية في إنقاذ العديد من الأرواح، وإصلاح الجروح وتلف الأنسجة لدى الأشخاص بعد المرض أو الإصابة، وتتضمن الاستخدامات الممكنة والمحتملة للخلايا الجذعية ما يأتي:[٥]
- تجديد الأنسجة: إن تجديد الأنسجة من أهم استخدامات الخلايا الجذعية، فقد يكون ذلك حلًا لمشكلة نقص الأعضاء المتبرع بها، إذ يمكن استخدام الخلايا الجذعية تحت ظروف معينة لتنمية نوع أو عضو معين من الأنسجة، ومن أبرز طرق تجديد الأنسجة استخدام خلايا جذعية من تحت سطح الجلد مباشرةً لإنتاج نسيج جلد جديد، لاستخدامه لإصلاح ما تُسببه الحروق الشديدة أو الإصابات الأخرى.
- علاج أمراض القلب والأوعية الدموية: حاول الباحثون في دراسة أجريت عام 2013 تشكيل أوعية دموية في فئران المختبر باستخدام الخلايا الجذعية البشرية، وفي غضون أسبوعين من زرع الخلايا الجذعية تكوّنت شبكات من الأوعية الدموية، وكانت جودة الأوعية الدموية الجديدة كجودة الأوعية الطبيعية القريبة،[٦] لذلك يأمل العلماء أن تساعد هذه الخلايا في علاج العديد من الأمراض التي تؤثر في القلب والأوعية الدموية.[٧]
- علاج أمراض الدماغ: من الممكن أن يتمكن الأطباء يومًا ما من استخدام الخلايا لعلاج بعض أمراض الدماغ، مثل: مرض باركنسون، ومرض الزهايمر، إذ يمكن أن تُستخدم هذه الخلايا لتجديد الخلايا التالفة في الدماغ، وهذا قد يؤدي إلى تجديد خلايا الدماغ المتخصصة، مما يساعد على إيقاف أعراض هذه الأمراض.
- علاج نقص الخلايا: يأمل العلماء في المستقبل أن يكونوا قادرين على تطوير خلايا قلب صحية في المختبر، حتى يتمكنوا من زرعها للأشخاص المصابين بأمراض القلب، إذ يمكن أن تساهم هذه الخلايا الجديدة في تعويض مكان الخلايا التالفة، والعلاج الوحيد المتاح في الوقت الحاضر هو زراعة البنكرياس.
- علاج أمراض الدم: يستخدم الأطباء في الوقت الحاضر وبصورة روتينية الخلايا الجذعية المكونة للدم عند الأشخاص البالغين لعلاج بعض الأمراض، مثل: سرطان الدم، وفقر الدم المنجلي، ومشكلات نقص المناعة الأخرى، وتوجد الخلايا الجذعية المكونة للدم في الدم ونخاع العظام، ويمكن أن تُنتج جميع أنواع خلايا الدم، بما في ذلك خلايا الدم البيضاء التي تكافح الأمراض، وخلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم.
المراجع
- ↑ Mayo Clinic Staff (2019-06-08), "Stem cells: What they are and what they do", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ↑ "ABOUT THE HST METHOD", hasci.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ↑ Pietro Gentile,corresponding author1,2 Maria G. Scioli,3 Alessandra Bielli, (2017-01-27), "Stem cells from human hair follicles first mechanical isolation for immediate autologous clinical use in androgenetic alopecia and hair loss", Stem Cell Investig., Page 58. Edited.
- ^ أ ب ت Adrienne Santos-Longhurst (2019-01-04), "The Stem Cell Hair Transplant May Change the Future of Hair Regrowth", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (2018-10-19), "What are stem cells, and what do they do?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ↑ Sravanti Kusumaa,b, Yu-I Shena , Donny Hanjaya-Putraa (2013-04-07), "Self-organized vascular networks from human pluripotent stem cells in a synthetic matrix", pnas, Page 11. Edited.
- ↑ "Self-organized vascular networks from human pluripotent stem cells in a synthetic matrix", www.pnas.org, Retrieved 2020-08-11. Edited.