هل يمكن التغذية عن طريق الوريد في المنزل؟

كتابة:
هل يمكن التغذية عن طريق الوريد في المنزل؟

ما المقصود بالتغذية عن طريق الوريد في المنزل؟

التغذية عن طريق الوريد في المنزل أو كما تُسمّى طبيًا التغذية الوريدية هي طريقة طبية تُستخدم لتغذية المرضى الذين يُعانون من بعض الأمراض، والذين لا يستطيعون تناول الطعام عن طريق الفم لتوفير العناصر الغذائية للجسم، بما في ذلك البروتينات، والدهون، والكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن، وذلك إما عن طريق أنبوب مركزي، أو القسطرة المركزية المدخلة طرفيًا (PICC).

بالرغم من تعقيد هذه الطريقة، إلّا أنه يمكن استخدامها لبعض المرضى في المنزل بهدف تحسين نوعية حياتهم وحالتهم التغذوية ووظائفهم بصورة عامّة، وتوفير رعاية شاملة خارج المستشفى، من خلال إدارة الرعاية المناسبة والتعاون الوثيق بين الطبيب ومقدمي الرعاية والمريض نفسه وعائلته.[١][٢]


ما هي تركيبة حقن التغذية عن طريق الوريد؟

تُستخدم مجموعة من السوائل التي تُعطى للمريض من خلال التغذية عن طريق الوريد، والتي تحتوي على المغذيات السائلة، بما في ذلك الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون، إضافةً إلى الفيتامينات المتنوعة، والمعادن، والكهارل، والعناصر الغذائية الأخرى التي يحتاجها الجسم للقيام بمهامه الحيوية على أكمل وجه.[٢]


ما هي أسباب اللجوء إلى التغذية عن طريق الوريد؟

تُستخدم التغذية عن طريق الوريد في العديد من الحالات الطبية، من ضمنها:[٣][٤]

  • الفشل المعوي المؤقت أو الدائم: الذي يسبب انخفاض معدّل الامتصاص في الأمعاء، واختلال التوازن الغذائي وتوازن الماء والمعادن في الجسم، الذي يحدث عادةً بسبب وجود انسداد أو تسرّب في الأمعاء بسبب الناسور، واضطراب حركة الأمعاء الدقيقة.
  • مرض السرطان: إذ قد يؤدّي سرطان الجهاز الهضمي إلى حدوث انسداد في الأمعاء، مما يمنع تناول كميات كافية الطعام، إضافةً إلى أنّ علاج مرض السرطان -مثل العلاج الكيميائي- يؤدّي إلى سوء امتصاص الجسم للمواد والعناصر الغذائية المختلفة.
  • متلازمة الأمعاء القصيرة: هي من التشوهات الخلقية، أو قد تحدث نتيجةً لعملية جراحية أزيل فيها مقدار كبير من الأمعاء الدقيقة، فلا تتبقّى أمعاء كافية لامتصاص ما يكفي من العناصر الغذائية الموجودة في الطعام.
  • داء الأمعاء الإقفاري: هو حالة مرضية تحدث بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الأمعاء، مما يؤدّي إلى صعوبة الهضم والامتصاص.
  • داء كرون: هو مرض التهابي في الأمعاء يمكن أن يسبب الألم والتضيّق الأمعاء، كما يتسبّب داء كرون بالكثير من الأعراض الأخرى التي تؤثر في تناول الطعام وهضمه وامتصاصه في الجسم.
  • اضطراب وظائف المعدة: توجد أسباب عديدة تؤدي إلى اضطراب وظائف المعدة، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي تحدّ من تناول كمية كافية من الطعام، بما في ذلك الالتصاقات الجراحية، أو الالتهاب المعوي الإشعاعي، والاضطرابات العصبية، والعديد من الحالات الأخرى.
  • أسباب أخرى: يمكن استخدام التغذية عبر الوريد لأسبابٍ طبية متعددة، كاستخدامها قبل إجراء بعض العمليات الجراحية.


ما هي إجراءات تركيب التغذية عن طريق الوريد؟

تبدأ إجراءات التغذية الوريدية عن طريق تركيب أنبوب القسطرة الخاص وإدخاله في الوريد، غالبًا في الوريد الأجوف العلوي، ويُمكن أن يُركّب أنبوب القسطرة عن طريق القسطرة النفقية، مثل قسطرة هيكمان (Hickman catheter)، التي تحتوي على جزء من الأنبوب خارج الجلد وجزء آخر يمر من تحت الجلد قبل دخول الوريد، أو عن طريق القسطرة المزروعة التي تُدخل بالكامل أسفل الجلد بواسطة إبرة لضخ التغذية بالحقن، وعادةً ما يتم تركيب القسطرة تحت التخدير أو بإعطاء المريض مهدئات قوية، وخلال عملية التغذية تُعطى السوائل الموجودة في أكياس طبية داخل حقيبة خاصة، علمًا أنّ هذه الأكياس تكون محفوظةً في الثلاجة، ويجب إخراجها قبل موعد جلسة التغذية بـ 4-6 ساعات إلى أن تُصبح بحرارة الغرفة.

وبعد الانتهاء من الجلسة الأولى تُجرى مجموعة من الفحوصات المخبرية لتقييم استجابة المريض للتغذية الوريدية، وتقييم توازن السوائل، وموقع القسطرة، وقدرة المريض على تحمّل الطريقة الجديدة في التغذية، وبعد التأكد من سلامة المريض وسلامة وضع أنبوب القسطرة والتأكد من جاهزية جميع التحضيرات في المنزل لاستقبال المريض يُنقَل إلى المنزل لاستكمال جلسات التغذية الوريدية.[٤][٥]


ما هي التحضيرات لاستخدام التغذية عن طريق الوريد في المنزل؟

يضطر بعض المرضى إلى استخدام التغذية عن طريق الوريد لمدّة طويلة، مما يجعل البقاء في المستشفى صعبًا، فيضطر إلى استخدامها في المنزل، لكن تحتاج التغذية عن طريق الوريد في المنزل إلى العديد من الإجراءات التحضيرية للمريض وأفراد العائلة، من ضمنها ما يأتي:[٦]

  • توفير بيئة منزلية مناسبة، والاستعداد النفسي لاستقبال المريض.
  • تثقيف المريض وعائلته بتشريح الأمعاء الأساسية، وتشريح الأوعية الدموية، وطريقة عمل التغذية الوريدية.
  • التعريف بكيفية التعامل مع أنبوب التغذية وأساليب التعقيم، بما في ذلك كيفية توصيل السوائل المغذية، وتغيير الضمادة، وتعقيم الأنبوب وما حوله، وغيرها من الإجراءات.
  • التعريف بكيفية التكيّف مع الأنشطة الحياتية، بما في ذلك الاستحمام، والسباحة، والمشاركة في الرياضة، إضافةً إلى التنقّل والسفر.
  • مناقشة الحالة المرضية للمريض، وكيفية التعامل مع المرض، والمضاعفات المحتملة له أو لاستخدام التغذية الوريدية في المنزل.
  • وجود شخص لديه لياقة بدنية في المنزل مع المريض لرفع المضخة والحقائب والأدوات الطبية الأخرى الخاصة بالتغذية الوريدية، مع ضرورة وجود براعة يدوية جيدة ورؤية سليمة.
  • التثقيف بكيفية التعامل مع الجروح والحالات الطارئة التي قد تُصيب المريض.
  • التعريف بجميع الأدوية التي قد يحتاجها المريض، بما في ذلك مسكنات الألم، ومثبطات مضخة البروتون، ومضادات الإسهال، والأدوية المضادة للتقيؤ، وغيرها.
  • التنسيق بين المريض وعائلته مع مقدم الرعاية الصحية والطبيب للمراجعات الدورية والفحوصات المخبرية المنتظمة.


ما هي المخاطر المُحتملة للتغذية عن طريق الوريد في المنزل؟

تتسبب التغذية عن طريق الوريد بصورة عامّة بحدوث العديد من الآثار الجانبية، التي قد تكون خطيرةً في بعض الأحيان، ومن ضمنها: [٤][٥]

  • تقرحات الفم.
  • ضعف الرؤية الليلية.
  • آلام في المعدة.
  • التعب العام والإعياء.
  • اضطراب ضربات القلب.
  • اختلال توازن السوائل والمعادن في الجسم.
  • المشكلات الصحية الناتجة عن اختلال أيض السكر في الدم.
  • التشنجات أو النوبات.
  • صعوبة التنفس.
  • زيادة الوزن بسرعة أو فقدانه.
  • الحمّى أو القشعريرة.
  • زيادة معدّل التبول.
  • فقدان الذاكرة.
  • ارتعاش العضلات أو ضعفها أو تقلصاتها.
  • الوخز والألم والتورم في اليدين أو القدمين والساقين.
  • العطش المستمر.
  • التقيؤ.
  • انخفاض مستوى بعض العناصر في الجسم أو ارتفاعه، كالزنك والحديد.
  • جلطات الدم.
  • أمراض الكبد.
  • أمراض العظام.

ويجب الإشارة إلى أنّ إصابة القسطرة بالعدوى من المضاعفات الشائعة والخطيرة للتغذية عن طريق الوريد، مع التنبيه إلى ضرورة اتباع تعليمات الطبيب بحذافيرها، والاهتمام بنظافة أنبوب التغذية والأدوات الطبية الأخرى المتعلقة بالتغذية الوريدية وتعقيمها، وضرورة مراجعة الطبيب في حال الشعور بأي من الأعراض السابقة؛ لمنع تطوّرها وحدوث المضاعفات الأكثر خطورةً.[٤][٥]


المراجع

  1. "Home Parenteral Nutrition Program", childrenshospital, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  2. ^ أ ب "What Is Parenteral Nutrition", nutritioncare, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  3. "Home Parenteral Nutrition (HPN) – Information For Patients", nhs, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Home parenteral nutrition", mayoclinic, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  5. ^ أ ب ت Heaven Stubblefield (2017-7-8), "Parenteral Nutrition"، healthline, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  6. "Home Parenteral Nutrition", bapen, Retrieved 2020-6-21. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×