هل يمكن لمرضى السكري تناول الموز؟

كتابة:
هل يمكن لمرضى السكري تناول الموز؟

الموز والسّكري

العديد من مرضى السكري يتجنّبون تناول الموز؛ خوفًا من ارتفاع مستوى السكر Hyperglycemia في الدم؛ ذلك بسبب الاعتقادات السائدة بالمحتوى العالي من سكر الفركتوز في الموز؛ فحبة الموز متوسطة الحجم تحتوي على 14 غرامًا من السّكر، بالإضافة إلى احتوئها على 6 غرامات من النّشا (سُكريات مُعقدة)، ومن الجدير بالذّكر أنّ الموز أيضًا مصدر غني بعناصر غذائية مهمة قد تبدو مُفيدة لمرضى السّكر؛ مثل: الألياف، لذا الفكرة تمكن في كمية الحصص التي يتناولها الشّخص.[١]


هل يستطيع مرضى السكري تناول الموز؟

يحتوي الموز على العديد من العناصر الغذائية المفيدة لمرضى السكري؛ كالفيتامينات، والمعادن، والألياف ويُعدّ تناوله باعتدال وبكميات معقولة آمنًا لهم. ففي إحدى الدراسات التي أجريت عام 2014 م أعطي 15 مصابًا بالسكري، و30 مريضًا يعانون من ارتفاع الكوليسترول بما يقارب 250-500 غرام من الموز في شكل حصة يومية على وجبة الإفطار، ووجد الباحثون أنّ تناول الموز لم يوجد له ذلك الأثر الملحوظ في مستوى السكر في الدم مباشرة بعد تناول الوجبة، ولكنّ تناول حصة الموز بشكل يومي ومنتظم ساهم في خفض مستوى السكر الصّيامي Fasting blood glucose. ولكنّ الباحثين أشاروا الى أنّه من الضروري إجراء دراسة سريرية تشمل عددًا أكبر لتأكيد تأثير الموز الخافض لمستوى السكر في الدم.

ومن الجدير بالذّكر وجود توصيات بتناول الموز غير الناضج؛ إذ يُسبب ارتفاعًا بمعدل أبطأ للسّكر في الدّم مقارنةً بالموز النّاضج؛ ذلك لاحتوائه على كمية أعلى من النشويات، والتي تُعدّ أكثر تعقيدًا من السكريات؛ فلا يستطيع الجسم تكسيرها بسهولة وبسرعة؛ وبالتالي سيكون ارتفاع مستوى السّكر في الدّم مُسيطرًا عليه أكثر. وتختلف كمية الموز المنصوح به من مريض سكري لآخر اعتمادًا على نشاطه اليومي، ومدى استجابة جسمه لارتفاع مستوى السكر.[٢]


ما الأطعمة المناسبة لمرضى السكري؟

الهدف الأساسي عند تحديد الأطعمة المناسبة لمرضى السكري السيطرة على مستوى السكر في الدم ضمن مستواه الطبيعي أولًا، وتجنب حدوث مضاعفات مرض السكري؛ كأمراض القلب والشرايين ثانيًا. ومن هذه الأطعمة ما يأتي: [٣]

  • الأسماك؛ فهي من أكثر الأطعمة الصحية؛ إذ تُعدّ مصادر رائعة لأحماض الأوميجا 3 الدهنية DHA, EPA، والتي لها فوائد كبيرة لصحة القلب، فالحصول على كمية كافية منها بشكل منتظم لمرضى السكري أمر ضروري، خاصة للأشخاص الذين لديهم خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، إذ تحمي أحماض الأميغا الدهنية DHA, EPA الخلايا المبطنة للأوعية الدموية، وتقلل من التهابها، وتُحسّن طريقة عمل الشرايين بعد تناول الطعام.
  • الخضروات الورقية؛ فهي ذات قيمة قيمة غذائية عالية مقارنة بالسعرات الحرارية المنخفضة؛ فمحتواها من الكربوهيدرات التي ترفع مستوى السكر بالدم قليل جدًا، كما تُعدّ مصدرًا جيدًا للكثير من الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة التي تقلل من احتمال الإصابة بمضاعفات الشائعة لمرض السكري؛ كالضمور البقعي واعتام عدسة العين.
  • القرفة؛ التي لها نشاط قوي في شكل مضاد أكسدة، وأظهرت العديد من الدراسات أنّ القرفة تُخفّض مستويات السكر في الدم وتخفف حساسية الأنسولين.[٤]
  • البيض؛ المعروف بفوائده الصحية المذهلة إضافة إلى أنّه من أفضل الأطعمة التي تعزز الشّعور بالشّبع لمدة أطول، ويخفف حساسية الأنسولين، كما يقلل الاستهلاك المنتظم للبيض من خطر الاصابة بأمراض القلب؛ فيزيد مستويات الكوليسترول الجيد HDL، ويعدّل حجم الكوليسترول الضار LDL وشكله.
  • بذور الشيا؛ هو مصدر غني جدًا بالألياف ومنخفضة الكربوهيدرات القابلة للهضم.
  • الكركم؛ حيث المادة النشطة فيه تسمّى الكركمين، وتخفف هذه المادة من الالتهاب، وتقلّل مستوى السكر في الدم؛ وبالتالي تقلّ مخاطر الاصابة بأمراض القلب، ويُفضّل تناول الكركم مع الفلفل الأسود الذي يحتوي على مادة البيرين التي تعزز امتصاص المادة النشطة (الكركمين)، والتي لا يستطيع الجسم امتصاصها بشكل جيد منفردة.
  • اللبن المُعزّز بالبروبيوتيك؛ إذ أثبتت نتائج الدراسات أنّه يُحسّن مدى التحكم بنسبة السكر بالدم، ويقلّل من خطر الاصابة بأمراض القلب، إضافة الى أنّ الألبان ومنتجاتها تساعد في نقص الوزن؛ مما يساعد مرضى السكري من النوع الثاني.
  • المكسرات؛ التي تحتوي على الألياف وكمية قليلة من الكربوهيدرات البسيطة القابلة للهضم؛ وبالتالي يتحسّن مدى التحكم بمستوى السكر بالدم، كما أظهرت مجموعة من الأبحاث التي أجريت على مجموعة متنوعة من المكسرات أنّ تناولها بانتظام يقلل الالتهاب ومستوى الكوليسترول الضار LDL ونسبة السكر في الدم.
  • البروكلي؛ تُعدّ من أفضل الخضروات من حيث القيمة الغذائية، ويحتوي نصف كوب من البروكلي المطبوخ على 27 سعرة حرارية و3 غرامات فقط من الكربوهيدرات البسيطة سهلة الهضم بالاضافة الى العناصر الغذائية المهمة؛ مثل: فيتامين C، والمغنيسيوم. وقد وجدت العديد من الدراسات على مرضى السكري أنّ البروكلي تساعد في خفض مستوى الانسولين، وتحمي الخلايا من الجذور الحرة؛ والتي تُعدّ المسبب الرئيس للسرطانات، والتي تنتج أثناء عملية التمثيل الغذائي.[٥]
  • زيت الزيتون البكر؛ والذي يُعدّ مفيدًا جدًا لصحة القلب؛ إذ يحتوي على حمض الأوليك، وهو نوع من الدهون الأحادية غير المشبعة التي ثبت أنّها ترفع مستويَي الدهون الثلاثية والكوليسترول النافع HDL، والتي غالبا ما تبدو في مستويات غير صحية لمرضى السكري النوع الثاني، بالاضافة إلى احتوائه على مضادات الأكسدة البوليفينول والتي تقلل الالتهاب يحمي الخلايا المبطنة للأوعية الدموية والكوليسترول الضار LDL من التأكسد، ويقلّل ضغط الدم.
  • بذور الكتان؛ يتكوّن من ألياف غير قابلة للذوبان تحسّن مدى التحكم بنسبة السكر بالدم، وتقلّل من خطر الاصابة بأمراض القلب، علمًا أنّ الجسم لا يستطيع امتصاص بذور الكتان الكاملة والاستفادة منها؛ لذلك يجب طحنها وحفظها في علبة، وإغلاقها بإحكام، ووضعها في الثلاجة للمحافظة عليها من التزنّخ (الأكسدة الكاملة أو غير الكاملة).
  • خل التفاح الطبيعي؛ أثبتت الأبحاث أنّه يقلل حساسية الأنسولين، ويخفّض مستويات السكر مع الصيام Fasting blood sugar.
  • الفراولة؛ هي فاكهة غنية بمضادات الأكسدة تقلل الكوليسترول ومستوى الأنسولين بعد الوجبة، وتضبط مستوى السكر في الدم، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب الناتجة من السكري النوع الثاني.
  • الثوم؛ فأظهرت نتائج العديد من الدراسات أنّه يقلل الالتهاب ومستوى السكر والكوليسترول الضار LDL لمرضى السكري من النوع الثاني، كما أنّ له فاعلية عالية في خفض ضغط الدم.
  • القرع؛ من الخضروات ذات القيمة الغذائية العالية والتي تحتوي على مضادات الأكسدة.


ما الأطعمة التي ينبغي تجنبها لمرضى السكري؟

تُقسّم المغذيات الرئيسة الكبيرة التي تُزوّد الجسم بالطاقة ثلاثة أقسام: الكربوهيدرات والبروتين والدهون. وتُعدّ الكربوهيدرات ذات التأثير الأكبر في نسبة السكر في الدم؛ لأنّها تتحلّل الى سكر أو جلوكوز، ويجرى امتصاصه في الدم. وتشمل الكربوهيدرات النشا، والسكر، والألياف. وبالرغم من أنّ الألياف تُصنّف جزءًا من الكربوهيدرات، لكنّها لا تهضم، وتُمتَص في الجسم بالطريقة نفسها كباقي الكربوهيدرات؛ لذلك لا ترفع نسبة السكر في الدم.

وباستهلاك مرضى السكري كميات كبيرة من الكربوهيدرات دفعة واحدة ترتفع مستويات السكر في الدم إلى مستويات عالية بشكل خطير، وتؤدي مع الوقت إلى إتلاف في أعصاب الجسم والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى الإصابة بـأمراض القلب والكلى؛ لذلك فإنّ مراقبة كمية الكربوهيدرات المستهلكة وتقليلها يساعدان في التحكم بمستويات السكر في الدم، وبالتالي تقليل خطر الاصابة بمضاعفات السكري. فمن الأطعمة والمشروبات التي يجب الابتعاد عن تناولها أو التقليل منها:[٦]

  • المشروبات المُحلّاة بالسكر؛ كالمشروبات الغازية.
  • الدهون المتحولة (الدّهون غير المشبعة المهدرجة) الموجودة في زبدة المرغارين، وزبدة الفول السوداني، ومبيضات القهوة، والتي غالبا ما تضاف إلى البسكويت والكعك وغيرهما من المخبوزات للمساعدة في زيادة مدة صلاحيتها وتخزينها.
  • الخبز الأبيض، والمعكرونة، والأرز.
  • الزبادي بالفواكه.
  • الفواكه المجففة.
  • البطاطا المقلية.


المراجع

  1. "Diabetes diet: Can banana affect your blood sugar levels?", ndtv, Retrieved 15-6-2020. Edited.
  2. "Can people with diabetes eat bananas?", medicalnewstoday, Retrieved 15-6-2020. Edited.
  3. Franziska Spritzler (3-6-2017), "The 16 Best Foods to Control Diabetes"، https://www.healthline.com, Retrieved 10-6-2020. Edited.
  4. "Effect of Cinnamon Tea on Postprandial Glucose Concentration", pubmed, Retrieved 15-6-2020. Edited.
  5. "Effect of Broccoli Sprouts on Insulin Resistance in Type 2 Diabetic Patients: A Randomized Double-Blind Clinical Trial", pubmed, Retrieved 15-6-2020. Edited.
  6. Franziska Spritzler, RD, CDE (6-2-2017), "11 Foods to Avoid With Diabetes"، https://www.healthline.com, Retrieved 12-6-2020. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×