هل يوجد أضرار للولادة الطبيعية على الأم والمولود؟

كتابة:
هل يوجد أضرار للولادة الطبيعية على الأم والمولود؟

أضرار الولادة الطبيعية على الأم

هل تصنف الولادة الطبيعية على أنها خطرة؟ تُعد الولادة الطبيعية عبر المهبل أكثر أشكال الولادة شيوعًا، وفي أغلب الأحيان تجري الولادة بدون أي تعقيدات أو مضاعفات، ومن الجدير بالذكر أنه قد تحتاج المرأة الحامل في بعض الحالات لتدخل الكادر الطبي المختص بطرق مختلفة،[١]ويُشار إلى أن منظمة الصحة العالمية سنة 1997 م صنفت الولادة الطبيعية على أنها تبدأ بشكل تلقائي وتكون نسبة المضاعفات المرافقة لها منخفضة،[٢] وتعود المرأة بعد الولادة الطبيعية للمنزل بعد تلقي النصائح اللازمة للعناية بنفسها وبالطفل.[٣]


على الرغم من مأمونية الولادة الطبيعية العالية إلا أنه في حال أهملت الأم الحامل بتعليمات الأطباء المختصين أو رفضت الإجراءات الطبية قد تحدث بعض المضاعفات، ومن الجدير بالذكر أنه من الأفضل أن تكون الأم على اطلاع بالمضاعفات المحتملة للولادة الطبيعية،[٤]وفيما يأتي توضيحًا لأضرار الولادة الطبيعية على الأم:

  • تمزق الأنسجة المحيطة في المهبل.
  • الشعور بالألم.
  • إصابة المهبل أو العجان.
  • زيادة فرصة التعرض لسلس البول.


تمزق الأنسجة المحيطة في المهبل

هل تزداد احتماليته مع الحمل الأول؟ قد يترتب على التمدد الناجم عن مرور الطفل في قناة الولادة حدوث تمدد وتمزق في الجلد والأنسجة المحيطة بالمهبل،[٥] وهناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالات التمزق المهبلي، وفيما يأتي أهمها:[٦]


  • عدم تناسب حجم رأس الطفل وأكتافه مع فتحة المهبل، فقد يكون الرأس أكبر.
  • استخدام تقنيات الولادة المساعدة مثل الملقط forceps والشفّاط vacuum، حيث إن هذه الأدوات تزيد من الضغط الواقع على الجلد مما يجعل تمزقه أسهل.
  • ولادة الطفل الأول.
  • تقدم الأم بالعمر.
  • الخضوع لإجراء تحريض المخاض.


يحتاج تمزق الأنسجة المحيطة بالمهبل بعض الوقت للتعافي، وقد يصل ذلك لعدة أشهر في حال كان التمزق شديد، وخلال هذه الفترة قد تشعر المرأة بعدم الارتياح وبعض الآثار الجانبية، وفيما يأتي توضيحًا:[٦]


قد يحدث في بعض حالات الولادة الطبيعية تمزق في أنسجة المهبل بسبب كبر حجم رأس الطفل مقارنة بفتحة المهبل، وقد يكون ذلك أكثر شيوعًا مع ولادة الطفل الأول.


الشعور بالألم

هل تستوجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية؟ بعد خروج الطفل من رحم الأم يبدأ الرحم بالتقلص لكي يعود لحجمه وشكله الذي كان عليه قبل الحمل، وقد يترتب على ذلك الشعور بألم في البطن، وتتخذ هذه الآلام طبيعة أن تكون حادة أو خفيفة، وقد يزداد الشعور بالألم عند إرضاع الطفل بسبب إفراز مادة كيميائية تعمل على زيادة انقباض الرحم، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن استخدام كمادات دافئة لتخفيف حدة الألم، وفيما يأتي توضيح لمصير هذا الألم:[٧]


  • يختفي الألم ويقل مع مرور الوقت.
  • في حال تفاقم الألم ولم يختفي يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية.


تشابه هذه الآلام طبيعة ألم الدورة الشهرية، وتكون أكثر في الأسبوع الأول من الولادة، ويمكن بعد استشارة الطبيب تناول عقاقير الآيبوبروفين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف حدة الألم إلى جانب الكمادات الدافئة.[٨]


إصابة المهبل أو العجان

ما هو العجان؟ يعبر هذا المصطلح عن المنطقة المحصورة بين فتحة المهبل وفتحة الشرج، ويُعد تعرّض هذه المنطقة للتمزق بعد الولادة الطبيعية أمرًا شائعًا، ومن الجدير بالذكر أنّه تتعرض 9 من بين كل 10 نساء يلدن للمرة الأولى لتمزق العجان، وقد تطال هذه الإصابات المهبل والفرج والشفرين، وتعد أقل شيوعًا عند النساء اللاتي أنجبن سابقًا، ومعظم هذه الإصابات تشفى بصورة سريعة، وهنا لا بد من التفريق بين إصابات العجان والمهبل وبضع الفرج، ويمكن تعريف بضع الفرج بأنه قطع يقوم به الطبيب بعد موافقة الأم في منطقة العجان وجدار المهبل لتوسع المساحة لخروج الطفل، ويتم القيام بهذا الإجراء للأسباب الآتية:[٩]


  • تسريع عملية الولادة لتفادي المضاعفات.
  • في الحالات التي يتم فيها استخدام أدوات مساعدة للولادة.
  • في الحالات التي تكون فيها الأم عرضةً لحدوث تمزق خطير في منطقة العجان.


يمكن للقابلة مساعدة الأم في تقليل احتمالية حدوث تمزق العجان، وذلك عن طريق توجيه الأم للتوقف عن الدفع والتنفس على نحو سريع بأنفاس قصيرة بعد أن يصبح رأس الطفل ظاهرًا، ويترتب على ذلك خروج رأس الطفل ببطء مما يوفر التمدد التدريجي ويقلل التمزق، ومن الجدير بالذكر أن تدليك منطقة العجان في الأسابيع الأخيرة من عمر الحمل قد يخفف خطر التمزق أيضًا.[١٠]


يعد تمزق المنطقة المحصورة بين فتحة المهبل وفتحة الشرج أمرًا شائعًا مع الولادة الطبيعية، وهذا التمزق يختلف عن القطع الذي يقوم به الطبيب لتوفير مساحة أكبر لخروج الطفل.


زيادة فرصة التعرض لسلس البول

هل هذه المشكلة فقط بعد الولادة؟ يمكن تعريف سلس البول بأنه تسرب البول بصورة لا إرادية، وبحسب جمعية المسالك البولية الأمريكية يعاني من هذه المشكلة ثلث سكان الولايات المتحدة،[١١] وقد تعاني المرأة الحامل من سلس البول بسبب فرط نشاط المثانة وتأثر العضلات المحيطة بالإحليل، ولكن بعد الولادة قد يحدث ضعف في عضلات الحوض مما يترتب عليه استثارة المثانة، وفيما يأتي ذكرًا لبعض الأسباب التي تجعل المرأة عرضةً للإصابة بسلس البول بعد الولادة الطبيعية:[١٢]


  • تعرض الأعصاب التي تتحكم بالمثانة للتلف.
  • تعرض مجرى البول والمثانة للحركة خلال الحمل.
  • بضع الفرج الذي يؤثر على عضلات قاع الحوض.


يمكن القيام ببعض الإجراءات للوقاية من سلس البول بعد الولادة بهدف حماية قاع الحوض، ومن الجدير بالذكر أن العديد من النساء لا يعرفن كيفية الحماية، وفيما يأتي توضيحًا لفهم ذلك:[١٣]


  • ممارسة تمارين محددة من قبل معالج فيزيائي مختص.
  • تجنب القيام بتمارين القفز أو القفز بالحبل.
  • ممارسة اليوغا قبل الولادة.


قد تعاني بعض النساء بعد الولادة الطبيعية من مشكلة سلس البول بسبب اضطراب الأعصاب المتحكمة بالمثانة وإجراء بضع الفرج.


أضرار الولادة الطبيعية على المولود

متى يكون الطفل عرضةً للإصابة خلال الولادة؟ تقول الدكتورة أليسون براينت أخصائية طب الأم والجنين في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن: "تعد الولادة المهبلية تجربة طبيعية ومن خلالها تستشعر النساء معنى أنها طبيعية"، وبالرغم من فوائد الولادة المهبلية إلا أنه في حال تعثر المخاض أو كان حجم الطفل كبير قد تحدث بعض الأضرار بالطفل،[٥] وفيما يأتي توضيحًا:


إصابة الطفل أثناء الولادة

ما مدى خطورة هذه الإصابات؟ معظم هذه الإصابات تكون مؤقتة، وتتنوع بين الكدمات وتلف الأعصاب إلى كسر العظام، وقد تنجم عن عدم مناسبة حجم رأس الطفل مع فتحة المهبل أو بفعل استخدام الأدوات المساعدة للولادة، وفيما يأتي توضيحًا لأهم أشكال هذه الإصابات:[١٤]


  • الكدمات وقد تكون بهيئة:
    • كتل تحت الجلد بسبب النزيف.
    • نزيف تحت الملتحمة في العين.


  • الكسور: وتعد عظمة الترقوة أكثر العظام عرضةً للكسر، ويحدث ذلك في حالات الولادة المتعسرة أو في حال نزل الطفل بالمقعدة أي رأسه لأعلى.


  • تلف العصب: وغالبًا ما يكون مؤقتًا، ويكون أكثر شيوعًا في:
    • أعصاب الوجه مما يسبب شلل الوجه.
    • أعصاب الكتف مما يسبب الإصابة بالشلل العضدي.


  • تلف في الدماغ: ويعد من الأمور النادرة، وقد يكون نتيجة لنقص الأكسجين.
  • نزيف في المخ: وهو من الحالات غير الشائعة، ويكون أكثر بين الأطفال المبسترين، وقد تظهر أعراضه بصورة الآتي:
    • النوم العميق.
    • صعوبة الرضاعة.
    • التشنجات.


قد يتعرض الطفل في حالات الولادة المتعسرة أو عند استخدام أدوات مساعدة للولادة إلى الإصابة، ومعظم هذه الإصابات تكون مؤقتة.


الإصابة بالضائقة النفسية

ما هي الاضطرابات التي قد تحدث؟ قد تعاني بعض الأمهات خلال فترة الحمل وبعد الولادة من مشاكل نفسية قد تؤثر على المواليد بسبب اضطراب اهتمام الأم، وتشمل هذه الاضطرابات الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الوسواس القهري، وقد تعاني النساء من أعراض صدمة مرتبطة بالولادة، وتشمل أهم أعراض هذه الحالة ما يأتي:[١٥]


  • هوس التفكير.
  • الخوف والذعر عند الاقتراب من المكان الذي تمت فيه الولادة.
  • الإحساس بالخدر.
  • ذكريات تتعلق بالولادة وتسبب القلق.
  • الكوابيس.
  • الحزن أو الخوف أو القلق.


قد تتطور حالة تسمى بالكآبة النفاسية في غضون يومين إلى 3 أيام من الولادة، ويرافقها مشاعر القلق وعدم الارتباط بالطفل، وتختفي في غضون 10 أيام في الغالب.[١٦]


أيهما أفضل الولادة الطبيعية أم القيصرية؟

تؤدي جميع طرق الولادة إلى ولادة الطفل في نهاية الأمر، ويمكن تحديد الطريقة المناسبة لكل حالة حمل بعد مناقشة ذلك مع مقدم الرعاية الصحية المختص خلال الزيارات الروتينية، وفيما يأتي جدول يوضح بعض معايير المقارنة بين الولادة الطبيعية والقيصرية:[١٧]



المعيار
الولادة الطبيعية
الولادة القيصرية
مدة الإقامة في المشفى
أقل
أطول
استخدام الحقن
أقل
أكثر
مدة التعافي
أسرع
أبطأ
التدخلات الطبية
أقل
أكثر
الشيوع
أكثر شيوعًا
أقل شيوعًا


هناك دواعٍ يتم تقييمها من قبل الطبيب لاختيار طريقة الولادة، وفي بعض الأحيان تكون الولادة القيصرية ضرورية كما في حالة وجود مشاكل في المشيمة.[١٧]


ولكن ما هي فوائد الولادة الطبيعية على الأم والمولود؟ لمعرفة ذلك يمكنكِ قراءة المقال الآتي : فوائد الولادة الطبيعية للأم والمولود

المراجع

  1. "Pregnancy: Types of Delivery", my.clevelandclinic, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  2. "Management of normal labor and delivery", uptodate, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  3. "Vaginal delivery - discharge", mountsinai, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  4. "Natural Childbirth", kidshealth, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Vaginal Birth vs. C-Section: Pros & Cons", livescience, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Vaginal Tears During Delivery", healthline, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  7. "Recovering from Delivery (Postpartum Recovery)", familydoctor, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  8. "Common Causes of Postpartum Abdominal Pain", verywellfamily, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  9. "Perineal tears during childbirth", rcog.org, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  10. "Episiotomy and perineal tears", nhs, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  11. "Urinary incontinence: What you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  12. "Urinary Incontinence and Pregnancy", webmd, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  13. "Postpartum Incontinence Causes and Treatment", verywellfamily, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  14. "Birth injury (to the baby)", pregnancybirthbaby, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  15. "Pregnancy And Postpartum Disorders", mhanational, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  16. "What Are the Baby Blues and How Long Do They Last?", healthline, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  17. ^ أ ب "C-Section vs. Natural Birth: Which Is Right for You?", healthline, Retrieved 2/2/2021. Edited.
5092 مشاهدة
للأعلى للسفل
×