محتويات
هل يوجد علاج لفقدان الشم والتذوق بالأعشاب؟
هل ترتبط حاسة التذوق والشم مع بعضهما البعض؟ تتحكم المنطقة المختصّة بحاسة الشم في أنف الشخص بحاستي التذوق والشم، فغالبًا إذا فُقدت حاسة الشم مثلًا يفقد الشخص تلقائيًا حاسة التذوق، ويمكن إثبات ارتباطهما من خلال إغلاق الشخص أنفه وتناول بعض الطعام، مما يؤدي إلى اختلافٍ في الطعم.[١]
يعد فقدان حاستي الشم والتذوق من أكثر الاضطرابات شيوعًا حيث إن الشخص المصاب قد يفقدهما بشكل جزئي أو كلي، إلا أنه غالبًا ما تستمر هذه الأعراض لفترة وجيزة، وتختلف أسباب الإصابة بفقدان الشم والتذوق ومن أهم هذه الأسباب ما يأتي:[٢]
- التهاب الجيوب الأنفية.
- نزلات البرد.
- الإنفلونزا.
- السكري.
- مشاكل الأسنان والفم.
- أمراض الجهاز العصبي.
- الإصابة بفقدان حاسة الشم بسبب كورونا.
ونتيجةً لانتشار وشيوع هذه المشكلة فإنّ هناك مجموعةً من المعتقدات بفاعلية استخدام الأعشاب لعلاجها، وسيتم في هذا المقال بيان ما إذا كانت فعّالةً أم لا؟ وما رأي العلم بهذا الخصوص؟ مع التأكيد على ضرورة مراجعة مقدم الرعاية الصحية المختص لمعرفة سبب هذا الفقدان وتناول العلاج الصحيح.
الزنجبيل
هل يلعب الزنجبيل دورًا في علاج فقدان الشم والتذوق؟ يُعرف الزنجبيل Ginger، بأنه نبات مزهر ينتمي إلى عائلة Zingiberaceae، وتعد مناطق جنوب شرق آسيا الموطن الأصلي له، ويعد الجزء الموجود تحت الأرض الجزء الشائع في الاستخدام، ويمكن أن يُستخدم الزنجبيل طازجًا أو على شكل عصير كما يمكن استخدامه بعد التجفيف أو على شكل مسحوق، وتجب الإشارة هنا إلى أن الجينجيرول Gingerol هو المركب الحيوي النشط بالزنجبيل كما وأنه يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة.[٣]
من الممكن أن يساعد الزنجبيل الطازج في القضاء على الفيروس المخلوي التنفسي والذي يكون سببًا بالتهابات الجهاز التنفسي، والتي قد تسبب فقدان الشم والتذوق، كما يشاع أن مستخلص الزنجبيل يعمل على منع نمو أنواع معينة من بكتيريا الفم والتي ترتبط بالتهابات اللثة والتهابات دواعم الأسنان، والتي من الممكن أن تكون واحدة من أسباب الإصابة بفقدان الشم والتذوق.[٣]
كما أجريت العديد من الدراسات التي تدعم استخدام الزنجبيل في علاج الالتهابات التنفسية والتي تعد من أسباب الإصابة بفقدان حاسة الشم والتذوق، ومن أبرز هذه الدراسات "دراسةٌ أجريت عام 2015 على 110 من مرضى التهاب الجهاز التنفسيّ من كلا الجنسيين حيث إن أعمارهم تتراوح بين 20 إلى 80 عامًا، وقد تم إعطاء المرضى مستخلص الزنجبيل، وقد أوجدت نتائج هذه الدراسة إمكانية مستخلص الزنجبيل في التخلص من البكتيريا المسببة للالتهابات"[٤]
يشاع استخدام الزنجبيل في التخفيف من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان التذوق والشم، ويجب التأكيد على ضرورة مراجعة مقدم الرعاية الصحية المختص قبل استخدامه.
القرفة
تنتمي القرفة Cinnamon إلى عائلة Cinnamomum، والتي تعد ثاني أكثر التوابل استخدامًا وذلك بعد الفلفل الأسود، كما وتعد مناطق البحر الكاريبي وأمريكيا الجنوبية وجنوب شرق آسيا الموطن الأصلي لها، ويتم في العادة استخدام لحاء شجرة القرفة أو مسحوق القرفة كما يمكن استخدام زيت الفرفة، [٥] وتجدر الإشارة هنا أن الكوماريين يعد المادة الفعّالة في القرفة.[٦]
أظهرت بعض الدراسات الحديثة إمكانية استخدام مستخلص القرفة وزيتها في علاج التهاب التهابات تجويف الفم، ومن بينها "دراسةٌ أجريت فيها تجربة في المختبرات العلمية عام 2014 والتي أعيدت عام 2015 والتي لخصت إلى أن استخدام مستخلص زيت القرفة يساعد على مقاومة البكتيريا السالبة والمسببة للالتهابات تجويف الفم والتي قد تكون واحدة من أسباب فقدان الشم والتذوق.[٧]
يشاع استخدام القرفة في العلاجات المنزلية، حيث يتم استخدامها لمقاومة التهابات تجويف الفم والتي تكون سببًا بالإصابة بفقدان الشم والتذوق، وعلى الرغم من هذا لا يمكن الجزم بفاعليتها.
النعناع
ينتمي النعناع Mint إلى العائلة الشفوية والتي تحتوي على أعداد أخرى من النباتات، ويعد النعناع من النباتات واسعة الانتشار حول العالم حيث يستخدم طازجًا أو مجففًا، ويتم إضافته إلى العديد من الأطباق، كما يشاع استخدامه أيضًا في العلاجات المنزلية لحل مجموعة من المشكلات الصحية، وتجب الإشارة هنا أن المادة الفعّالة المتواجدة في النعناع هي المنثول.[٨]
يستخدم البعض شاي النعناع أو بخار النعناع المُستنشَق في علاج بعض اضطرابات الجهاز التنفسيّ التي تشكل إحدى أبرز أسباب فقدان الشم والتذوق والتي من أهمها ما يأتي:[٩]
- التهابات الحلق والبلعوم.
- التهاب الجيوب الأنفية.
تجب الإشارة هنا إلى وجود بعض الدراسات التي تعد استخدام رذاذ النعناع بالإضافة إلى أعشاب أخرى قادر على تخفيف أعراض التهاب الحبق، ومن أبرز هذه الدراسات "دراسةٌ أجريت على 60 متطوعًا تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 66 عام، حيث تم تطبيق زذاذ عشبي يحتوي على مُستخلصات النعناع بعد تقطيره، وقد تم اخبار الرذاذ لمدة 3 أيام 5 مرات يوميًا في كل مرة 4 رشات، وقد أظهرت نتيجة الدراسة استجابة 66% من الحالات وهي نتيجةٌ مبشرةٌ"[١٠]
يعد النعناع من الأعشاب واسعة الانتشار ويتم استخدامه في مجالات عديدة، حيث إنه يستخدم كعلاج منزلي لحل مشكلة التهاب الجيوب الأنفية وغيرها والتي بدورها تكون سببًا بفقدن الشم والتذوق، كما وتجب الإشارة إلى وجود الحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد فعاليته.
الأوكالبتوس
تعد أستراليا الموطن الأصلي لشجرة الأوكالبتوس Eucalyptus، ويتم في العادة استخدام زيت الأوكالبتوس والمستخرج من أوراق الشجرة كعلاج منزلي لعديد من المشكلات الصحية، حيث تعد مادة يوكاليبتول المادة الفعّالة في زيت الأوكالبتوس، ويتم استخدامه لعلاج نزلات البرد وما يرافقها من احتقان الأنف والتي تُعدّ من أسباب فقدان حاستي الشم والتذوق، حيث يتم استخدامه بالطرق الآتية:[١١]
- استنشاق بخار المضاف إليه ملعقة صغيرة من الأوكالبتوس.
- يمكن فركه حول الأنف والصدر.
- استخدامه كغسولٍ فمويّ.
أُجريت العديد من الدراسات التي تتناول فاعلية استخدام زيت الأوكالبتوس في علاج نزلات البرد والإنفلونزا واحتقان الأنف والتي تعد من أبرز أسباب فقدان الشم والتذوق، ومن أبرزها "دراسةٍ أجريت عام 2017 على فيروس الإنفلونزا مخبريًا، بحيث تم إعداد مزيج من زيت الأوكالبتوس مضاف إلى الماء، وقد تم إضافة هذا المزيج إلى خلايا مصابة بالفيروس وملاحظة التأثر على تكاثر وتطور الفايروس، وقد وجدت الدراسة أن مستحلبات زيت الأوكالبتوس والماء تمنع تكاثر وتطور الفايروس".[١٢]
يعد زيت الأوكالبتوس المستخرج من أوراق الشجرة من الزيوت التي يشيع استخدامها في العلاجات المنزلية كفقدان حاسة الشم والتذوق بسبب البرد، وتجب الإشارة إلى ضرورة استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل استخدامه.
محاذير استخدام الأعشاب
هل يعد استخدام الأعشاب آمنًا ومناسبًا للجميع؟ لا يعد من الآمن استخدام الأعشاب في العلاجات المنزلية من قبل جميع الفئات قبل استشارة مقدم الرعاية الصحية، ولذلك ينصح دائمًا بمراجعة الطبيب المختص من أجل تحديد درجة آمانه وفاعليته على الأشخاص، ومن أبرز محاذير استخدام الأعشاب ما يأتي:
محاذير استخدام الزنجبيل
يعد استخدام الزنجبيل آمنًا على أغلب مستخدميه إلّا أن استخدامه من قبل بعض الفئات قد تسبب لهم مشكلات صحية أو مضاعفات لذلك ينصح هذه الفئات بعدم استخدامه دون الرجوع إلى الطبيب المختص، ومن أبرز محاذير استخدام الزنجبيل الآتي:[١٣]
- النساء الحوامل.
- مرضى التهاب المرارة.
- مرضى داء السكري.
- مرضى اضطرابات تخثر الدم.
نستدل مما سبق أنّ استخدام الزنجبيل في علاج فقدان الشم والتذوق لا يعد مناسبًا لجميع الفئات، لذلك ينصح بمراجعة الطبيب المختص من أجل بيان فاعليته وآمانه.
محاذير استخدام القرفة
يعد تناول القرفة بكميات صغيرة آمنًا على أغلب الأشخاص، بجميع أشكالها بما في ذلك زيت القرفة كما تجب تخفيفة إلى أقل من 2%، وعلى الرغم من ذلك لا ينصح بعض الفئات باستخدام القرفة ذلك بأنها قد تعمل على إحداث مشكلاتٍ لهم، ومن أبرز محاذير استخدام القرفة الآتي: [١٤]
- الأشخاص المصابينبأمراض الكبد.
- مدمنين الكحول والمخدرات.
يعد تناول ملعقة صغيرة من القرفة آمنًا بشكل عام، ولكن تجب الإشارة إلى وجود بعض الفئات التي لا ينصح بأن تستخدم القرفة قبيل مراجعة الطبيب المختص لتحديد الجرعة المناسبة.
محاذير استخدام النعناع
تُعد مأمونية استخدام أوراق النعناع لفترةٍ تزيد عن 8 أسابيع غير معروفة، وعلى الرغم من ذلك فقد لا يناسب استخدامه في علاج فقدان الشم والتذوق بعض الفئات، ومن أبرز محاذير استخدام النعناع الآتي:[١٥]
- السيدة الحامل أو المرضع.
- الأطفال الرضع.
- الأشخاص المصابين بالكلورهيدريا.
- الإسهال.
لا ينصح باستخدام النعناع من قبل بعض الفئات قبيل الذهاب إلى الطبيب المختص لتحديد ىما إذا كان من المناسب استعماله كعلاج وما الجرعة المناسبة منه.
محاذير استخدام الأوكالبتوس
تجب الإشارة هنا إلى ضرورة تخفيف زيت الأوكالبتوس قبيل الاستخدام، كما وأن استعمال الأوكالبتوس لا يعد آمنًا على بعض الفئات، لذلمك ينصح بمراجعة الطبيب المختص لتحديد ما إذا كان آمنً أم لا، ومن أبرز محاذير استخدام الأوكالبتوس الآتي:[١١]
- السيدة الحامل أو المرضع.
- الأشخاص المصابين بالسكري.
- البورفيريا الحادة المتقطعة.
- الأشخاص الذين يعانون من آثار تعاطي للمخدرات.
يوجد بعض الفئات التي لا يعد من الآمن أن تستخدم زيت الأوكالبتوس، كما ويجب مراجعة الطبيب المختص من أجل بيان آمانه وفاعليته بالنسبة لهم.
علاج فقدان الشم والتذوق طبيًا
ماذا ينصح الأطباء لحل مشكلة فقدان التذوق والشم؟ يذهب أغلب المصابين بفقدان الشم والتذوق إلى أخصائي أنف وأذن وحنجرة، ويقوم الطبيب في البداية بمجموعةٍ من الفحوصات البدنية كما ويوصي بإجراء فحوصات مخبرية لبيان الأسباب التي تسببت بهذه المشكلة، وبناءً على ذلك يقوم الطبيب المختص بتحديد العلاج المناسب، [١٦] ومن أبرز الإجراءات والعلاجات التي يتبعها الطبيب بحسب الحالة الصحية ما يأتي:[١٧]
- إيقاف أو تغير الأدوية المسببة بحدوث فقدان الشم والتذوق.
- علاج المشكلة الطبية الأصلية.
- الاستئصال الجراحي للعوائق المسسبة لهذه المشكلة.
- تغير نمط حياة الشخص كإيقاف التدخين.
يقوم الطبيب المختص بمجموعة من الفحوصات البدنية والمخبرية لمعرفة أسباب الإصابة بفقدان الشم والتذوق، وبناءً على هذه الفحوصات يحدد نويعة العلاج المناسب لكل حالةٍ، قد تكون الحلول الطبية بسيطة جدًا وقد تكون معقدة كإجراء عمليات جراحية.
المراجع
- ↑ "Whats Causing My Loss of Smell and Taste", webmd, Retrieved 2020-11-05. Edited.
- ↑ "Smell and Taste Disorders", cedars-sinai., Retrieved 2020-11-05. Edited.
- ^ أ ب "11 Proven Health Benefits of Ginger", healthline, Retrieved 2020-11-05. Edited.
- ↑ "Antibacterial Activity of Ginger (Zingiber officinale) Against Isolated Bacteria from the Respiratory Tract Infections", researchgate, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ "What are the health benefits of cinnamon?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-05. Edited.
- ↑ "Cinnamon Benefits and Precautions", emedihealth, Retrieved 2020-11-06. Edited.
- ↑ "Antibacterial Effects of Cinnamon: From Farm to Food, Cosmetic and Pharmaceutical Industries", ncbi, Retrieved 2020-11-07. Edited.
- ↑ "Is mint good for you?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-06. Edited.
- ↑ "Flu Season: 5 Herbs to Keep You Healthy", functionalmedicinecoaching, Retrieved 2020-11-06. Edited.
- ↑ "Treatment of Upper Respiratory Tract Infections in Primary Care: A Randomized Study Using Aromatic Herbs", ncbi, Retrieved 2020-11-07. Edited.
- ^ أ ب "EUCALYPTUS", .rxlist, Retrieved 2020-11-06. Edited.
- ↑ "Oil-in-water emulsion formulated with eucalyptus leaves extract inhibit influenza virus binding and replication in vitro", ncbi, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ "Ginger", utep, Retrieved 2020-11-06. Edited.
- ↑ "Antibacterial Effects of Cinnamon: From Farm to Food, Cosmetic and Pharmaceutical Industries", ncbi, Retrieved 2020-11-07. Edited.
- ↑ "PEPPERMINT", webmd, Retrieved 2020-11-06.
- ↑ "Smell and Taste Disorders: A Primary Care Approach", aafp, Retrieved 2020-11-06. Edited.
- ↑ "Smell and Taste Disorders", .hopkinsmedicine, Retrieved 2020-11-06. Edited.