هل يوجد علاج للحمو في الفم بالأعشاب؟ وما رأي العلم؟

كتابة:
هل يوجد علاج للحمو في الفم بالأعشاب؟ وما رأي العلم؟

هل يوجد علاج للحمو في الفم بالأعشاب؟

هل حمو الفم سببه فيروس؟ حمو الفم أو تقرحات البرد أو بثور الحمى أيضًا، وجميعها تعني ظهور فقاعات صغيرة على شكل تجمعات كالبقع حول الفم، وتكون الفقاعات مليئةً بالسوائل، وعادةً ما يعزى سبب حدوثها لعدوى فيروسية يسببها النوع الأول من فيروس الهربس البسيط، وبعد أن تتفتح تلك البثور تبدأ بالتقشّر لعدة أيام، كما قد تحتاج إلى 2 أو 3 أسابيع لتُشفى تمامًا دون أن تترك أي أثر، ولكنّ الإصابة قد تكون معدية عند التلامس المباشر مع البثور، ولمن يبحث عن علاج للحمو فهناك احتمالات حول إمكانية علاجه بالأعشاب.[١]


الألوفيرا

هل تعرفون ما هو نبات الخلود؟ إنها الألوفيرا وهكذا أسماها المصريون القدماء، فقد استخدمت طبيًا منذ قرون في الصين واليابان، الهند، اليونان، مصر والمكسيك، وذلك باستخدام الجل الموجود في أوراق هذا النبات النَضِر.[٢]


وبناءً على امتلاك الألوفيرا لخصائص مضادة للالتهابات والجراثيم والفيروسات، فقد أجرى مجموعة من الباحثين عام 2016 م دراسة في جامعة شيراز للعلوم الطبية في إيران، وقد هدفت لتقييم فعالية جل الألوفيرا ضد فيروس الهربس، فكانت الحيثيات وفق الآتي:[٣]


  • تم استخراج جل الألوفيرا وتحضيره بتراكيز مختلفة (0.2 - 0.5 - 1 - 2 - 5%).
  • تمّ تقييم السمية الخلوية للجل في وسط خاص يدعى Dulbecco's Modified Eagle Medium.
  • يحتوي ذلك الوسط على مصل بقري جيني بنسبة 2%، وذلك بعد أن تم غسله بمحلول ملحي يحتوي الفوسفات.


  • أضيفت 50 وحدة من فيروس الهربس لجميع الأطباق، وتركت مدّة ساعةً كفترة حضانة للفيروس، وذلك ضمن 37 درجة مئوية.
  • ثم تعريض طبقة أحاديّة من الخلايا الموجودة داخل الأطباق لتراكيز الجل المختلفة وبعدها تحليل النتائج باستخدام تقنية أحادي الاتجاه.


  • أظهرت النتائج نشاط الألوفيرا المثبط للفيروس على الخلايا المصابة بالاعتماد على التركيز، مما يجعل الجل خيارًا فعالًا للمساعدة في التخلص من حمو الفم دون أي سمية.


تبشر النتائج بنشاط جل الألوفيرا المثبط للهربس، ولكن من الضروري البحث أكثر بتطبيقه على البشر.


شجرة الشاي

هل زيت شجرة الشاي سامٌّ للخلايا؟ تسمى شجرة الشاي علميًا Melaleuca alternifolia، وتنمو في أستراليا وهي موطنها الأصلي، ولكنها أصبحت تُزرع في مناطق أخرى حاليًا، وإذ تؤخذ الأوراق ليتم تقطيرها للحصول على ما يعرف بزيت شجرة الشاي، والذي استخدم منذ زمن للعديد من الحالات الجلدية، [٤] وذلك بسبب احتوائه على مركبات التربين terpenes التي تشكل ما يقارب 50% من مكونات الزيت، وقد أثبت فعاليته في مقاومة العديد من مسببات المرض بما فيها فيروس الهربس.[٥]


وفي دراسة تعود لعام 2001 م، أجراها مجموعة علماء في قسم علم الفيروسات ضمن معهد الصحة في جامعة هايدلبرغ الألمانية، وقد بحثوا تأثير زيت شجرة الشاي الأسترالي وزيت الأوكالبتوس المضاد للفيروسات، وتمّ ذلك على النحو الآتي:[٦]


  • خضع الزيتان لمقاييس امتصاص صبغة حمراء قياسية، بهدف تقييم تأثير السمية الخلوية.
  • ثم اختبار النشاط ضد فيروس الهربس البسيط بنوعيه الأول والثاني، وذلك في المختبر على الخلايا عن طريق اختبار تقليل اللويحات.
  • فكان تركيز زيت شجرة الشاي الذي ثبط 50% من فيروس الهربس يبلغ 0.0008-0.0009%، كما تبين أن له نشاطًا فعًالًا في قتل نوعي الفيروس بنسبة تصل إلى 98.2% للنوع الأول، و93% للنوع الثاني دون التسبب بأي سمية للخلايا، وذلك قبل وأثناء امتصاص الفيروس لزيت شجرة الشاي، وليس بعد اختراقه للخلايا.


تعطي هذة التجربة نتائج واعدة بإمكانية استخدام الزيت في حالات حمو الفم، ولكنّ الأمر بحاجةٍ للمزيد من الدراسات السريرية.


البابونج

ما الذي يجعل زيت البابونج مضادًا للفيروسات؟ زيت البابونج الروماني تحديدًا، والذي يتم تقطيره من أزهار نبتة chamaemelum nobile وهو زيت حلو، منعش ورائحته شبيهة بالتفاح، وكما يستخدم البابونج للعديد من المشكلات الصحية، فإن للزيت استخدامات طبية عديد أيضًا، وذلك لمحتواه من المركبات الفعالة كالتربينويدات والفلافونويدات.[٧]


ويعتقد بأن البابونج مضاد فيروسي فعال لحمو الفم، ولإثبات ذلك نشرت دراسة عام 2013 م من قبل مجموعة باحثين ضمن المجلة الأفريقية للتكنولوجيا الحيوية، وقد تمت وفقًا للخطوات الآتية:[٨]


  • ستخدمت توليفةٌ عشبية مكونة من البابونج، المريمية واللافندر، وتم صنع المستخلصات باستخدام الميثان ثنائي الكلور.
  • كانت خلايا الدراسة مستمدة من كلى حيوان السعدان الأخضر؛ والمعروف باسمه العلميّ Chlorocebus sabaeus.
  • هدفت الدراسة لقياس التأثير المضاد لفيروس الهربس البسيط بنوعيه؛ وسعت لتحديد كلّ من:
  • المَنْسَب العلاجيّ، وهو مؤشرٌ يحدد أفضل تركيزٍ يعطي الخصائص العلاجية لمستخلصات النبات دون حدوث أي أعراض جانبية.
  • الآلية الأكثر تأثيرًا في نوعي الفيروس، ما بين امتصاص المستخلصات العشبية أو اختراقها للخلايا.
  • الذي تعطي فيهِ المستخلصات العشبية أفضل تأثيرٍ علاجي ممكن.


  • بلغ المؤشر العلاجيّ لمستخلص البابونج ذروته عند القيمة 20.74 وذلك ضمن آلية الادمصاص المتبعةِ ضدّ السلالة الأولى من فيروس الهربس HSV-1.
  • احتاج الوصول لأفضل تأثير علاجيّ لمستخلص البابونج مدّة 30 ساعةً بعد تعريض الخلايا للمستخلص.


أثبتت الدراسة تأثيرمستخلص البابونج المثبط لتكاثر خلايا فيروس الهربس بنوعيه الاثنين، إذ انخفضت معدلات التكاثر من 9.7 إلى 7.1، وبذلك اعتبر مستخلص البابونج الكحوليّ مبيدًا لفيروس الهربس المسبب للحمو في الفمّ"، ولكنّ إثبات الأمر تمامًا بحاجة للمزيد من الدراسة المجرية على الخلايا البشرية.


عرق السوس

العشبة الحلوة، هل تعرفونها؟ إنه اسم يطلقه الصينيون على عرق السوس، فهو أحد أهم عناصر الطب التقليدي لديهم، ومن أسمائه العلمية Glycyrrhiza glabra، كما أن الجزء المستخدم منه يتمثل بالجذور أو الريزومات، وذلك لاحتوائها على مركبات فعالة عديدة أهمها جلايسيريزين، مما يُمكن عرق السوس من محاربة مسببات الأمراض كالفيروسات.[٩]


وفي عام 2014 م قام الباحثون في جامعة همدان للعلوم الطبية في إيران، بدراسة وتقييم النشاط المضاد لفيروس الهربس تبعًا لاستخدام عرق السوس، وتمّ اللجوء لاستخدامه كبديل للأدوية التي تسبب العديد من الآثار الجانبية، فكانت الدراسة كالآتي:[١٠]


  • تم تحضير المستخلص المائي لعرق السوس بتراكيز مختلفة.
  • وضعت خلايا الفيروس في فترات حضانة مختلفة، وتراوحت هذه الفترات بين:
  • 1-4 ساعات
  • 1-8 ساعات
  • 4-12 ساعة
  • 8-12 ساعة
  • تمّ بعد ذلك إضافة مستخلصات عرق السوس لخلايا الفيروس.
  • تم تقييم السمية الخلوية، وتحديد الجرعة النصفية التي تسبب العدوى للخلايا.
  • بينت النتائج وجود كفاءةٍ لمستخلص عرق السوس في تثبيط فيروس الهربس، ولكنّ ذلك يعتمد على فترات حضانة الفيروس، وبذلك تثبت الدراسة "أن مستخلص عرق السوس يمكن أن يكون من العلاجات المثبطة لفيروس الهربس المسبب للحمو"


نحتاج المزيد من الأبحاث والدراسات للتأكيد على أهمية عرق السوس كعلاج مساعد لحمو الفم.


محاذير علاج الحمو بالأعشاب

مهما كانت الأعشاب تتمتع بخصائص طبية عديدة، إلا أن استخدامها يجب أن يخضع للرقابة وبعد أن تتم استشارة الطبيب، فلكل نبتة خصائص مختلفة تجعلها غير مناسبة لجميع الناس على اختلاف حالاتهم الصحية.


محاذير استخدام الألوفيرا

هل يمكن أي يسبب جل الألوفيرا ضررًا للجلد؟ إن استخدام الجل خارجيًا على الجلد يعدّ آمنًا في العموم،[١١] ولكن يفضل أن يستخدم على منطقة صغيرةٍ أولًا، وذلك لمعرفة ردة فعل الجسم تجاهه، فقد يسبب الجل تهيجًا للجلد، طفحًا جلديًا واحمرارًا لبعض الأشخاص مكان وضعه عل البشرة.[١٢]


محاذير استخدام شجرة الشاي

ما علاقة زيت شجرة الشاي بالإكزيما؟ قبل أن تقرر استخدام زيت شجرة الشاي في التخفيف من حمو الفم، فيجب أن يتم اختباره على بقعةٍ صغيرة للتأكد من ملاءمته لك، وذلك تلافيًا لحدوث أية مضاعفات، فبالرغم من أمان وضعه على الجلد، إلا أن هناك مجموعة من الأشخاص أصيبوا بالتهاب الجلد التحسسي التلامسي بعد استعمالهم للزيت،[١٣] كما يُنصح بتخفيفه بزيت ناقل آخر لتجنب مثل تلك الآثار، واستخدامه لمرتين فقط ضمن اليوم الواحد.[١٤]


قد يسبب استخدام زيت شجرة الشاي خارجيًا تحسسًا جلديًا من الممكن تجنبه.


محاذير استخدام البابونج

هل يسبب زيت البابونج طفحًا جلديًا حقًا؟ نظرًا لكون الزيوت الأساسية شديدة التركيز فمن الضروري التعامل معها بحذر، وزيت البابونج واحد منها، ويجب أن يجرّب بدايةً على المنطقة الداخلية للمرفق وملاحظة أية تغيرات، فإن لوحظ انتفاخ، احمرار، حكة أو حرقة مكان وضع الزيت فمن الضروري التوقف فورًا عن استخدامه.[١٥]


محاذير استخدام عرق السوس

هل يسبب عرق السوس احتباسًا للسوائل؟ عادةً ما تكون المحاذير المتعلقة بعرق السوس مرتبطةً بتناوله فمويًا، لما قد يسببه من آثار جانبية، إلا أن استعماله الخارجي على الجلد لا علاقة له بتلك الأضرار، فيمكن القول بأن عرق السوس قد يسبب تهيج الجلد، وإن لاحظت ذلك فلا تستمر في استعماله، كما أن تركيبات عرق السوس ليست موحدة وتراكيزها مختلفة، مما يعني أن هناك اختلافًا في ملاءمتها للجلد.[١٦]


لا تستغني عن العلاجات الأساسية للحمو واستشر طبيبك دومًا، فالأعشاب هي عوامل مساعدة للشفاء.

المراجع

  1. "Cold sore", mayoclinic, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  2. "Nine health benefits and medical uses of Aloe vera", medicalnewstoday, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  3. "Assessment of Anti HSV-1 Activity of Aloe Vera Gel Extract: an In Vitro Study", pubmed, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  4. "11 benefits of tea tree oil", medicalnewstoday, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  5. "Tea Tree Oil", sciencedirect, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  6. "Antiviral activity of Australian tea tree oil and eucalyptus oil against herpes simplex virus in cell culture", pubmed, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  7. "Roman Chamomile Essential Oil Benefits & Uses", draxe, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  8. "Inhibitory effect of aromatic herbs, lavender, sage and chamomile against herpes simplex virus infection", www.ajol.info, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  9. "The antiviral and antimicrobial activities of licorice, a widely-used Chinese herb", ncbi.nlm.nih, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  10. "The Effect of Aqueous Extract of Glycyrrhiza glabra on Herpes Simplex Virus 1", ncbi.nlm.nih, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  11. "ALOE", webmd, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  12. "ALOE VERA", 1mg, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  13. "Tea Tree Oil", sciencedirect, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  14. "Essential Oils for Cold Sores", healthline, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  15. "The 8 Proven Benefits of Chamomile Oil and How to Use It", healthline, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  16. "Licorice Root & Herpes", livestrong, Retrieved 23/12/2020. Edited.
5345 مشاهدة
للأعلى للسفل
×