هيتروكروميا حالة تسبب اختلاف لون العيون

كتابة:
هيتروكروميا حالة تسبب اختلاف لون العيون

ما هي حالة الهيتروكروميا؟ كيف من الممكن لها أن تؤثر على مظهر وصحة العيون؟ وهل تستدعي خضوع المصاب لأي علاج؟ إليك الإجابات.

سوف نعرفك في ما يأتي على حالة الهيتروكروميا (Heterochromia) أو ما يعرف بحالة تغاير التلون:

ما المقصود بحالة الهيتروكروميا؟

هي حالة طبية نادرة قد تصيب قزحية العين مؤثرة على لونها. والقزحية هي الجزء الملون المرئي من العيون والذي يحدد لون العيون المميز لكل شخص. تكتسب القزحية لونها المميز تحت تأثير صبغة الميلانين التي تتواجد في هذا الجزء من العين.

تظهر على هيئة اختلافات في لون قزحية العيون للشخص الواحد، فإما أن يكون لون قزحية أحد العينين مختلفًا عن لون قزحية العين الأخرى، أو قد تكون قزحية العين الواحدة ملونة بلونين مختلفين أو أكثر من لونين في ذات الوقت. 

تبعًا لطريقة تأثيرها على لون العيون ونطاق هذا التأثير، تصنف الهيتروكروميا في ثلاثة أنواع رئيسة؛ جزئي وكلي ومركزي. تنشأ الهيتروكروميا جراء حصول تغييرات معينة في صبغة الميلانين المتواجدة في القزحية نتيجة لعوامل عديدة، بعضها جيني وبعضها خارجي. غالبًا، لا تترافق هذه الحالة مع أية أعراض أخرى عدا التباين اللوني. 

لا تستدعي الهيتروكروميا عادة أي تدخل طبي، فقد لا تكون أكثر من سمة جينية لا تستدعي القلق، ولكن وفي حالات نادرة قد يكون سبب الهيتروكروميا مشكلة صحية، عندها يعتمد العلاج الذي من الممكن اتباعه على السبب الذي أدى لنشأة الهيتروكروميا.

أنواع وأعراض الهيتروكروميا

يختلف مظهر العيون المصابة بهذه الحالة من شخص لآخر تبعًا لنوع الهيتروكروميا لديه، كما يأتي:

1. الهيتروكروميا الكلية (Complete heterochromia)

يظهر هذا النوع على هيئة عين لونها مختلف تمامًا عن لون العين الأخرى. كأن تكون إحدى العيون زرقاء مثلًا، بينما الأخرى بنية. يعرف هذا النوع كذلك باسم شائع آخر، وهو تغاير تلون القزحيتين (Heterochromia iridis). 

2. الهيتروكروميا القطعية (Segmental heterochromia)

يظهر هذا النوع على هيئة تباين في ألوان قزحية العين الواحدة، لتظهر بقعة مختلفة اللون وغير منتظمة الحواف في منطقة ما من قزحية العين. تعرف الهيتروكروميا القطعية بأسماء أخرى كذلك، مثل الهيتروكروميا الجزئية (Partial heterochromia). 

3. الهيتروكروميا المركزية (Central heterochromia)

يظهر هذا النوع على هيئة تباين واختلاف بين لون الحلقة الخارجية المحيطة بالقزحية ولون الحلقة الداخلية من القزحية، لتظهر قزحية العين الواحدة ملونة بلونين مختلفين. كما غالبًا ما تتم ملاحظة وجود نثرات وخطوط لونية مميزة خارجة من أطراف البؤبؤ في العين المصابة.

أسباب الهيتروكروميا

هذه أبرز الأسباب والعوامل التي قد تلعب دورًا في نشأة الحالة: 

1. أسباب جينية

غالبًا ما تكون هذه الحالة وليدة بعض الطفرات الجينية، لتظهر عند المصاب منذ الولادة في ما يسمى بالهيتروكروميا الجينية. غالبًا ما يكون هذا النوع من الحالات حميدًا ولا يستدعي القلق، لا سيما إذا لم تترافق الطفرة الجينية مع أي مشكلة صحية.

لكن وفي حالات أخرى قد يكون سبب الهيتروكروميا الجينية الإصابة بأمراض معينة قد يستدعي بعضها الخضوع لعناية طبية، مثل:

  • داء بورنفيل (Bourneville disease).
  • متلازمة هورنر (Horner’s syndrome).
  • متلازمة فاردينبيرغ (Waardenburg syndrome).
  • داء هيرشبرنغ (Hirschsprung disease).
  • داءُ ريكلنغهاوزِن (von Recklinghausen disease).
  • متلازمة بلوخ سولسبيرغر (Bloch-Sulzberger syndrome).

2. أسباب مكتسبة

في حالات قليلة وغير شائعة، من الممكن لهذه الحالة أن تنشأ في مراحل عمرية لاحقة جراء التعرض لعوامل خارجية معينة، في ما يعرف باسم الهيتروكروميا المكتسبة، وهذه أمثلة على العوامل التي قد تحفز نشأتها: 

  • الإصابة بأمراض معينة، مثل: السكري، والزرق، وأورام القزحية، وتملن العين (Ocular melanosis)، والورم الأرومي العصبي (Neuroblastoma).
  • نزيف العين أو تورم العين أو التعرض لحادثة ما في منطقة العين. 
  • الخضوع لعملية جراحية في العين. 
  • استخدام أنواع معينة من الأدوية، مثل دواء لاتانوبروسْت (Latanoprost) المخصص لعلاج الزرق.

تشخيص الهيتروكروميا 

لتشخيص الحالة، هذه بعض الإجراءات التي قد يتبعها طبيب العيون:

  • إخضاع المصاب لفحص عيون كامل.
  • طرح بعض الأسئلة على المصاب تتعلق بتوقيت ظهور التباين اللوني وما إذا كان التباين اللوني مترافقًا مع أعراض أخرى أم لا.
  • إخضاع المصاب لفحوصات إضافية في بعض الحالات، مثل: فحص الدم، وفحص الجينات.

علاج الهيتروكروميا 

إذا تبين بعد إجراء الفحوصات اللازمة للمصاب أن حالته ليست ناجمة عن أي مشكلة صحية، عندها لن تستدعي الحالة الخضوع لأي علاج يذكر، أما إذا ما كانت حالته ناتجة عن مشكلة صحية ما، عندها قد تحتاج الحالة للعلاج ولكن يختلف العلاج الذي قد يتم اتباعه حسب المشكلة المرضية التي أدت لنشأة التباين اللوني من الأساس.

5089 مشاهدة
للأعلى للسفل
×