واجبات الحج بالتفصيل والترتيب

كتابة:
واجبات الحج بالتفصيل والترتيب

الإحرام من الميقات

واجبات الحج هي الأمور التي لا يبطل الحج بعدم فعلها، ولكن إذا تركها الحاج متعمداً فقد وجب عليه أن يذبح ويجبر عدم قيامه بهذا الواجب بدم، ومنها ما هو محل اتفاق بين العلماء؛ أي أنّهم اتفقوا على كون هذا الفعل واجبًا وليس ركنًا ولا سنّة، ومنها ما هو محل تعدد في الآراء، وفي هذا المقال سيتم بيان واجبات الحج بالتفصيل والترتيب.

إنّ الإحرام من الميقات أحد واجبات الحج، فإذا ترك الحاج الإحرام من الميقات وأحرم دونه فإحرامه صحيح ولكن عليه دم،[١] وإذا أراد الحاج الإحرام فعليه أن يغتسل أو يتوضأ، ويخلع الذكور ملابسهم المخيطة ويرتدون إزاراً ورداءً جديدين.[٢]

وأمّا المرأة فإحرامها في وجهها؛ ومعنى ذلك أنّها لا تغطّي وجهها بشيءٍ من المخيط وإنّما يمكن لها أن تُسدل عليه غطاءً من أعلى رأسها، وللحاج عند الجمهور أن يتطيّب في بدنه قبل الإحرام، ويُصلّي ركعتي الإحرام، ويبدأ بالتلبية فلا يقطعها حتّى يبدأ برمي جمرة العقبة.[٢]

المبيت بمزدلفة ليلة النحر

تعدّدت أقوال العلماء فيما يخص حكم المبيت بمزدلفة، فذهب جماعة من أهل العلم إلى أنّه من الفروض التي لا يصحّ الحج إلّا بها كالوقوف بعرفة، ومن هؤلاء جملة من أئمة التابعين وهم: علقمة والأسود والشعبي والنخعي والحسن البصري رحمهم الله، وقال به أيضًا أبو عبد الرحمن ابن بنت الشافعي وأبو بكر بن خزيمة والسبكي من أئمة الشافعية، فيما ذهب الشافعية في الأصح عندهم.[٣]

وقال الحنابلة: إنّه واجب وليس بركن، وتركه عمدًا يُجبر بدم، ومن تركه بعذر فلا شيء عليه، وقال المالكية إنّه مندوب، وتركه بغير عذر يوجب الذبح وإراقة الدم، فيما ذهب الحنفية إلى كونه سنّة مؤكدة وليس بواجب.[٣]

الحلق أو التقصير

إنّ الحلق والتقصير ثابت بالقرآن والسنّة والإجماع، ومن الأدلّة على ذلك قوله -تعالى-: (لَّقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ)،[٤] والمراد بالحلق إزالة شعر الرأس بالموس ونحوه أو بالنتف ولو اقتصر هذا على ثلاث شعرات فجائز، أمّا التقصير فهو قص الشعر قدر أنملة.[٥]

والمرأة تقص من كل ضفيرة قدر أنملة، فإن لم يكن لها ضفائر جمعت شعرها وقصّت منه، فالحلق غير جائز في حقّها،[٦] وبالنسبة لحكم الحلق أو التقصير للحاج فقال جمهور أهل العلم إنّه واجب، وقال الشافعية إنّه ركن من أركاى ن الحج.[٥]

رمي جمرة العقبة

ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ رمي جمرة العقبة واجبٌ من واجبات الحج، وخالف في ذلك ابن الماجشون من المالكية، فقال: هو ركن من أركان الحج، ودليل الجمهور القياس؛ حيث قاسوا رمي جمرة العقبة على رمي الجمار أيّام التشريق، ودليل ابن الماجشون قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما رمى جمرة العقبة: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ).[٧][٨]

رمي الجمرات الثلاث

إنّ رمي الجمرات الثلاث واجبٌ من واجبات الحج باتّفاق العلماء، ومعنى رمي الجمرات: القذف بالأحجار الصغيرة وهي الحصى، فالجمرة هي الحجر الصغير، وهي الحصاة، وفي الشّرع: هو القذف بالحصى في زمانٍ مخصوص ومكان مخصوص وعدد مخصوص.[٩]

المبيت بمنى ليالي أيام التشريق

ذهب جمهور العلماء إلى أنّ المبيت بمنى أيّام التشريق واجب من واجبات الحج يُجبر تركه بغير عذر بدم، وذهب الحنفية وفي قول للإمامين الشافعي وأحمد إلى أنّه سنّة وليس بواجب.[١٠]

طواف الوداع

طواف الوداع هو واجب من واجبات الحج عند جمهور الفقهاء، وقال المالكية إنّه سنّة،[١١] ويكون بعد إتمام الحاج لرمي الجمرات، فيذهب إلى البيت الحرام ويطوف سبعة أشواط ثمّ يصلّي ركعتين، ويسقط طواف الوداع عن المرأة الحائض والنفساء.[١٢]

المراجع

  1. ابن عثيمين، كتاب لقاء الباب المفتوح، صفحة 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعيد حوَّى، كتاب الأساس في السنة وفقهها، صفحة 2824. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 94-96. بتصرّف.
  4. سورة الفتح، آية:27
  5. ^ أ ب سيد سابق، كتاب فقه السنة، صفحة 743. بتصرّف.
  6. صالح السدلان، كتاب رسالة في الفقه الميسر، صفحة 130. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1297، حديث صحيح.
  8. الشنقيطي، محمد الأمين، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، صفحة 458. بتصرّف.
  9. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2252-2253. بتصرّف.
  10. كمال ابن السيد سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 257-258. بتصرّف.
  11. كمال ابن السد سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 223. بتصرّف.
  12. عبد الله الطيار، كتاب الفقه الميسر، صفحة 116. بتصرّف.
5735 مشاهدة
للأعلى للسفل
×