محتويات
"قلبي يؤلمني"، في المرة القادمة التي تسمع فيها صديقًا يشكو من ألم قلبه لا تستخف بما يقوله فقد يكون صديقك في خطر. سوف نعرفكم هنا على متلازمة القلب المكسور.
هل سمعت من قبل عن متلازمة القلب المكسور أو وجع القلب؟ الأمر يتعدى كونه مجرد شعور، بل هي حالة طبية حقيقية وعليك أن لا تستهين بها. تعرف عليها في المقال التالي.
أعراض وجع القلب
متلازمة القلب المكسور (Takotsubo Cardiomyopathy) هي حالة طبية فعلية، يسببها ظرف جسدي أو نفسي مثير للتوتر.
قد يعاني أصحاب القلوب المكسورة من أعراض تشبه الأعراض الشائعة للذبحة الصدرية، مثل:
- وجع في القلب يبدو على هيئة ألم في الصدر.
- انقطاع في النفس.
- عدم انتظام في نبضات القلب.
وهي أعراض تظهر نتيجة تضخم جزء معين من القلب بينما تواصل باقي أجزاء القلب عملها كالمعتاد أو تزداد فيها شدة الانقباضات عن الوتيرة الطبيعية.
وإذا استمرت هذه الأعراض بالظهور أو إذا شعر المصاب بأنها لن تتوقف في أي وقت قريب، قد تكون هذه أعراض ذبحة صدرية وعلى الشخص التوجه فورًا إلى الطوارئ أو الاتصال بالطبيب.
ولكن غالبًا ما يشفى المصاب بعد عدة أيام أو أسابيع من حصول الظرف دون أي تدخل طبي.
أسباب وجع القلب
هناك العديد من الأسباب التي تقف خلف وجع القلب، ومنها:
1. الحوادث الأليمة
قد تصاب بمتلازمة القلب المكسور مع أنك شخص صحي، وذلك نتيجة تعرضك لإحدى التجارب المؤلمة التالية:
- سماع خبر وفاة شخص عزيز على قلبك.
- ترقب سماع نتيجة فحص لمرض خطير أو عودة نتيجة الفحص إيجابية.
- التعرض للعنف الأسري من الشريك أو آخرين في العائلة.
- التعرض لصدمة مفاجئة إيجابية أو سلبية مثل: خسارة كمية كبيرة من المال أو كسب كمية كبيرة من المال أو حفلة عيد ميلاد مفاجئة أو خسارة الشخص لعمله.
- الخوض في جدال ونقاشات حادة.
- التوتر الذي يسبق الحديث أمام جمهور.
- الطلاق أو الخيانة أو الانفصال عن الشريك بسبب انتهاء العلاقة أو لأمر عارض مثل اضطراره للسفر.
- أمور ترهق الشخص جسديًا، مثل: أزمة الربو، وحادث سيارة، وعملية جراحية ضخمة.
2- أدوية معينة
قد تسبب بعض الأدوية الإصابة بوجع القلب، مثل:
- دواء إيبنفراين (Epinephrine)، والذي يتم استعماله بالعادة لعلاج الحساسية الشديدة أو أزمة الربو الحادة.
- دواء دوليكستين (Duloxetine)، وهو دواء يأخذه المصابون بالسكري لعلاج مشاكل الأعصاب أو يستعمل لعلاج الاكتئاب.
- دواء فينلافسيكين (Venlafaxine)، وهو دواء للاكتئاب.
- دواء ليفوثيروكسين (Levothyroxine)، وهو دواء يتم وصفه للأشخاص الذين يعانون من خلل في وظائف الغدة الدرقية.
3- أسباب أخرى محتملة
لا زال السبب الجسدي الفعلي لوجع القلب أو متلازمة القلب المكسور مجهولًا للأطباء، وإن بقيت شكوكهم تحوم حول أسباب محتملة، مثل: تدفق هرمونات التوتر بكميات كبيرة الذي قد:
- تؤثر سلبًا على عمل عضلة القلب، فتلحق الضرر بعضلة القلب.
- تسبب تضيق بعض الشرايين الصغيرة أو الكبيرة فيه.
ولكن تبقى هذه الأسباب مجرد شكوك تفتقر لما يدعم صحتها طبيًا، ويبقى الاحتمال قائمًا أن ما يحدث سببه أمر مختلف تمامًا عن هذا كله لم يتم اكتشافه بعد.
الفرق بين وجع القلب والذبحة الصدرية
تتميز حالة وجع القلب عن الذبحة الصدرية بما يلي:
- الأعراض التي تتطور لدى المصاب بوجع القلب تظهر فجأة بعد الحادث المثير للتوتر.
- فحوصات نشاط القلب مثل تخطيط كهربية القلب - EKG تظهر نتيجة مختلفة.
- فحوصات الدم لا تظهر أي أثر لخلل في وظائف القلب.
- لا تظهر الفحوصات أي انسداد في شرايين القلب.
- إظهار الفحوصات لتضخم في جزء معين من القلب وبالتحديد في البطين الأيسر.
- فترة الشفاء من وجع القلب تكون سريعة، قد تأخذ أيامًا أو أسابيع لا أكثر.
عوامل الخطر
هناك العديد من العوامل المعروفة والتي قد تجعلك عرضة لوجع القلب أكثر من غيرك، نذكر منها:
- الجنس: حالة وجع القلب بالعادة تصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال.
- العمر: معظم من يصابون بهذه الحالة هم أشخاص أكبر من سن 50 عامًا.
- تاريخ مرضي يشمل أمراضًا عصبية: مثل من تعرضوا لإصابة في الرأس أو المصابين بمرض يجعلهم عرضة لنوبات وتشنجات.
- وجود مرض نفسي في تاريخ المصاب: أو إصابته به في الوقت الحالي، فإذا كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب مثلًا، فإن احتمال إصابتك بوجع في القلب أكبر.
هل يمكن لوجع القلب أن يقتلك؟
في حالات نادرة تتسبب متلازمة القلب المكسور للشخص بالوفاة، ولكن أغلبية المصابين بها في العادة يتعافون منها خلال أيام دون أي أعراض أو تأثيرات طويلة المدى على صحتهم.
ومع ذلك، قد يتسبب وجع القلب ببعض المضاعفات الصحية مثل:
- سوائل في الرئتين نتيجة تطور ما يسمى بوذمة الرئة.
- هبوط الضغط.
- خلل في نبض القلب.
- فشل في وظائف القلب.
وقد تتكرر إصابتك بمتلازمة القلب المكسور في حال حصول حدث آخر مؤرق ومثير للقلق والتوتر، ولكن احتمال تكرار الإصابة بها مرتين لذات الشخص يعتبر ضئيل إلى معدوم.
التشخيص والعلاج
ليس هناك علاج واضح لوجع القلب، فغالبًا يتم التعامل مع الأعراض على أنها أعراض ذبحة صدرية إلى أن يتوصل الأطباء إلى التشخيص الصحيح بعد إجراء الفحوصات اللازمة.
وعندما يتأكد الطبيب من أن الشخص مصاب بوجع القلب، يقوم بوصف أدوية يأخذها المريض أثناء بقائه في المستشفى تحت الرقابة الطبية، مثل مدرات البول، وحاصرات بيتا، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسن، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.
ويشفى المعظم من هذه الحالة بعد فترة تقارب الشهر غالبًا، ولكن قد يحتاج المريض للاستمرار بأخذ أدويته لفترة تتراوح بين 3-6 أشهر حسب تعليمات الطبيب.
أما العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها في حال حصول ذبحة صدرية فهي ليست ناجحة هنا، لأنها تحاول علاج سبب ليس من مسببات القلب المكسور وهو انسداد الشرايين أو تضيقها.