وجع رأس المعدة

كتابة:
وجع رأس المعدة

ما هو وجع رأس المعدة؟

هل سبق وأخبرك أحدهم بأنّه يُعاني من ألم مُزعج في مُنتصف صدره؟ إلا أنّه حين يُشير للألم تجده يضع يده بالضبط في مُنتصف المنطقة الواقعة أعلى بطنه، هذا ما يُعرف بوجع رأس المعدة (Epigastric pain)، الذي يرتبط ببعض الأسباب الشائعة والمُنتشرة للغاية، بعضها ناجم عن مُشكلات موضعيّة،لا تتعدّى كونها توعّكًا بسيطًا وعابرًا في المعدة لا يستدعي القلق، وبعضها قد يكون في أماكن أُخرى في الجسم، كما قد يكون في بعض الأحيان دلالة على وجود مُشكلة تتطلّب الرعاية الطبيّة السريعة، فما هي هذه الأسباب؟ ومتى يكون وجع رأس المعدة أمرًا خطيرًا؟[١]


ما الأسباب التي تؤدي لوجع رأس المعدة؟

تتفاوت الأمراض والاضطرابات المُرتبطة بالشعور بألم في رأس المعدة، والطبيب فقط هو المسؤول عن حصر الأسباب المُحتملة وتشخيص سبب الألم لدى كلّ حالة على حدة، وفيما يأتي ذكرٍ لبعض من هذه الأسباب:[٢]


  • عُسر الهضم، الناجم عن تناول أطعمة مُعيّنة قد تبدو ثقيلة أو غير مُناسبة لبعض الأفراد، إذ يتسبّب ذلك في الشعور بألم في رأس المعدة، بالتزامن مع الأعراض الآتية:
    • الشعور بالغثيان.
    • كثرة التجشّؤ.
    • انتفاخ البطن.
    • الشعور بالضغط في البطن بسبب الغازات.
    • الشعور بالشبع حتّى بعد تناول كميات قليلة من الطعام.


  • حرقة المعدة، الناجمة عن ارتفاع الأحماض من المعدة نحو المريء، ونتيجة لذلك، فإنّ الشعور بحرقة عادًة ما تزيد عند الاستلقاء، أو بعد تناول الطعام.


  • الإفراط في تناول الطعام، واستهلاك كميات كبيرة منه في وجبة واحدة، مما يتسبّب في زيادة حجم المعدة عن الحدّ الطبيعيّ وضغطها على الرئتين والأعضاء المُجاورة، كما أن الإفراط في تناول الطعام قد يؤدي إلى ارتجاع حمض المعدة ومحتوياتها إلى المريء، مما قد يساهم في حدوث هذا الألم، بالإضافة إلى ذلك، إن الأشخاص المُصابين باضطرابات الطعام قد يعانون من ألم في رأس المعدة؛ نتيجة للتقيؤ المتكرر بعد الأكل.


  • الارتداد المعديّ المريئيّ (GERD)، وهو عودة مكوّنات المعدة وأحماضها نحو المريء، ما يتسبّب بالألم في الصدر، وألم والتهاب في الحلق، بالتزامن مع الأعراض الآتية:
    • عُسر الهضم.
    • حرقة المعدة.
    • السعال المُستمرّ.
    • الشعور بوجود طعم حامض في الفم.
    • الشعور بوجود كُتلة ما في الحلق.


  • عدم تحمّل اللاكتوز (Lactose intolerance)، وهي حالة تحدث بسبب نقص الأنزيم الهاضم لسكّر اللاكتوز، الذي يتواجد في مُعظم مُنتجات ومُشتقات الألبان، وبسبب عدم قدرة الجسم على هضم هذه المادة قد يشعر الأفراد بألم في رأس المعدة، بالتزامن مع الأعراض الآتية:
    • الشعور بالغثيان والتقيّؤ.
    • الإسهال.
    • انتفاخ البطن.
    • الشعور بالضغط في البطن بسبب الغازات.
    • ألم في المعدة.


  • التهاب بطانة المعدة، الناجم عن الإصابة بإحدى أمراض المناعة، أو عدوى بكتيريّة، أو تعرّض المعدة لتلف مُعيّن أو ضرر مُتكرّر، وسواء أكان الالتهاب عارِضًا أم مُزمنًا فقد ينجم عنه ألم في رأس المعدة، بالتزامن مع الأعراض الآتية:
    • الشعور بعدم الراحة أو الألم أعلى البطن وفي الصدر.
    • تغيّر لون البُراز للأسود.
    • الشعور بالغثيان.
    • التقيّؤ المصحوب بالدم، أو مُلاحظة احتوائه على ما يُشبه تثل القهوة.


  • القرحة الهضميّة، وهو تضرّر أو تلف بطانة المعدة أو الجدار الداخليّ للأمعاء الدقيقة؛ نتيجة الإصابة بالتهاب بكتيريّ، أو لفرط استعمال بعض العلاجات والأدوية، وبالأخصّ مُضادات الالتهاب اللاستيرويديّة (NSAID) المُستخدمة للتخفيف من الآلام المُختلفة، وبالإضافة للشعور بألم رأس المعدة ينجم عن الإصابة بالقرحة كلّ من الأعراض الآتية:
    • الشعور بالغثيان والتقيّؤ.
    • وجود علامات على حصول نزف؛ مثل الشعور بالتعب والإرهاق، وقصور النفس، وشحوب الوجه.
    • ألم في المعدة، يُلاحظ زيادته أو نقصانه عند تناول الطعام.


  • وجع رأس المعدة خلال فترة الحمل، ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة لعدّة أسباب، إذ يرتبط ألم رأس المعدة بالتغيّرات الهرمونيّة التي تحدث أثناء الحمل، بالإضافة لدور حجم الجنين في الضغط على أعضاء جسم الأمّ الموجودة في البطن، حتّى أنّ كثرة تعرّض بعض الحوامل لحرقة المعدة ترفع من احتماليّة إصابتهنّ بألم في رأس المعدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الألم يكون خفيف الشدة، ويجب الانتباه ومُراجعة الطبيب في حال زيادته؛ إذ إنّ ذلك قد يكون من الدلالات على الإصابة بما قبل تسمّم الحمل، الذي يتطلّب المُتابعة والمُراقبة وبعض الفحوصات.



كيف يمكن التعامل مع وجع رأس المعدة؟

في البداية، تجدر الإشارة إلى وجع رأس المعدة العرضي لا يشكل مصدرًا للقلق في العادة، ويمكن علاجه منزليًا، ولكن في حال كان الألم شديدًا أو مستمرًا، أي أنه يستمر لأكثر من بضعة أيام أو يحدث أكثر من مرتين في الأسبوع بانتظام، فقد يشكل مصدرًا للقلق، ويتطلب مراجعة الطبيب لتحديد سبب حدوثه والعلاج المناسب، وعمومًا يُمكن التخفيف من شدّة وجع رأس المعدة بعدّة خطوات بسيطة، تعتمد على الأسباب التي قد تكون وراء الإصابة به، وفيما يأتي ذكر لبعضٍ منها:[١]


  • تجنّب الأطعمة التي تُسبّب غازات البطن.
  • تقليل كمية الطعام المٌتناولة خلال الوجبة الواحدة، وتوزيع الوجبات على حصص صغيرة خلال اليوم، بدلًا من وجبة واحدة كبيرة.
  • استشارة الطبيب في حال الشكّ بأنّ أحد العلاجات أو الأدوية التي يتناولها الفرد هي السبب في وجع رأس معدته، ومُناقشته حول إمكانيّة إيقافه أو استبداله بنوع آخر أكثر أمانًا على المعدة.
  • تناول الأدوية المُضادّة للحموضة، التي يُمكن شراؤها دون الحاجة لوصفة طبيّة، في حال كان الفرد يُعاني من حرقة المعدة أو ارتداد أحماضها نحو المريء.



هل يشير وجع رأس المعدة لحالات خطيرة؟

غالبية الحالات السابق ذكرها تُعدّ من حالات وجع رأس المعدة التي يُمكن السيطرة عليها والتعامل معها دون أن تُهدّد صحّة المُصاب أو حياته، ولكن في حالات أُخرى؛ قد يكون ألم رأس المعدة إشارة على وجود مُشكلة خطيرة تتطلّب التدخل الطبيّ العاجل، وذلك في حال كان ناجمًا عن الذبحة الصدريّة، وهي ألم الصدر الناجم عن نقص تزويد القلب بالأكسجين أو الإصابة بالجلطة القلبية.[٣]


لذلك، فإنّ الشعور بألم رأس المعدة بالتزامن مع ظهور أيّ من الأعراض الآتي ذكرها عادًة ما يُشير إلى وجود مُشكلة خطيرة تستدعي التدخّل الطبيّ الفوريّ:[١]

  • السعال المصحوب بالدم.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • صعوبة البلع.
  • صعوبة التنفس.
  • ظهور الدم في البراز.
  • الشعور بضغط قويّ في الصدر.
  • استمرار الغثيان أو التقيّؤ أو الإسهال لأكثر من 24 ساعة.
  • الشعور بالتعب الشديد أو فُقدان الوعي.



كيف يشخص الطبيب وجع رأس المعدة؟

تقتضي الخطوات التشخيصيّة التي يلجأ إليها الطبيب لحصر الأسباب المُحتملة لوجع رأس المعدة وتحديدها بالضبط القيام بعدّة فحوصات، منها:[٤]


  • فحص بطن المُصاب، ومعرفة ما إذا كان الألم يزداد باللمس أم لا، أو إن كان بطنه صلبًا على غير المُعتاد.
  • فحص الدم وتحليل البول، الذي يُساعد في تحديد ما إذا كان هنالك أيّ عدوى أو التهاب في الجسم.
  • صورة بالأشعّة السينيّة (X-ray)، التي تُظهر الكلى والمثانة وتُبيّن ما إن كان هنالك أيّ مُشكلات فيهم.
  • صورة للبطن باستخدام الموجات فوق الصوتية، للبحث عن مشاكل في المرارة.
  • فحص البُراز، الذي يُظهر وجود أيّ دم مُحتمل فيه.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Jon Johnson (2017-12-13), "Ten causes of epigastric pain", medicalnewstoday, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  2. Tim Jewell (2019-03-06), "Whats Causing My Epigastric Pain and How Can I Find Relief?", healthline, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  3. "Epigastric Pain", healthgrades, 2018-12-27, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  4. "Epigastric Pain", drugs, 2020-11-15, Retrieved 2020-12-03. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×