وحدة قياس سرعة السفن

كتابة:
وحدة قياس سرعة السفن

السفن

منذ فجر الحضارة الإنسانية كانت السفن وسيلةَ نقلٍ رئيسية ومهمة، وقد سُجل أول ظهور للسفن في التاريخ في الألفية الرابعة قبل الميلاد، وفي بلاد مصرَ تحديدًا حول نهر النيل، بتقنياتٍ بسيطة تطورت باتساع دائرة إبحارهم ؛ فازدادت معرفتهم باتجاهات الرياح وفنون الاشرعة وتصاميمها ليبدأ عصر الملاحة في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وبانتشار السفن واستخدامها وتعدد أنواعها صارَ إعدادُ الأساطيل البحرية الحربية أمرًا ضرويًا ، فازدادت أحجام السفن، ومقدرتها على الإبحار الطويل، وظهرت الحاجة لمصممين يحددون مواصفات السفن وحاجاتها بحسب الوظيفة، كما أن الحاجة لوحدة قياس سرعة السفن أصبحت مُلحة لما تتطلبهُ الملاحة من كفاءة و دقة وضبطٍ لأحوالها، وقد خُصص هذا المقال للحديث عن هذه الوحدةِ و نشوئها وتطورها.[١]

اعتماد العالم على النقل البحري

في الحديث عن وحدة قياس سرعة السفن لا بد من الاشارة الى أنّ 90% من إجمالي حجم التجارة العالمي ينقل عن طريق السفن في البحر، أي أنّ هذا القطاع وبالرغم من قدمه لا يزال في مقدمة وسائل النقل والشحن على الإطلاق، كما أنه أقلها تكلفة، مما يجعل الأسواق العالمية مفتوحة على بعضها البعض فتتوفر بذلك سلعٌ منوعةٌ بأسعارٍ جيدة، كما أنّ السفن بأنواعها المختلفة في عُرض البحر وفرت مساحاتٍ جديدة وآمنة للتجارب وبعض الصناعات إن تمّ التعامل معها بحذر، أي أن من واجب قوى التجارة العالمية الاستفادة من هذا القطاع دون المساس بسلامة البيئة البحرية وأن يطوروا تكنولوجيا تمكن السفن من قطع البحار والمحيطات دون ان تترك آثارًا ملوثة فيها أو في الجو، فالبيئة البحرية إن هي اختلت أثرت في كل بيئات الكوكب. [٢]

أنواع السفن

اتفق العالم على وحدة قياس سرعة السفن بعد اختلافٍ كبير، لكن أشكال وأحجام السفن لا زالت تتنوع حول العالم وبحسب وظائفها ومهامها وحتى طريقة عملها الميكانيكية ، وقد تُشهَرُ بعضُ الدول بأحد الأنواع تبعًا لنوع النشاط الذي يَغلُب عليها، وفيما يأتي ذكرٌ وتوضيحٌ لأشهر الأنواع المصنفة بحسب وظائفها:[٣]

  • سفن الخدمات: أو قوارب الخدمات وهي في المعظم جرارات أو سفن صغيرة نسبيًا، تستخدم لجر ومساعدة السفن الأخرى سواءًا في حالات الحوادث أو الإنشاءات البحرية، والحاجة منها هي فقط توفير قوة دفع أو سحب.
  • السفن متعددة الاستخدامات: مثل السفن المستخدمة في الابحاث العلمية أو الإنقاذ أو كاسحات الجليد، في الغالب تكثر عند الجهات الحكومية وأحجماها من متوسطة إلى صغيرة نظرًا لعدم وجود حمولة كبيرة، وغالبًا ما يتم تصفيحها وتجهيزها بالأدوات والمستلزمات اللازمة لوظيفتها.
  • السفن الصناعية: وهي السفن التي تتمثل مهامها بإجراء عمليات صناعية في البحر، مثل مصانع تعليب الأسماك ومصانع إنتاج ومعالجة النفط والسفن المخصصة لحرق النفايات الخطرة في عرض البحر، وتسهل معرفة هذا النوع من السفن من ملاحظة حجرة الحرق الكبيرة مع المدخنة.
  • سفن نقل الركاب: وهي أكثر الأنواع المألوفة، وتنقسمُ إلى قسمين يَخلط بينهما الكثير من الناس:
    • سفن الرحلات البحرية: وهي السفن المخصصة للرحلات البحرية سواءً كانت للترفيه أو السفر، وأيًا كانت مدتها، وقد شهد هذا النوع تطورًا كبيرًا للإضافات والعناصرالجمالية والترفيهية التي تزيد تجربة مستخدميها متعة وتسلية وراحة.
    • العبارات: وهي السفن المخصصة لنقل الركاب وحتى السيارات في الممرات والطرق المائية، وقد قلّت الحاجة لاستخدامها بازدياد أعداد الجسور.
  • سفن نقل البضائع: وهي السفن المخصصة لنقل حاويات البضائع بمختلف أنواعها ومحتوياتها، ويسهل التعرف على هذا النوع بملاحظة الحاوية الضخمة الملونة على متنها، وعادة ما تكون السفن مجهزة ومخصصة تبعًا لنوع البضائع التي تحملها.
  • سفن البضائع العامة: وهي سفن مخصصة لنقل شحنات البضائع التجارية الصغيرة، وقد تحمل السفينة حمولة من منتجات مختلفة، فمثلًا تستخدم لشحن البضائع المباعة عن بعد من مواقع التسوق الإلكتروني.

وحدة قياس سرعة السفن

اعتاد البحارة القدماء قياس مدى سرعة تحرك سفينتهم عن طريق إلقاء قطعة من الخشب أو أي جسم آخر قابل للطفو بجانب السفينة ثم حساب الوقت الذي انقضى قبل أن يجتاز مؤخرة السفينة، وكانت هذه الطريقة تعرف بالطريقة الهولندية، وبحلول أواخر القرن السادس عشر بدأت وحدة قياس سرعة السفن تتضح أكثر باستخدام البحارة لطريقة العقدة، وفي هذه الطريقة كانت تربط عُقدًا على طول الحبل، تفصل بينها مسافات ثابتة، وتلف على بكرةٍ تثبت على مؤخرة السفينة، في الطرف الآخر للحبل تثبت قطعة خشب دائرية –شريحة- ثم تقذف في البحر لتسحب الحبل من البكرة مع تقدم السفينة للأمام، في حين يتم جدولة المسافات الموجودة بين العقد مع الساعة الرملية، ليتمكنوا بالمحصلة من تعداد العقد وحساب المسافة المقطوعة ومن ثمة السرعة.[٤]

من هنا ظهر ما يعرف بالعقدة البحرية، والتي كان يصطلح على أنها تساوي ميلًا بحريًا؛ أي أن السفينة التي تسير بسرعة 5 عقد مثلًا تقطع 5 أميالٍ بحريةٍ في الساعة الواحد، ولكن الخلاف الذي امتد لعدة سنواتٍ كان يدور حول تحديد القيمة الدقيقة للميلِ البحري، إلى أن تم في عام 1929 الاتفاق على قيمته الحالية لمقدرة ب6076 قدم أي ما يساوي 1.852 كم لتصبح وحدة قياس سرعة السفن موحدة ومعروفة وشائعة حول العالم.[٥]

متوسط سرعة السفن

بتوحيد وحدة قياس سرعة السفن، صار من السهل تحديد بروتوكولٍ عالمي لمتطلبات سرعة كل نوعٍ منها، فتتفاوت سرعات السفن في قطعها للبحر تبعًا لوظيفتها ولنوعية الحمولة ولحجمها أيضًا، فمثلًا السفن التجارية الناقلة للبضائع لا بدّ أن تكون سريعة نظرًا لجداولها المزدحمة فتتراوح سرعات السفن الحاملة للمواد الجافة والمواد البترولية منها بين 13.5-15 عقدة، بينما تصل سرعة السفن الحاملة للمواد الغذائية القابلة للتلف ل22 عقدة، أما سفن الرحلات البحرية تقل سرعتها أو تزيد بحسب طبيعة الرحلة والأجواء. [٦]

المراجع

  1. "History Of Ships", www.britannica.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  2. "What is the importance of maritime shipping?", www.quora.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  3. "Types Of Ships", www.britannica.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. "Why is a ship’s speed measured in knots?", www.history.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  5. "Why is the speed of aircraft, ships, and submarines measured in knots instead of in mph or km/h?", www.quora.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  6. "Merchant Navy: What is the average speed of a ship?", www.quora.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
4455 مشاهدة
للأعلى للسفل
×