ورديات العمل الليلية ما تأثيرها على الصحة؟

كتابة:
ورديات العمل الليلية ما تأثيرها على الصحة؟

ورديات العمل الليلية

يعدّ رجال الشرطة، أو الممرضات، أو عمال المصانع، أو رجال الإطفاء من الأشخاص المعرّضين لاضطرابات النوم، إذ إنهم قد يعملون في وردياتٍ ليلية ودون انتظام بأوقات دوام محددة.

تمهِّد ورديات العمل الليلية المتواصلة الطريق نحو الإصابة باضطرابات تتعلّق بالنوم، وتهدد الموظف بمشكلات صحية، فما هو تأثير ورديات العمل الليلية على الصحة؟ وما هي أعراض الأمراض الناجمة عنها؟


ما تأثير ورديات العمل الليلية على الصحة؟

يواجه بعض الأشخاص مشكلات واضطرابات في النوم عند العمل ليلاً من حين لآخر، أو التناوب في ورديات العمل، أو العمل في أوقات غير اعتيادية كالعمل خارج الوقت المعتاد من الساعة 9 صباحًا وحتى 5 مساءً[١]، وبالتالي صعوبة في بقاء الشخص مستيقظًا في النهار، وشعوره بعدم الراحة باستمرار، وهو ما يُعرَف باضطراب النوم الناشئ عن العمل في ورديات ليلية.

عند العمل في الليل تحتاج الساعة الداخلية للجسم إلى إعادة ضبط للسماح بالنوم أثناء النهار، لكن في بعض الأحيان يصعب القيام بذلك[٢]، ممّا يُؤثر سلبًا على صحة الشخص، فيواجه صعوبة في التكيف مع ساعات العمل خلال المناوبة الليلية، وهي الفترة التي ينام فيها معظم الأشخاص، كما ينتج عن ذلك اختلال في ساعات الاستيقاظ العادية، كأن ينام العامل ساعات قليلة، أو تكون جودة النوم لديه سيئة، مما يؤدي إلى شعوره بالإرهاق والإجهاد[٣]، بالإضافة إلى أنها قد تؤثر على الصحة كالآتي:[٤]

  • زيادة تكرار الإصابة بالالتهابات والإنفلونزا ونزلات البرد، بسبب كثرة التوتر والقلق الناتج عن ورديات العمل الليلية[٥].
  • سرطان الثدي والبروستاتا.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول
  • عمل الجسم في الليل يؤدي لإفراز كميةٍ أقلّ من هرمون الميلاتونين، وهو الذي يتحكم بالنوم، ويلعب دورًا في الحفاظ على مناعة الجسم قوية، ويقلل فرص تشكّل الأورام[٥].
  • البدانة.
  • كثرة الحوادث عند القيادة بسبب النعاس أو النوم على عجلة القيادة.
  • تعاطي الأدوية غير المشروعة لتساعد على النوم.


ما أعراض الأمراض الناجمة عن ورديات العمل الليلية؟

تعدّ مجموعة الأمراض الناجمة عن العمل في ورديات ليلية حالة مزمنة أو طويلة الأمد، وغالبًا ما تؤثر أعراضها على الحياة اليومية، ومن هذه الأعراض ما يأتي[٦]:

  • النعاس المفرط، داخل وخارج العمل.
  • صعوبة في التركيز.
  • نقص في الطاقة وشعور بالخمول.
  • الأرق الذي يمنع الشخص من الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • الاكتئاب أو المزاج السيئ.
  • اضطرابٌ في العلاقات والتواصل الاجتماعي.


كيف أتخلص من اضطرابات النوم الناتجة عن ورديات العمل الليلية؟

تعديلات نمط الحياة

تحدث اضطرابات النوم عادةً لدى الأشخاص الذين يعملون طوال الليل، أو في الصباح الباكر، أو من لديهم ورديات متناوبة، مما يسبب شعورهم بالأرق والنعاس المفرط أثناء النهار ونقص الطاقة، وذلك لأن العمل في فترة الليل يمكن أن يؤثر على تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية للجسم التي تفرّق بين وقت النوم والاستيقاظ، لكن يمكن أن تساعد تعديلات نمط الحياة البسيطة في تخفيف هذه التأثيرات وتحسين نوعية النوم وأوقاته، ويمكن تفصيلها كالآتي[٧][٤]:

  • أخذ قيلولة قصيرة: يمكن أن يساعد أخذ قيلولة قصيرة في تحسين درجة اليقظة في العمل، بالإضافة إلى تقليل الشعور بالنعاس المفرط خلال النهار، إذ يمكن أن تمنح قيلولة لمدة 90 دقيقة قبل وردية العمل الليلية مباشرةً دفعة من الطاقة دون التأثير على النوم فيما بعد، أو يمكن الالتزام بأخذ القيلولة المقررة في عطلة نهاية الأسبوع أو أيام الراحة.
  • التغذية الجيدة والمناسبة: يمكن للتغذية الجيدة أن تقطع شوطًا طويلاً في تحسين مشكلات النوم، فأوقات الوجبات المنتظمة، تعدّ إشارات لساعة الجسم الداخلية بأنه حان الوقت لبدء اليوم سواء في النهار أم في الليل، لذلك يجب الالتزام بتناول ثلاث وجبات بالإضافة إلى بعض الوجبات الخفيفة الصحية طوال ساعات الاستيقاظ من أجل الحفاظ على الجسم مليئًا بالطاقة، والابتعاد عن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، لأنّ ذلك سيؤدي إلى ارتفاع مستويات الطاقة ثم انخفاضها سريعًا، والحدّ من تناول الكافيين حتى أربع ساعات على الأقل قبل النوم.
  • تهيئة غرفة النوم لتكون مناسبةً للنوم: يمكن أن تحسن بيئة النوم الجيدة من جودة النوم، لذلك يمكن عزل الصوت في غرفة النوم لمنع الضوضاء الخارجية، والحفاظ على الهدوء أثناء ساعات النوم، كما يمكن ضبط درجة حرارة غرفة النوم على درجة حرارة باردة ومريحة، وتجنب تكديس الكثير من البطانيات التي يمكن أن تسبب استيقاظ الشخص بسبب التعرّق، كما سيساعد إيقاف تشغيل جميع الإلكترونيات قبل ساعةٍ من وقت النوم إلى خلق مساحةٍ مواتية للنوم.
  • تقليل فترات التعرّض لأشعة الشمس بعد انتهاء وردية العمل: لأن إضاءة الشمس القوية يمكن أن تحفّز اليقظة لدى الشخص، وتساعده على البقاء مستيقظًا.

العلاجات والإجراءات الطبية

يوجد أيضًا مجموعة متنوعة من الإجراءات والعلاجات الطبية التي قد تكون خيارات قابلة للتطبيق، ويمكن تطبيقها بعد مناقشة جميع الخيارات مع الطبيب ليحدد أيها أفضل للشخص، ولتفصيل هذه العلاجات التالي[٤]:

  • العلاج بالضوء الأبيض: هو نوع من الأضواء الاصطناعية المستخدمة خلال النهار، التي يُمكن أن تساعد إيقاعات الجسم اليومية على التكيف مع الانتقال في ساعات النوم والاستيقاظ.
  • أدوية النوم: قد يصف الطبيب للشخص نوعًا من الأدوية التي تساعده على النوم الأفضل، لكن يمكن أن تسبب هذه الأدوية أيضًا آثارًا جانبية خطيرة.
  • المكملات الغذائية: قد تكون المكمّلات الغذائية مثل الميلاتونين خيارًا أفضل لمن يحتاجون لأخذ نوع من العوامل المحفّزة للنوم، ويعدّ الميلاتونين طبيعيًا تمامًا، ولا يسبب الإدمان، ويمكن تناوله على المدى الطويل دون الآثار الجانبية المعروفة للأدوية الموصوفة، إذ يمكن تناول الميلاتونين قبل بضع ساعات من الاستعداد للنوم، ولكن يفضّل تناوله بعد استشارة الطبيب.


المراجع

  1. "What is shift work sleep disorder (SWSD)?", clevelandclinic, Retrieved 2/8/2020. Edited.
  2. "Shift Work Sleep Disorder", uwhealth, Retrieved 1/8/2020. Edited.
  3. "The risks of night work", apa, Retrieved 2/8/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Is Shift Work Sleep Disorder?", verywellhealth, Retrieved 2/8/2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Shift Work Sleep Disorder", myhealth, Retrieved 2/8/2020. Edited.
  6. "Shift Work Sleep Disorder", healthline, Retrieved 2/8/2020. Edited.
  7. "How to Prevent Shift Work Sleep Disorder", sleepfoundation, Retrieved 2/8/2020. Edited.
2159 مشاهدة
للأعلى للسفل
×