ورم الدماغ الكاذب

كتابة:
ورم الدماغ الكاذب

ما المقصود بورم الدماغ الكاذب؟

الدماغ هو أحد أكبر أعضاء الجسم وأكثرها تعقيدًا، إذ يتكون من أكثر من 100 مليار من الخلايا العصبية التي تتواصل في تريليونات من مواقع الاتصال تُسمى المشابك العصبية، ويتكون الدماغ من مجموعة من المناطق المتخصصة، بما في ذلك القشرة، وهي الطبقة الخارجية لخلايا الدماغ المسؤولة عن التفكير والحركات الطوعية، وجذع الدماغ الذي يقع بين الحبل الشوكي وبقية الدماغ، والذي يتحكم بالوظائف الأساسية مثل التنفس والنوم، والعقد القاعدية التي تنسق الرسائل بين العديد من مناطق الدماغ الأخرى، والمخيخ المسؤول عن التنسيق والتوازن.[١]

يحدث ورم الدماغ الكاذب (Pseudotumor cerebri) عندما يزداد الضغط داخل الجمجمة لأسباب غير معروفة، وتتشابه أعراضه مع أعراض ورم الدماغ، كما قد يؤدي ارتفاع الضغط داخل الجمجمة إلى تورم العصب البصري، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر.[٢]


ما هي أسباب الإصابة بورم الدماغ الكاذب؟

إن السبب الدقيق لحدوث ورم الدماغ الكاذب غير معروف، وقد يرتبط بوجود كمية كبيرة من السائل النخاعي الشوكي داخل الجمجمة، وهو السائل الذي يحمي الدماغ والنخاع الشوكي، ويُمتص هذا السائل عادةً إلى الدم، وقد تزداد مستوياته ويتراكم في الجمجمة عند عدم امتصاصه بالكامل، وهذا يزيد من الضغط في الدماغ، ويمكن أن تؤثر هذه الحالة على الأطفال والرجال وكبار السن، إلا أنها غالبًا ما تحدث عند النساء في سن الإنجاب ممن يعانين من السمنة.

كما توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوث ورم الماغ الكاذب، منها ما يأتي:[٣]

  • السمنة: إن السمنة من عوامل الخطر الرئيسة لحدوث ورم الدماغ الكاذب؛ إذ إن الخطر أعلى بما يقارب 20 مرةً عند النساء اللواتي يعانين من السمنة واللواتي تقل أعمارهن عن 44 عامًا مقارنةً بعامة السكان، كما أن الأطفال المصابين بالسمنة هم أيضًا في خطر، فقد أشار مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة إلى أنّ 79% من الأطفال الذين يعانون من متلازمة ورم الدماغ الكاذب الثانوية يعانون من زيادة الوزن أو السمنة،[٤] وترتبط السمنة المحيطية أو الدهون حول منتصف البطن بزيادة أكبر للخطر.
  • بعض الأدوية: قد يزيد استخدام بعض الأدوية من خطر حدوث ورم الدماغ الكاذب، منها ما يأتي:
    • حبوب منع الحمل.
    • الكميات الزائدة من فيتامين أ.
    • التتراسيكلين (tetracyclin)، وهو مضاد حيوي.
    • التوقف عن تناول الستيرويدات في بعض الحالات.
  • بعض الحالات الصحية: من الحالات الصحية التي قد ترتبط بورم الدماغ الكاذب ما يأتي:
    • أمراض الكلى.
    • التوقف عن التنفس أثناء النوم، وهو حالة تتمثل بالتنفس غير الطبيعي أثناء النوم وتتميز بمراحل من توقف التنفس موقتًا.
    • مرض أديسون، وهو اضطراب لا تُنتج فيه الغدد الكظرية كميةً كافيةً من هرموناتها.
    • مرض لايم، وهو مرض مزمن يشبه الإنفلونزا تسببه بكتيريا يحملها القرّاد.
  • العيوب الخَلقيّة: يمكن أن تؤدي بعض الحالات إلى تضييق الأوعية الدموية في الدماغ، وهذا قد يجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بورم الدماغ الكاذب؛ إذ إنّ الأوردة الضيقة تزيد من صعوبة مرور السوائل عبر الدماغ.


كيف يتم تشخيص ورم الدماغ الكاذب؟

لتشخيص ورم الدماغ الكاذب يسأل الطبيب عن الأعراض والتاريخ المرضي للمصاب، وأكبر دليل قد يساعده على التشخيص هو النظر إلى العصب البصري عن طريق أداة تسمى منظار العين؛ إذ قد يراه منتفخًا، كما قد يُجري واحدًا أو أكثر من الاختبارات الآتية:[٥]

  • البزل القَطني: خلاله يُدخل الطبيب إبرةً أسفل الظهر ويُزيل كميةً صغيرةً من السوائل من حول العمود الفقري، ويمكن لهذا الاختبار التأكد من زيادة الضغط داخل الجمجمة.
  • التصوير المقطعي المحوسب: هو أشعة سينية قوية تصنع صورًا تفصيليّةً للدماغ.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: هو إجراء يستخدم فيه مغناطيس قويّ وموجات راديو لإظهار زيادة الضغط أو النمو غير الطبيعي في الدماغ.
  • اختبارات الرؤية المنتظمة: فيها يتحقق طبيب العيون من وجود أي بقع عمياء في الرؤية أو تورم في العصب البصري في الجزء الخلفي من العين، وذلك من علامات ورم دماغ الكاذب.


هل يوجد علاج لورم الدماغ الكاذب؟

يكمن الهدف من علاج ورم الدماغ الكاذب في تخفيف الأعراض والحفاظ على البصر من أن يزداد سوءًا، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض التغيرات في نمط حياة المصاب للتخفيف من الأعراض، فعلى سبيل المثال قد يطلب من المصاب الذي يعاني من السمنة اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم لخسارة الوزن، وقد يوجهه في بعض الحالات إلى جراحة المعدة لخسارة الوزن، بالإضافة إلى ذلك تتضمن خيارات العلاج المتاحة ما يأتي:[٢]

  • الأدوية: من الأدوية المستخدمة لعلاج ورم الدماغ الكاذب ما يأتي:
    • أدوية المياه الزرقاء، مثل الأسيتازولاميد الذي قد يقلل من إنتاج السائل النخاعي، مما يساهم في تقليل الأعراض، وقد تسبب هذه الأدوية بعض الأعراض الجانبية، مثل: اضطراب المعدة، والإرهاق، والوخز في أصابع اليد والقدم والفم، وتشكل حصوات الكلى.
    • مدرات البول الأخرى، فإذا كان دواء الأسيتازولاميد وحده غير كافٍ فقد يتم الجمع بينه وبين مدر بول آخر في بعض الحالات؛ وذلك بهدف التقليل من احتباس السوائل عن طريق زيادة إخراج البول.
    • أدوية الصداع النصفي، يمكن أن تساعد هذه الأدوية أحيانًا في التخفيف من شدة الصداع الشديد الذي يترافق مع الورم الدماغ الكاذب.
  • الجراحة: عنما تسوء حالة الرؤية عند المصاب قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة؛ بهدف تقليل الضغط على العصب البصري أو تقليل الضغط في الجمجمة، ومن أنواع الجراحة المستخدمة في هذه الحالة ما يأتي:
    • عمل فتحات باستخدام غمد في العصب البصري، وهو إجراء يعمل خلاله الطبيب فتحات في الغشاء المحيط بالعصب البصري، مما يسمح للسائل بالخروج، وعادةً ما تتحسن الرؤية بعد هذا الإجراء، كما أن الأشخاص الذين يقومون به لعين واحدة غالبًا ما يشعرون بالتحسن في كلتا العينين، إلا أن هذه الجراحة ليست دائمًا ناجحةً وقد تزيد من مشكلات الرؤية في بعض الحالات.
    • تحويل السائل الشوكي، وهو نوع من الجراحة يُدخِل خلاله الطبيب أنبوبًا طويلًا ورفيعًا داخل الدماغ أو داخل النخاع الشوكي السفلي، وهذا يساعد في تصريف السائل الدماغي النخاعي الزائد، ويوضع الأنبوب أسفل الجلد، ويُستخدم هذا الإجراء في حال لم تُجدِ الأدوية نفعًا، وفي بعض الحالات قد يُسد هذا الأنبوب، وقد يحتاج المصاب إلى إجراء جراحي آخر، كما يمكن أن يؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات، مثل: الصداع بسبب انخفاض ضغط الدم، والعدوى.
    • وضع دعامات داخل التجويف الوريدي، وهو إجراء جديد ونادر الاستخدام، تُوضَع خلاله دعامة في أحد الأوردة الأكبر حجمًا داخل الرأس لزيادة تدفق الدم في المنطقة، إلا أنه توجد حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لتحديد مزايا هذا الإجراء وخاطره.


ما هي الأعراض المصاحبة لورم الدماغ الكاذب؟

تتضمن الأعراض التي تترافق مع ورم الدماغ الكاذب ما يأتي:[٦]

  • الصداع اليومي وغير المنتظم، الذي عادةً ما يصبح أسوأ في الصباح، كما قد يزداد سوءًا أثناء النشاط البدني، خاصةً عند شد عضلات المعدة أثناء السعال أو الإجهاد.
  • ألم الرقبة.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • الطنين في الأذنين.
  • الدوخة.
  • الرؤية المزدوجة.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • حدوث مشكلات أخرى في الرؤية، مثل: كثرة الومض، أو فقدان الرؤية.
  • الشعور بألم أسفل الظهر، وقد ينتقل على طول الساقين.


المراجع

  1. Carol DerSarkissian (18-5-2019), "Picture of the Brain"، webmd, Retrieved 28-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (11-9-2019), "Pseudotumor cerebri"، mayoclinic, Retrieved 28-5-2020. Edited.
  3. Amanda Delgado (4-5-2017), "Pseudotumor Cerebri"، healthline, Retrieved 28-5-2020. Edited.
  4. Grace l. Paley, Claire A. Sheldon, Evanette K. Burrows, Marianne R. Chilutti, Grant T. Liu, (13-11-2015), "Overweight and Obesity in Pediatric Secondary Pseudotumor Cerebri Syndrome", Am J Ophthalmol., Issue 159, Folder 2, Page 344-352. Edited.
  5. Whitney Seltman (6-9-2019), "What Is Pseudotumor Cerebri?"، webmd, Retrieved 28-5-2020. Edited.
  6. Alireza Minagar, MD, MBA (17-9-2019), "Pseudotumor cerebri syndrome"، medlineplus, Retrieved 28-5-2020. Edited.
2540 مشاهدة
للأعلى للسفل
×