محتويات
الورم الدموي تحت الجافية
يحدث الورم الدموي تحت الجافية عندما يحدث تمزق في الوريد أسفل الجمجمة ويبدأ بالنزف، ويتجمع الدم بين الدماغ والجمجمة، وعندما يملأ النزيف الفراغ أسفل الجمجمة بالدم يؤدّي الضغط المتزايد الذي يسبّبه النزيف إلى ظهور أعراض الورم الدموي تحت الجافية.
يحدث نزيف الورم الدموي تحت الجافية في إحدى طبقات الأنسجة بين الدّماغ والجمجمة التي تسمّى السحايا، والتي تليها الطبقة الخارجية المسماة بالجافية.
إذا استمرّ الضّغط على الدماغ فقد يؤدّي الورم الدموي تحت الجافية إلى مشكلات صحيّة طويلة الأمد أو حالات تهدّد الحياة، وفي أسوأ الحالات يمكن أن تؤدّي الأورام الدموية تحت الجافية غير المُعالَجة إلى فقدان الوعي أو الوفاة، وتحدث الأورام الدموية تحت الجافية نتيجةً لإصابات الرأس، وتحدّد شدّة الإصابة كيفيّة تصنيف الورم الدموي تحت الجافية.[١]
أنواع الورم الدموي تحت الجافية
ينقسم الورم الدموي تحت الجافية حسب شدّة الصّدمة المسبّبة للورم إلى نوعين، وهما: [٢]
الورم الدموي تحت الجافية الحاد
عند التعرّض لإصابة خطيرة في الدّماغ يمكن أن تُملَأ المنطقة الفارغة من الجمجمة بالدّم وتسبّب أعراضًا تهدد الحياة، وتسمّى هذه الحالة بالورم الدموي تحت الجافية الحادّ، ويعدّ الورم الدّموي تحت الجافية الحادّ النّوع الخطر من أورام تحت الجافية الدموية، وعادةً ما يحدث الورم تحت الجافية الحادّ نتيجةً للأسباب الآتية:
- حوادث السيارات.
- الضّربة على الرأس.
- السّقوط.
يتشكّل الورم الدموي تحت الجافية الحادّ بسرعة، وتظهر أعراضه على الفور، وفي ما يقارب 50-90% من الأشخاص الذين يصابون بالورم الدّموي تحت الجافية الحادّ يموتون نتيجة هذه الحالة أو نتيجة مضاعفاتها.
الورم الدموي تحت الجافية المزمن
عادةً ما تحدث الأورام الدّموية تحت الجافية المزمنة بسبب إصابة خفيفة أو متكرّرة في الرأس، وتعدّ هذه الإصابة شائعةً لدى كبار السّن، وقد يكون سبب ارتفاع معدل هذه الحالة لدى كبار السن عائد إلى تقلّص الدّماغ مع التقدّم بالعمر، ممّا يسبّب مساحةً إضافيّةً في الجمجمة، فيؤدّي بسهولة إلى تلف الأوردة عند الإصابة.
لا يمكن ملاحظة أعراض الأورام الدموية تحت الجافية المزمنة على الفور، وقد لا تظهر الأعراض لعدّة أسابيع، كما تعدّ الأورام الدموية تحت الجافية المزمنة أسهل في علاجها من الأورام الدموية تحت الجافية الحادّة، ومع ذلك قد تسبّب الأورام الدموية تحت الجافية المزمنة مضاعفاتٍ تهدّد الحياة.
أسباب الإصابة بالورم الدموي تحت الجافية
عادةً ما يكون سبب الورم الدموي تحت الجافية حدوث إصابة في الرّأس، مثل: حوادث السيارات، والسقوط، والاعتداء، إذ تسبّب الضّربة المفاجئة على الرأس تمزّق الأوعية الدموية الموجودة على طول سطح الدماغ.
يعدّ الأشخاص المصابون باضطرابات نزيف الدّم أو الذين يتعرّضون للعلاج بأدوية تزيد سيولة الدم أكثر عرضةً للإصابة بالورم الدموي تحت الجافية، كما يمكن أن تسبّب الإصابات الطفيفة الورم الدموي تحت الجافية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نزيف الدم.
قد يسبّب تمزق الأوردة الصغيرة على سطح الدماغ الورم الدموي تحت الجافية المزمن، ممّا يسبّب النزيف في الفراغ تحت الجافية، وقد لا تكون أعراض هذا الورم الدموي واضحةً لعدّة أيام أو أسابيع، ويعدّ كبار السن معرّضين للورم الدموي تحت الجافية المزمن بنسبة أكبر؛ لأنّ تقلّص الدّماغ مع التقدّم بالسّن يسبّب تمدّد الأوردة الصغيرة ويجعلها أكثر عرضةً للإصابة بالتمزقات.[٣]
أعراض الورم الدموي تحت الجافية
يمكن أن تختلف أعراض الورم الدموي تحت الجافية من شخص إلى آخر، وتشمل أعراضه الشائعة ما يأتي:[١]
- الصداع الشديد.
- تغيّر المزاج أو السلوك.
- نوبات التشنّج.
- الكلام غير المفهوم.
- فقدان الوعي.
- اللامبالاة.
- التعب.
- مشكلات الرؤية.
- الدوخة.
- التقيؤ.
- الارتباك.
مضاعفات الورم الدموي تحت الجافية
قد تحدث مضاعفات الأورام الدموية تحت الجافية بعد فترة وجيزة من الإصابة، أو بعد فترة طويلة عندما تكون الإصابة بالورم الدموي تحت الجافية المزمن، وتشمل مضاعفات الورم الدموي تحت الجافية ما يأتي:[٢]
- فتق الدّماغ الذي يسبب الضغط على الدّماغ، ويمكن أن يسبّب الغيبوبة أو الوفاة.
- نوبات الصرع.
- الضّعف أو الخدر الدائم في العضلات.
تعتمد شدّة المضاعفات على شدّة إصابة الدماغ، وقد تؤثّر المشكلات الصحية المزمنة التي يعاني منها المريض على مدى سوء مضاعفات الورم الدموي تحت الجافية المزمن أو الحادّ.
علاج الورم الدموي تحت الجافية
لا يمكن علاج الورم الدموي تحت الجافية إلّا بالتدخّل الجراحي، ويمكن أن يستخدم الطبيب إجراءً جراحيًّا يسمّى بضع القحف لإزالة الورم الدّموي تحت الجافية الكبير، ويستخدم هذا الإجراء عادةً لعلاج الورم الدموي تحت الجافية الحادّ، وفي هذا الإجراء يُزيل الطبيب جزءًا من الجمجمة من أجل الوصول إلى الجلطة أو الورم الدموي، ثمّ يستخدم الشفط لإزالة الورم.
يعدّ بضع القحف إجراءً ضروريًّا عند الإصابة بالورم الدموي تحت الجافية الحادّ، لكن يعدّ هذا الإجراء خطيرًا، إذ أظهرت الدراسات أن 18% من المرضى يتوفّون خلال 30 يومًا بعد الجراحة.
يمكن أن يُحدِث الجراح ثقبًا في الجمجمة لعلاج الورم الدموي تحت الجافية المزمن، أو لعلاج الورم الدموي تحت الجافية الحادّ الذي تكون فيه سماكة النزيف أقل من 1 سم، وتسحب الأورام الدموية باستخدام أنابيب مطاطية من الجمجمة، ويتحسن 80-90% من المرضى بعد هذا الإجراء.
قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للاختلاج لمنع الإصابة بنوبات التشنّج الناجمة عن الورم الدموي تحت الجافية، كما يمكن أن يصف الطبيب الأدوية لعلاج إصابة الدماغ، وغالبًا ما يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات للحدّ من التهاب الدماغ.[٢]
المراجع
- ^ أ ب Jenna Fletcher, "Subdural hematoma: What you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 21-6-2019.
- ^ أ ب ت April Kahn, "Subdural Hematoma"، healthline, Retrieved 21-6-2019.
- ↑ "Subdural Hematoma", webmd, Retrieved 21-6-2019.