وصايا الرسول محمد في شهر رمضان المبارك

كتابة:
وصايا الرسول محمد في شهر رمضان المبارك


وصايا الرسول محمد في شهر رمضان المبارك

التهنئة بقدوم رمضان

لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشّر أصحابه بقدوم شهر رمضان المبارك فيقول: (قدْ جاءَكُمْ شهرٌ مطهرٌ تفتحُ فيهِ أبوابُ الجنةِ وتغلُّ فيهِ الشياطينُ يعُدُّ المؤمنُ فيهِ العدُّةَ للصومِ والصلاةِ وهوَ نقمةٌ للفاجرِ يغتنمُ فِيها غفلاتِ الناسِ مَنْ حُرِمَ خيرَهُ فقدْ حُرِمَ)،[١] فشهر رمضان هو شهر فرحٍ وسرور للمسلمين، ويحرص كل مسلم على إتمام هذا الشهر بزيادة عباداته ودرجاته عند ربّه.[٢]


تعجيل الفطور وتأخير السحور

كان ممّا أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- تعجيل الفطور في رمضان عند غروب الشمس فقال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)،[٣] لذا كان تعجيل الفطور من السنة، والحكمة من تعجيل الفطر مخالفة أهل الكتاب في صيامهم فهم يؤخرون الإفطار.[٤]


والسحور يكون قبل الفجر، ومن السنة أن يتسحّر المسلم في رمضان ويؤخر سحوره فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما أخَّروا السَّحورَ وعجَّلوا الفِطرَ)،[٥] وقال: (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ برَكَةً)،[٦] ومن بركة السحور:[٧]

  • إنّ الأكل يعين الصائم ويقوّيه على الصيام في النهار والعبادة، فلا يتعب الصائم، ومن لا يتسحّر يجد مشقة كبيرة في الصيام أثناء النهار.
  • السحور يساعد الناس على الاستيقاظ في آخر الليل فيكون لهم هذا الوقت وفير للدعاء والاستغفار.
  • كما أنه يعينهم على الذهاب إلى صلاة الفجر جماعة، فيُلاحظ أن المصلين في رمضان وقت الفجر أكثر عدداً من باقي أيام السنة.


الإفطار على تمر

يُسنُّ للصائم أن يبدأ فطوره بالتمر أو الرّطب، فإن لم يجد تمراً فالماء، وذلك لما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا كان أحَدُكم صائمًا فليُفطِرْ على التَّمْرِ، فإنْ لم يجِدِ التَّمْرَ فعلى الماءِ؛ فإنَّ الماءَ طَهُورٌ)،[٨] وذلك لفائدة هي أن الصائم بعد صيامه طول النهار ينخفض لديه نسبة السكر والتمر يحتوي على السكر فيعوّض الصائم ما فقده.[٩]


قيام رمضان

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه)،[١٠] فكان النبي –صلى الله عليه وسلم يحثُّ على قيام الليل، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يكثرون من قيام الليل في رمضان، ويبتدئ الليل من المغرب حتى الفجر، ومن كان قواماً كتبه الله تعالى من الذاكرين.[١١]


الاعتكاف

الاعتكاف هو أن يلازم المسلم المسجد من غروب الشمس يوم عشرين من رمضان إلى غروب شمس آخر يوم في رمضان، فأفضل وقت للاعتكاف هو العشر الأخير من رمضان، وذلك لأسباب منها:[١٢]

  • إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، كما روي من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ).[١٣]
  • فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- دليل على حثّ الناس وتشجيعهم للاعتكاف اقتياداً به.
  • ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من رمضان، وهذه الليلة خير من ألف شهر، لذا في هذه الأيام يُكثر المسلم من عبادته رجاءً من الله تعالى أن يدرك هذه الليلة المباركة.

المراجع

  1. رواه ابن عدي، في الكامل في الضعفاء، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:254، أنكر على نعيم بن حماد.
  2. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 33. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1098 ، صحيح.
  4. عبد الله البسام، توضيح الأحكام من بلوغ المرام، صفحة 471. بتصرّف.
  5. رواه ابن الملقن، في شرح البخاري، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:136، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1923، صحيح.
  7. عبد الله البسام، توضيح الأحكام من بلوغ المرام، صفحة 473-475. بتصرّف.
  8. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن سلمان بن عامر الضبي، الصفحة أو الرقم:2355، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  9. أحمد حطيبة، الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 7. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:759، صحيح.
  11. أحمد حطيبة، الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 2. بتصرّف.
  12. سعيد القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 463-464. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2026، صحيح.
3572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×