وصف الأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج

كتابة:
وصف الأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج


تعريف الإسراء والمعراج

الإسراء لغة من السَّرى: وهو السير ليلاً، وأما اصطلاحاً: فهو رحلة أرضية تمت بقدرة الله -تعالى- لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى بيت المقدس في سرعة تتجاوز الخيال، حيث قُطعت مسافةُ أربعين يوماً في لحظات، وفي الآية الكريمة موضع التعجب من هذه الرحلة في قوله -تعالى-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[١] أما المعراج: فهو رحلة سماوية تمت بقدرة الله -تعالى- لرسوله من بيت المقدس إلى السماوات العلا ثم إلى سدرة المنتهى ثم اللقاء بالله -سبحانه وتعالى- ومن ثم الرجوع إلى المسجد الحرام في مكة، والمعراج هو الارتفاع والارتقاء من عالم الأرض إلى عالم السماء،[٢] والإسراء والمعراج إحدى معجزات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- العظيمة، وقد حدثت في السنة العاشرة للبعثة،[٣] وقيل حدثت بين السنة الحادية عشرة والثانية عشرة للبعثة.[٤]


وصف الأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج

التقى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج بجميع الأنبياء عليهم السلام، حيث صلى بهم إماماً في المسجد الأقصى، ثم التقى بعددٍ منهم في معراجه إلى السماء، وقد وصف بعضاً منهم،[٥] وقد اختلف العلماء في حقيقة اللقاء مع الأنبياء، هل كان لقاء أجساد وأرواح، أم لقاء أرواح فقط، على قولين، أما نبينا -صلى الله عليه وسلم- فقد سرى وعرج بجسده وروحه، والواجب على المسلم الإيمان بما جاء في السنة النبوية الصحيحة دون قياس على الحياة الدنيا، فإن حياة القبور مختلفة، ولا يعلم حقيقتها إلا الله -تعالى-،[٦] وفيما يأتي نذكر الأنبياء الذين ورد وصفهم في رحلة الإسراء والمعراج.


موسى -عليه السلام-

حيث التقى به النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد الأقصى، وفي السماء السادسة،[٧] ومما قال عنه -صلى الله عليه وسلم- في وصفه: (فإذا مُوسَى قائِمٌ يُصَلِّي، فإذا رَجُلٌ ضَرْبٌ، جَعْدٌ كَأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ)،[٨] فقد كان موسى عليه السلام رجلاً نحيفاً خفيف اللحم، ذا شعرٍ مجعدٍ ليس بمسترسل، طويلاً كأنه من قبيلة شنوءة اليمنية المشهورة بالطول،[٩] وجاء في روايةٍ أخرى: (وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ، جَسِيمٌ، سَبْطٌ، كَأنَّهُ مِن رِجَالِ الزُّطِّ)،[١٠] ومعنى هذا أن موسى -عليه السلام- كان ذا بشرة سمراء، طويلاً، يشبه رجال السودان.[١١]


عيسى -عليه السلام-

والتقى به النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد الأقصى، وفي السماء الثانية،[١٢] ومما جاء في وصفه: (وإذا عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ عليه السَّلامُ قائِمٌ يُصَلِّي، أقْرَبُ النَّاسِ به شَبَهًا عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ)،[٨] فقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن عيسى عليه السلام كان يشبهه الصحابي عروة بن مسعود الثقفي -رضي الله عنه-،[١٣] وفي روايةٍ أخرى: (فأمَّا عِيسَى فأحْمَرُ، جَعْدٌ، عَرِيضُ الصَّدْرِ)،[١٠] فقد كان أبيضاً فيه احمرار في البشرة، وشعره فيه انثناء،[١٤] وكان ذو جسمٍ ممتلئٍ قليلاً، معتدل الطول، مسترسل الشعر كما جاء في رواية أخرى: (ورَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَيَاضِ، سَبِطَ الرَّأْسِ).[١٥][١٦]


يوسف -عليه السلام-

وقد التقى به النبي -صلى الله عليه وسلم- في السماء الثالثة، ووصفه بقوله: (ثُمَّ عَرَجَ بي إلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَنَ أنْتَ؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بيُوسُفَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذا هو قدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ)،[١٧] أي أن يوسف عليه السلام بأنه كان شديد الجمال، وقد منحه الله -تعالى- نصف الجمال الذي خلقه، وقد جاء في روايةٍ عند البيهقي: (ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل عن الناس بًالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب. قلت: يا جبريل! من هذا؟ قال: هذا أخوك يوسف).[١٨][١٩]


إبراهيم -عليه السلام-

وقد التقى به النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد الأقصى، كما جاء في الحديث: (وإذا إبْراهِيمُ عليه السَّلامُ قائِمٌ يُصَلِّي، أشْبَهُ النَّاسِ به صاحِبُكُمْ، يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحانَتِ الصَّلاةُ فأمَمْتُهُمْ)،[٢٠] فقد كان إبراهيم عليه السلام يُشبهُ النبيَّ محمداً -صلى الله عليه وسلم-،[٢١] والتقى به في السماء السابعة، كما جاء في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ).[٢٢][٢٣]


المراجع

  1. سورة الإسراء، آية:1
  2. الشيخ أحمد أبو عيد، "الإسراء والمعراج.. دروس وعبر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  3. الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  4. "اختلف العلماء في حادثة الإسراء والمعراج متى كانت"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
  5. إسلام ويب، "قبسات من رحلة الإسراء والمعراج"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  6. الإسلام سؤال وجواب، "لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بإخوانه الأنبياء في بيت المقدس بأرواحهم دون أجسادهم"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  7. الإسلام سؤال وجواب، "لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بإخوانه الأنبياء في بيت المقدس بأرواحهم دون أجسادهم"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  8. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:172، حديث صحيح.
  9. الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  10. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:3438، حديث صحيح.
  11. الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  12. إسلام ويب، "قبسات من رحلة الإسراء والمعراج"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  13. الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  14. الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3293، حديث صحيح.
  16. الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، حديث صحيح.
  18. رواه البيهقي، في دلائل النبوة، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:390، حديث أمثل إسنادا.
  19. "ما معنى حديث: " أنّ يُوسُفَ قَدِ اُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ "؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:172، حديث صحيح.
  21. الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  22. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:162، حديث صحيح.
  23. "قبسات من رحلة الإسراء والمعراج"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
5350 مشاهدة
للأعلى للسفل
×