محتويات
الجنّة
أرسل الله تعالى الرسل -عليهم السلام- إلى الأمم والأقوام على مرّ التاريخ؛ فأرشد بهم الخلق إلى طريق الخير، وحذرهم من طريق الشرّ وعواقبه، وكان من عدل الله -سبحانه وتعالى- أنه جعل يومًا؛ ليحاسب فيه الناس، ويجازيهم على أعمالهم، وهذا اليوم هو يوم القيامة الذي يجمع الله به الناس جميعًا، فمن آمن وأحسن العمل في الدنيا؛ فمثواه الجنة، وله نعيمٌ دائمٌ فيها، وأمّا من كفر بالله تعالى ولم يحسن العمل في دنياه؛ فمصيره النار وله عذابٌ شديدٌ،[١] قال الله تعالى في كتابه الكريم: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)،[٢] والجنّة هي دار الثواب والنعيم المقيم التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين يوم القيامة؛ جزاءً بما عملوا من خيرٍ وإحسانٍ في الحياة الدنيا، فقال تعالى في كتابه الكريم: (وَعَدَ اللَّـهُ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ).[٣][٤]
وصف الجنة
أعدّ الله تعالى لعباده المؤمنين في الجنّة من النعيم ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ،[٥] وقد أوردت جملةٌ من نصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة أوصافًا عديدةً للجنّة، منها ما يلي:
- في الجنّة عدَّة درجاتٍ ومنازل يرتقي المسلم فيها حسب إيمانه وأعماله، وفيها مائة درجةٍ، أعلاها منزلة الفردوس الأعلى ويحفّها من فوقها عرش الرحمن.[٦]
- عرض الجنّة كعرض السماوات والأرض، وفيها ما لذّ وطاب من المتاع والنّعم التي يشتهيها الإنسان.[٧]
- للجنة ثمانيةُ أبواب، يدخلها المؤمنون، ومن هذه الأبواب باب الريان الذي لا يدخله إلّا الصائمون.[٨]
- قصور الجنّة مبنيَّةٌ من لبناتٍ من الذهب والفضّة، واللبنة هي الحجر الأساس في البناء.[٥]
- يأكل أهل الجنة فيها كلّ ما تشتهيه أنفسهم من الطعام والشراب وبقدر ما يريدون.[٩]
- في الجنَّة شجرٌ من جميع الأنواع والأشكال التي لا يعلمها إلّا الله تعالى.[٥]
- تجري في الجنّة أنهارٌ وعيونٌ، ومن هذه الأنهار:
- نهر الكوثر: وهو نهرٌ أُعطيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، يشرب منه المسلمون يوم القيامة شربةً من يديّ النبيّ الطاهرتيّن، فلا يظمأون بعدها أبدًا.[١٠]
- نهر البيدخ: وهو نهرٌ مخصَّصٌ للشهداء يغمسون به؛ فيخرجون كالقمر في ليلة البدر، ويتخلّصون من كلّ أذى لحق بهم في الدنيا.[١١]
- عين سلسبيل: هو ماءٌ عذبٌ ممزوجٌ بالزنجبيل يوزع على أهل الجنّة في كؤوسٍ من فضَّةٍ وذهبٍ.[١٢]
أهل الجنّة
وصف الله تعالى أهل الجنّة بالعديد من الصفات، ومنها:[١٣]
- المتقون: وهم الذين يخافون الله تعالى ويستشعرون مراقبته لهم في جميع الأحوال والأوقات؛ فيمتنعون عن فعل المعاصي والأعمال القبيحة.
- الصادقون: وهم الصادقون بأفعالهم وأقوالهم، الذين صدقوا الله تعالى رسوله والناس؛ فيفعلون ما يقولون.
- الطائعون: الذين يفعلون كلّ ما يأمرهم به الله تعالى من الأعمال الحسنة، ويجتنبون كلّ ما نهاهم عنه من الأعمال السيئة في الدنيا.
- التائبون: هم الذين يطلبون المغفرة من الله تعالى ويستغفرونه عند وقوعهم في الزلات وارتكابهم للذنوب.
المراجع
- ↑ "وصف الجنة"، شبكة ألوكة. بتصرّف.
- ↑ سورة التغابن، آية:9
- ↑ سورة التوبة، آية:72
- ↑ "معنى-الجنة-لغة-واصطلاحا"، اسلام ويب. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "مساكن الآخرة والطريق إليها"، شبكة ألوكة. بتصرّف.
- ↑ "درجات-الجنة"، اسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ "وصف-الجنة"، اسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ [التويجري، محمد بن إبراهيم]، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 128. بتصرّف.
- ↑ [نبيل العوضي]، دروس للشيخ نبيل العوضي، صفحة 7-8. بتصرّف.
- ↑ "حوض-الكوثر-ونهر-الكوثر"، الاسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
- ↑ [ابن كثير]، كتاب النهاية في الفتن والملاحم، صفحة 296-297. بتصرّف.
- ↑ [السمعاني، أبو المظفر]، كتاب تفسير السمعاني، صفحة 119. بتصرّف.
- ↑ "أهل الجنة"، شبكة ألوكة. بتصرّف.
