وصف جمال سيدنا يوسف

كتابة:
وصف جمال سيدنا يوسف

وصف جمال سيدنا يوسف

ما هي صفات جمال سيدنا يوسف؟

لقد ذكر أهل العلم والمفسرين أنَّ يوسف -عليه السلام- قد حاز على نصف الحسن فهو أجمل إنسان وأعطي باقي البشر نصف الحسن الآخر فهو مقسمٌ بينهم، إلا آدم -عليه السلام- فقد كان أجمل منه، وتنوع جماله ما بين خَلقيٍّ وخُلُقي:[١]


جمال سيدنا يوسف الخُلُقي

لقد كانت أخلاق يوسف -عليه السلام- من أعظم الأخلاق؛ إذ هو رجلٌ لا يحقد على من ظلمه، ويترفع عن إلحاق الأذى بإخوته بعد كل العذابات التي ألحقوها به، ومن ثم يكون بعد ذلك عبدًا مملوكًا يباع ويشترى في سوق النخاسة، ولكنَّه مع ذلك لم يحاسبهم بل قال لا تثريب عليكم اليوم، إنَّ تلك النفس السمحة هي من أخلاق الأنبياء، فعاش سليم الصَّدر لا يحقد على أحد، بل كان يستقبل آلامه باطمئنان ولم يكن السجن له إلا روضة يدعو بها إلى دين ربه جلَّ وعلا.[٢]


لقد عاش يوسف -عليه السلام- في مدرسة أبيه يعقوب عليه السلام، فكان طيّب النفس عفيفًا طاهرًا لا يميل إلى الرذيلة ولا يلتفت إليها، مع أنَّ أسباب الرذيلة قد توفرت لديه، فهو شابُ قد بلغ ما يبلغه الرجال من قوة الشباب ممّا يساعده على ذلك، وامرأة العزيز قد تزينت له وغلّقت الأبواب، فإذا به في مكانٍ مغلقٍ مع امرأةٍ ذات حسنٍ وجمال، ولكنَّه تعفف عنها في سبيل ربه -جلَّ وعلا- واستعاذ بالله لأنّ سيّده العزيز قد أحسن مثواه ورفع مكانته فكيف ليوسف -عليه السلام- أن يدنّس تلك المكانة.[٣]


إنَّ تلك الأخلاق التي قد تحلى بها يوسف -عليه السلم- صارت جزءًا منه، وتلك الأخلاق لا يقدر عليها إلا من علم أنَّه عائدٌ إلى ربِّه فاستراح من همِّ الدنيا وارتفعت روحه إلى بارئها تستقي الطهر والعفاف.[٢]


جمال سيدنا يوسف الخَلْقي

لقد ظهرت صفات جمال سيدنا يوسف على العامة بعد أن افتتنت به امرأة العزيز، فلمَّا أمرته بالخروج على نساء المدينة اللاتي جمعتهنَّ عندها وخرج عليهنَّ قطعنَ إيديهنَّ من شدة جماله، وقلن إنّ هذا ليس بشرًا حاشا لله، فلم تشعر نساء مصر بتقطيع أيديهنَّ ومع أن ذلك الألم شديد، لكنَّ جمال يوسف أبهر الأبصار وأخذ بالألباب، وبذلك بيَّنت امرأة العزيز أنَّها لم تكن مختارةً عندما طلبت المعاشرة منه بل سُلِّط عليها جماله حتى مالت كل الميل إليه.[٤]


وأمَّا عن وصف جمال سيدنا يوسف الخَلْقي بصفاتٍ معروفة فلم يتمَّ الوقوف على ذلك بشيءٍ من الكتاب والسنة، إلّا اللهمّ ما قاله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: "أُعطِيَ يوسفُ شَطرَ الحُسنِ"،[٥] ولكنَّ كعب الأحبار قد وصفه وصفًا جميلًا تميل النفوس إليه، ويذكُر أنَّه قد ورث ذلك الجمال عن جدته سارة التي أعطيت سدسه، وقيل إنَّه يشبه آدم -عليه السلام- عندما خلقه الله -تعالى- ونفخ فيه من روحه قبل أن يرتكب المعصية، وفي وصف كعب الأحبار إجابةٌ عن سؤال كيف كان جمال سيدنا يوسف وهل حقًّا أعطي يوسف -عليه السلام- شطر الجمال:[٦]

  • أجعد الشعر وهي من صفات الملاحة عامَّةً.
  • أخمص البطن وصغير السرة.
  • ضخم العينين.
  • مستوي الخلق.
  • ممتلئ السَّاقين والعضدين والسَّاعدين.
  • حسن الخلقة كأنَّه ضوء النهار عند الليل.
  • يُرى النور من ضواحكه عند ابتسامه.
  • يُرى في كلامه شعاع من نور.


هل سيدنا يوسف أجمل من سيدنا محمد؟

قد يتبادر إلى الذهن بعض الأسئلة مثل هل سيدنا يوسف أجمل من سيدنا محمد؟ هل أُعطي يوسف عليه السلام نصف جمال الكرة الأرضية؟ وكيف كان جمال سيدنا يوسف عليه السلام وللإجابة عن ذلك جميعه لا بدَّ من الرجوع إلى الكتاب والسنة، يمكن القول إنَّ الله -تعالى- قد أعطى يوسف نصف جمال الكون، ولم يبعث الله نبيًا إلا كان حسن الصوت والصورة، وقد ذكر في القرآن الكريم افتتان امرأة العزيز بيوسف -عليه السلام- بسبب جماله وحسن هيئته.[٧]


أمَّا رسول الله -صلى الله -عليه وسلم- فقد أعطي حسن الوجه كلّه إن كان يوسف قد أعطي شطره، وخاصة أنه لم يرد تحديدُ لجمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك يبين أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أجمل من سيدنا يوسف عليه السلام،[٧] وقد ذكر أهل العلم أنه لم يستطع كبار صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يصفوه لمن بعدهم بل من وصفه هم صغار الصحابة؛ لشدة هيبته التي ألبسه الله إياها، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- هو وحده من نال شرف الكمال بين كل العالمين خَلقًا وخُلُقًا.[٨]


وقد ستر الله جمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الأعين؛ لأنَّه لو برز لما طاقت العيون أن تنظر إليه ولم تستطع ذلك، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[٩]


حكم الدعاء بزوج بجمال سيدنا يوسف عليه السلام

قد تميل بعض الفتيات إلى الدعاء بزوجٍ جميل كجمال يوسف -عليه السلام- وجمال يوسف هو جمالُ نادر؛ لأنَّه أعطي شطر الحسن من الجمال وباقي الخلق أعطوا شطرًا، فلو دعت المرأة برجلٍ بجماله لخشي أن يكون ذلك اعتداءُ بالدعاء، ولكن للمرأة أن تدعو بما شاءت مثل أن يبعث الله لها برجلٍ جميلٍ تقيٍّ حسن الخلق تأنس إليه ويأنس إليها.[١٠]


ولا مانع من الدعاء برجلٍ حسن الصورة لكن على المرأة ألّا تغفل عن صفات يوسف الخُلُقية التي يجب أن يتأثر بها المسلمون، فيجب عليهم أن يعملوا على الاقتداء بنبي الله يوسف -عليه السلام- من ناحية نشره للدعوة والتمسك بالتوحيد رغم كل العوائق التي قد تعترض المسلم في حياته، قال تعالى في سورة الأنعام: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}،[١١] والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[١٢]

المراجع

  1. ياسر برهامي، دروس للشيخ ياسر برهامي، صفحة 12. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 9. بتصرّف.
  3. أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 244. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط مجمع البحوث، صفحة 316. بتصرّف.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1173، حديث صحيح.
  6. الثعلبي، تفسير الثعلبي الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 204. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 580. بتصرّف.
  8. حسين حسينى معدى، كتاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عيون غربية منصفة، صفحة 235. بتصرّف.
  9. ابن حجر الهيتمي، كتاب أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل [ابن حجر الهيتمي]، صفحة 301. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 292. بتصرّف.
  11. سورة الأنعام، آية:90
  12. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1247. بتصرّف.
3958 مشاهدة
للأعلى للسفل
×