مدينة دمشق
مدينة دمشق هي عاصمةُ الجمهورية العربية السورية، والوجه التاريخي لها. وتمتد جذورها التاريخية إلى تاريخ موغل في القدم، يجعلها بذلك من أقدم العواصم المأهولة في العالم. واسم (دمشق) ذو أصولٍ آشوريّةٍ قديمةٍ، ويعني الأرض العامرة والزّاهِرة، دَلالةً على جمال طبيعتها وتضاريسها الخلّابة، ويُقال بأنها سُميت (شام) نسبةً إلى سام بن نوح عليه السلام، وقد سُميت أيضاً بالعديد من الأسماء، أهمها: حبر، ودُرّة الشرق، وشام شريف، وشامة الدنيا، وإرم ذات العماد، والفيحاء، ودامسكا، والدار المسقية، ومدينة الياسمين.[١]
تاريخ المدينة
تُعتبر مدينة دمشق واحدةً من أقدم المدن والعواصم في العديد من الحضارات على مر التاريخ. ويُرجِح المؤرِّخون أن تاريخ المدينة يعود إلى ما قبل الألف السابع قبل الميلاد، وقد تم العثور على بعض الحفريات في منطقة تل الرماد، ودلّت هذه الحفريات أن تاريخ المدينة يعود إلى تسع آلاف سنة قبل الميلاد. وقد بدأ ازدهار المدينة في عصر الأُمويّين، حيث أصبحت في تلك الفترة مركزاً للدولة الإسلامية، ومن ثم حكمها العباسيون، والفاطميون، وتلاهم السلاجقة، والأيوبيون، ثم دخلها الأتراك والألمان خلال فترة الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، حيث اتخذوها قاعدةً لتحركاتهم العسكرية، لكن قُوّات الثورة السورية تمكّنت بمساعدة القواعد الإنجليزية من السيطرة على المدينة، وفي عام 1920م أصبحت مدينة دمشق عاصمة الحكومة العربية المستقلة التي قادها الملك فيصل الأول، لكن سُرعان ما سيطرت عليها القوات الفرنسية، واستمرّت على هذا الحال إلى أن نالت سوريا الاستقلال في عام 1946م.[١]
ومنذ ذلك الوقت، حظيت مدينة دمشق بحالة من الازدهار والاكتظاظ السكاني، واحتلت مع مرور الوقت مكانة مرموقة ومتميّزة في مختلف المجالات، سواء كانت السياسية، أو العلمية، أو الفنية، أو الثقافيّة، أو غيرها من المجالات.[١]
الموقع الجغرافي
تقع مدينة دمشق في الجزء الجنوبي الغربي من الجمهورية السوريّة، ويحد المدينة من جهة الجنوب سهول حوران وبعض المرتفعات البركانية، ومن الجانب الشرقي والغربي سلاسل جبال القلمون والحدود الشرقية من لبنان، ومن الشرق تحدها البادية السورية، كما تُحيط بالمدينة بساتين الغوطة، وربوة دمشق، وجبل قاسيون، كما تطل المدينة على ضفاف نهر بردى، وتتركّز الأحياء الجديدة في المدينة في الجزئين الغربي والشمالي. ويحظى الموقع الجغرافي لمدينة دمشق تاريخياً بِمكانةٍ كبيرةٍ؛ فقد كانت مَحطّةً في طريق القوافل التجارية، ومحوراً مهمّاً في شبكة التجارة الدولية.[١]
السُكّان
تعتبر مدينة دمشق من أكبر المدن السورية من حيث الكثافة السكانية؛ فوفق إحصائيات لمركز سوريا للبحوث والدراسات في عام 2011م فقد بلغ عدد سُكّان المدينة نحو 1,754,000 نسمة، مُشكّلين بذلك ما نسبته 8% من إجمالي سُكّان الجُمهورية، ويحتل العرب الغالبية العظمى من إجمالي سُكّان المدينة بنسبة تصل إلى 95%، وبنسبة 4% من الأكراد، وتُشكّل النسبة المتبقية إثنيات أخرى، مثل التركمان، والأرمن، والآشوريين، والشركس، والبشناق، والأذريين، والألبان، والمسيحيين الروم الأرثوذكس الأنطاكيين، والروم الملكيين الكاثوليك، ونسبة من اليهود.[٢]
التقسيم الإداري
تنقسم مدينة دمشق إدارياً إلى 12 بلديةً تضم في ثناياها 66 حيّاً، وهذه البلديات هي:[٣]
- بلدية دمشق القديمة: تقع هذه البلدية في وسط مدينة دمشق، وتُعتبر منطقةً تجاريّةً وأثريّةً مهمّةً، وتتميّز بوجود سورٍ دائريٍ يُحيط بها، وتضم مجموعةً من الأحياء، وهي: حي الجورة، وحي العمارة، والحي التجاري، والقيمرية، والأمين، ومئذنة الشحم.
- بلدية ساروجة: وتعتبر امتداداً لبلدية دمشق القديمة نحو الشرق، وتضم حي القصور، وحي العقيبة، والعدوي، ومسجد الأقصاب، والزينبية، وباب توما، كما أنها تحتوي على التجمع الوزاري الأكبر، والمركز التجاري الأول، والمدينة الرياضية.
- بلدية المهاجرين: وتقع في شمال غرب مدينة دمشق، وتضم حي أسد الدين، وحي النقشبندي، وحي المصطبة، والمرابط، والمالكي، والروضة.
- بلدية ركن الدين: تقع في شمال شرق مدينة دمشق، وتضم حي صالحية أبو جرش، وحي شركسية، وحي المزرعة، وتضم المدينة أيضاً مدينتين رياضيتين.
- بلدية برزة: تقع في الجزء الشمالي الغربي من مدينة دمشق، وتضم حي مساكن برزة، وحي برزة البلد، وحي القابون، والمأمونية، وفارس الخوري.
- بلدية المزة: وتقع في الجزء الغربي لمدينة دمشق، وتضم حي كيوان، وحي الربوة، ومزة القديمة، ومزة جبل، ومزة فيلات، وتضم البلدية أيضاً جامعة دمشق، ويستقر فيها معظم التمثيل الدبلوماسي
- بلدية كفرسوسة: وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة دمشق، وتضم حي كفرسوسة، وحي اللوان.
- بلدية باب سريجة: وتقع في جنوب مدينة دمشق، وتضم البلدية الأحياء الآتية: الشاغور، والسروجي، والحجاز، والقنوات، وباب الجابية، وباب سريجة، والأنصاري، والبرامكة، السويقة، قبر عاتكة، باب مصلى، ابن عساكر. بالإضافة إلى العديد من الأسواق التجارية، والمصانع، ومدينة رياضية.
- بلدية المخيم: وتقع في الجهة الجنوبية، وتضم حي الزاهرة، والحقلة، وميدان وسطاني، وجامع الدقاق، وحي الكرمل، وحطين، والتضامن. والنمط العمراني في هذه البلدة يعتبر من العشوائيات، وتعتبر من أول المناطق في سورية التي احتضنت المهاجرين اللاجئين من فلسطين.
- بلدية القدم: وتقع جنوب المدينة وتمتد إلى خارج حُدودها، وتضم حي باب مصر، وحي القاعة، والقدم، والفالوجة.
- بلدية جوبر: وتقع على امتداد بلدية ساروجا، وتضم حي جوبر شرقي، وجوبر غربي، وبلال الوحدة، وباب شرقي.
- بلدية دمر: وتضم حي دمر الغربية، والتجمع السكني، ودمر الشرقية. ويُمثّل الجزء الشرقي من البلدية نموذجاً للنمو العمراني العشوائي، أما الجزء الغربي فهو يُمثّل تجربة التوسع العمراني المخطط لمدينة دمشق.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "دمشق"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2018. بتصرّف.
- ↑ حسين إبراهيم قطريب، سورية المفيدة والتغيير الديموغرافي في سوريا، صفحة 8،9. بتصرّف.
- ↑ عدنان مصري، تأثر حركة نقل الركاب بالتوسع العمراني، صفحة 102،103. بتصرّف.