وصف منظر غروب الشمس

كتابة:
وصف منظر غروب الشمس

وصف منظر غروب الشمس

يعدّ وصف منظر غروب الشمس من أهمّ وأجمل المواضيع الشيّقة نظرًا؛ لأنّ غروب الشمس منظرًا ربانيًا رائعًا يُظهر السحر والجمال والألوان الجذابة المتغيرة النقية البديعة في مظهرها، ويظهر الغروب على شكل خطوط كالشفق الأحمر تُزين السماء كلوحةٍ رُسمت على يد فنانٍ مُبدع فسبحان الله الذي خلق فأبدع فأدهش!، وفي لحظة الغروب تظهر الشمس كأنْها فتاةٍ تمشي بعيدًا وباستحياءٍ من حبيبٍ قادم إليها وتعود مرةً أخرى مُشرقة متزينة بالصباح؛ لتراه حاملة معها أملٍ جديدٍ.


يحمل منظر غروب الشمس معانٍ كثيرةٍ منها الوقت الذي تختفي فيه الشمس، والذي يدل على أنّ لكل بدايةٍ نهاية، ولكن هذه النهاية جميلة شيّقة ملئية بالحُبْ والرَّاحة، فعندما تغيب الشّمس في خجلٍ وبعيدة عن الأفق بعد ما تودعه بكل لهفة وحُزن وكأنّها تريد الافصاح له بأنّها لا تُطيق الوداع آخذة معها النّور والضياء وتفتح المجال للظلام من التسلل نحو الأفق فينسدل الستار الأسود معلنًا الحداد فتتشوه الألوان، وتتوحد الأرض كلها بلونٍ واحدٍ منتظرة عودة الشَّمس من جديد؛ لتُنبت ذلك الأمل الذي اختفى.


ومن الملفِت في لوحة غروب الشمس، أنّ كل مكانٍ في هذا العالم يحدث فيه الغروب بمشاهد مختلفة عن الأماكن الأخرى، فغروب الشمس على شاطئ البحر مثلًا، يعكس اللون الأحمر على وجه الماء، وتبدو فيه الشمس وكأنّها فتاةٌ مُرتدية ثوبٍ أحمر وتُغْرَق في عرض البحر، وغروب الشمس بين الجبال تبدو وكأنّها ملكة متوجة على عرشها وتجر ثوبها الجميل الأحمر خلفها؛ ذاهبةً للنوم، وبالنسبة للغروب في الصحراء فهو بمثابةِ حكايةً أُخرى من حكايات الجمال والروعة والإبداع والإعجاز الربانيّ فيحدث في هذه اللحظة انعكاسًا لأنوار الشمس على رمال الصَّحراء الصَّفراء، فتبدو وكأنّها قطعًا من ذهبٍ جذابٍ، فيشعر الناظر إليها من وجود كنزاً عظيماً منثوراً في هذا المدى الواسع فسبحان الخالق ما أعظمه!


تعدّ لحظة غروب الشَّمس من أجمل النهايات يشعر المراقب لهذه اللحظة بمشاعر مُختلطة جميلة ممزوجة بالهدوء فتجعل المراقب يتأمل هذا المنظر الخلاب ويتفكر في خلق الله تعالى، فهذه اللحظة تشحن الروح وتُثير المشاعر والأحاسيس في قلب المُراقب لها، ويقف حينها ملوحًا لها بالوداع حاملةً معها أسراره، وكيف لهذه الشمس الاختفاء من هذا المكان؟ لتشرق في مكان آخر تبُث فيه الأمل والروح والتفاؤل كالأم التي تُعطي بلا حدود، فكم من شاعر تَغنى بقصائدٍ تصف لحظة غروب الشمس، وكم من فنانٍ رسمَ مشهد الغروب الساحر؛ ليُخلده في العقل والقلب والعينيين، وكم من لحظاتٍ رومانسيةٍ بين العاشقين شهدت لحظةَ الغروب.

5611 مشاهدة
للأعلى للسفل
×