وضعيات الرضاعة الصحيحة

كتابة:
وضعيات الرضاعة الصحيحة

الرضاعة الطبيعية

توفر الرضاعة الطبيعية التغذية المثالية للطفل، وتزوده بما يكفي من المواد الغذائية سهلة الهضم، ولكن تصل نسبة الرضاعة الطبيعية إلى 30% فقط في بعض المجموعات من النساء، فإن بعض النساء غير قادرات على الإرضاع الطبيعي وبعضهن الآخر لا يفضلنه، وللرضاعة الطبيعية مجموعة من الفوائد للأم والطفل؛ إذ يُعدّ حليب الأم التغذية المثالية للطفل، ويحتوي على أجسامًا مضادة مهمة، كما تُقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بالأمراض، وتعزز اكتساب الوزن الصحي لدى الطفل، بالإضافة إلى أنَّها تزيد نسبة ذكاء الأطفال، وتساعد في إنقاص وزن الأم، كما تُساعد على إعادة الرحم إلى حجمها الطبيعي بعد الولادة، ومن فوائدها الأخرى؛ أنَّها تقلل المن خطر الإصابة بمرض الاكتئاب بعد الولادة لدى الأمهات، وتؤخر الحيض، ممّا يُساعد على المباعدة بين الأحمال، كما أنّها تُوفّر المال والوقت.[١]


وضعيات الرضاعة الصحيحة

لا توجد وضعية واحدة صحيحة للرضاعة؛ إذ يوجد العديد من الوضعيات الممكنة التي منها يأتي:[٢]

  • وضعية المهد: هي الطريقة الكلاسيكية الأنسب للرضع المولودين بعد إتمام الحمل كاملًا، وينصح بالبدء بهذه الوضعية للأمهات حتى التمكن من الرضاعة الطبيعية؛ إذ تضع الأم رأس طفلها على ذراعها للإمساك بظهره ورقبته ومؤخرته، ودعم الذراع بوضع وسائد أو الجلوس لإسناد الذراع، ومد القدمين على كرسي لتجنب الانحناء فوق الطفل، وإسناد ركبتي الرضيع على جسم الأم تحت الثدي المعاكس للثدي الذي يتغذى منه، وإمساك الرضيع بوضع أفقي مع رفع جزئه العلوي قليلًا.
  • الوضعية المتقاطعة: في هذه الحالة تقوم الأم بإسناد رأس الطفل بالذراع المعاكسة للثدي الذي يتغذى منه الرضيع؛ إذ تستطيع الأم إرضاع طفلها من ثديها الأيسر، وإسناد رأسه بوضع إصبعيها السبابة والإبهام من اليد اليمنى تحت رأس الرضيع وأذنيه، وتعد هذه الوضعية مثاليةً لحديثي الولادة، والرضع صغيري الحجم، والرضع الذين لا يستطيعون إمساك الثدي جيدًا.
  • وضعية الكرة: فكما يشير الاسم في هذه الوضعية تقوم الأم بوضع رأس الرضيع تحت ذراعها المماثلة للثدي المراد الإرضاع منه والمسندة على وسادة، ووضع يدها تحت رأسه وتوجيه فمه نحو حلمة الثدي، وتُعدّ هذه الطريقة المثالية للنساء اللواتي خضعن للولادة القيصرية، لتجنب الضغط على غرز العملية، وللرضع الذي يواجهون صعوبةً في إمساك الثدي، والنساء ذوات الثدي الكبير، وحلمة الثدي المسطحة، كما تُعد مثاليةً لإرضاع التوأم في ذات الوقت.
  • وضعية الاستلقاء الجانبية: إذ تقوم الأم بالتمدد الجانبي مع وضع وسادة تحت رأسها وأخرى بين ركبتيها، ثم تقرِّب رأس الطفل باستخدام ذراعها العلوية مع ثني رأس الرضيع إلى الأعلى قليلًا لتسهيل إمساكه للثدي، وتُعدّ هذه الوضعية مثاليةً للواتي خضعن للولادة القيصرية خلال فترة التعافي منها، وللواتي خضن مخاضًا صعبًا وطويلًا.
  • وضعية الكوالا: ففي هذه الوضعية تقوم الأم بوضع الرضيع على إحدى الفخذين مع تدلي قدمي الرضيع على جانبي الفخذ، ودعم ظهره ورأسه بإحدى الذراعين ليقابل فمه الثدي، وسيقوم الرضيع بإرجاع رأسه إلى الخلف لتسهيل الإمساك بالثدي، وتُعدّ هذه الوضعية مثاليةً للنساء اللواتي يتحركن باستمرار، وللرضع الذين يعانون من ارتجاع الحمض المعدي، وعسر الهضم.
  • وضعية الاستلقاء الخلفي: إذ تستلقي الأم على كنبة مائلة إلى الخلف مع مواجهة وجه الرضيع للأسفل نحو الثدي، ليضع ذراعيه حول الثدي، فيساعد مفعول الجاذبية على إبقاء الرضيع بالوضعية المثالية، وتُعد هذه الطريقة مثاليةً للواتي يعانين من تقرحات حلمة الثدي.
  • وضعية التوأم: فكما يشير الاسم فإنّ هذه الطريقة تستخدم لإرضاع التوأم بوضع وسادة على الحضن، والطلب من أحد المساعدة على وضع كلا الرضيعين تحت ذراعي الأم، وتوجيه كل طفل إلى أحد الثديين.


نصائح للرضاعة الصحيحة

يمكن للممرضات إعطاء الأم بعض النصائح للرضاعة الطبيعية، مثل؛ كيفية وضع الطفل وإمساكه الصحيح، ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها للرضاعة الصحيحة ما يأتي:[٣]

  • توفير الراحة للأم والطفل باستخدام الوسائد لتدعيم الطفل، ودعمه بيد واحدة والثدي باليد الأخرى.
  • ترك الطفل يختار عدد مرات الرضاعة التي تناسبه؛ إذ يحتاج إلى الرضاعة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات في بداية الأمر، ولكن يجب إرضاعه عند ظهور أي من علامات الجوع لديه، وليس بأوقات محددة مسبقًا.
  • تركه يرضع من الثدي الأول كاملًا، ويستغرق هذا الأمر ما بين 15 إلى 20 دقيقة، ثم تجشؤ الطفل، ثم تركه ليرضع من الثدي الآخر إذا كان ما يزال جائعًا.
  • يُفضَل أن ينام الطفل في الغرفة نفسها التي ينام فيها الوالدان في السنة الأولى من حياته أو على الأقل الستة أشهر الأولى، ممّا يُسهِّل إرضاعه ليلًا، ويقلِّل من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
  • يجب على الطفل أن ينام في سريره الخاص؛ لأن الأسرة الكبيرة غير آمنة للرضع.
  • عدم استخدام اللهايات التي قد تُؤثر في عملية الرضاعة الطبيعية للطفل.
  • تقليل كمية الصابون، والشامبو، والمنظفات بمنطقة الثديين أثناء الاستحمام.
  • اتباع نظام حياة صحي، مثل:
    • تناول طعام صحي للمحافظة على طاقة الأم، مثل؛ تناول الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة.
    • شرب الكثير من السوائل؛ كالعصير، والماء، والحليب للحفاظ على رطوبة الأم.
    • تقليل الكميات المشروبة من الكافيين.
    • النوم قدر الإمكان عندما ينام الطفل.
    • عدم التدخين أثناء الرضاعة.
    • الحذر من تناول الأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية.
    • عدم الشعور بالإحباط في حالة كانت الرضاعة متعبة، لذلك ينصح بالبدايات البطيئة، مع العلم أنّ الطفل كلّما أُرضِع رضاعة طبيعية، زاد إنتاج الحليب لدى الأم.


الرضاعة الطبيعية بعد الولادة القيصرية

تلد العديد من النساء أطفالهن بعملية ولادة قيصرية، فيشكل الخضوع لهذه العملية تحديًا للأم، خاصةً بالنسبة للرضاعة الطبيعية؛ إذ يؤثر الخضوع للجراحة في الرضاعة الطبيعية بسبب الألم وعدم الراحة الذي تعانيه الأم عقب الجراحة، كما قد يتأخر بدء الرضاعة الطبيعية، بسبب خضوع الأم للتخدير الذي قد يؤثر في نشاط الرضيع فيبدو ناعسًا فلا يستطيع الرضاعة، بالإضافة إلى أثره بتأخير البدء بإنتاج الحليب لدى الأم، وتؤدي تلك العوامل إلى تأخير بدئها، وفيما يأتي بعض النصائح التي تساعد على إنجاح عملية الرضاعة عقب الولادة القيصرية:[٤]

  • بدء الرضاعة الطبيعية في أسرع وقت ممكن بعد الولادة القيصرية: فعند الخضوع للتخدير النخاعي أو فوق الجافية تستطيع الأم البدء مباشرةً بالرضاعة، لكن عند الخضوع للتخدير العام قد تتأخر عملية التعافي منه، ويمكن وضع الرضيع على صدر الأم، لتعزيز الاتصال بين الأم وطفلها.
  • طلب المساعدة من المرافق أو الممرضة: للمساعدة على اتخاذ وضعية الرضاعة، لوجود العديد من المعيقات في المستشفى؛ كوجود الإمدادات الوريدية، والغرز الجراحية، وأداة قياس الضغط.
  • إرضاع الطفل كل ساعة إلى ثلاثة ساعات: بالرغم من الألم المصاحب إلّا أنّه يوصى بإرضاع الطفل كل ساعة إلى ثلاث ساعات تقريبًا لرفع فرص إنجاح الرضاعة الطبيعية فيما بعد.
  • إبقاء الطفل بجانب الأم: ذلك لعدم قدرتها على النهوض والاعتناء بالطفل، ويفضل وجود مرافق أو صديق أو قريب لمساعدتها.
  • استخدام أداة ضخ الحليب: إذ يوصى باستخدامها كل 2-3 ساعات عند عدم وجود الطفل مع الأم لتحفيز إنتاج الحليب.
  • تناول أدوية مسكنات الألم: للشعور بالراحة خلال الرضاعة الطبيعية، ومساعدة الطفل على التعافي بسرعة من آثار الولادة، والتركيز على الرضاعة الطبيعية.
  • استغلال وقت التعافي في المستشفى: إذ تمضي الأم وقتًا أطول في التعافي في المستشفى مقارنةً باللواتي خضعن لولادة طبيعية، فيمكن الاستعانة بكادر المستشفى وأخصائية الرضاعة، والاستفسار عن جميع الأسئلة التي تدور حول الرضاعة.


المراجع

  1. Adda Bjarnadottir (1-6-2017), "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby"، www.healthline.com, Retrieved 4-3-2019. Edited.
  2. Darienne Hosley Stewart (30-4-2019), "Good positions for breastfeeding"، www.babycenter.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  3. Mayo Clinic Staff (6-4-2018), "Breast-feeding tips: What new moms need to know"، www.mayoclinic.org, Retrieved 4-3-2019. Edited.
  4. Donna Murray (10-8-2019), "How a C-Section Affects Breastfeeding and 7 Tips for Success"، www.verywellfamily.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×