محتويات
وفاة أبي عبيدة
تُوفّي أبو عبيدة -رضي الله عنه- في طاعون عمواس، وكان ذلك في الأردن،[١] في السنة الثامنة عشرة للهجرة،[٢] وكان عمره 58 سنة.[٣]
وصايا أبي عبيدة
بعدما أُصيب أبو عبيدة -رضي الله عنه- بطاعون عمواس واقترب أجله؛ كان قد دعا المسلمين إليه ليوصيهم، فكان من جملة ما أوصى به ما يأتي:[٤]
- أوصى -رضي الله عنه- المسلمين بالمحافظة على الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان المبارك.
- أوصى -رضي الله عنه- المسلمين بالحجّ والعمرة، والإكثار من الصدقة.
- أوصى -رضي الله عنه- المسلمين بالتوادّ والتراحم فيما بينهم، ونصح أمرائهم وألّا يكون الخوف منهم سبباً في غشّهم.[٥]
- أوصى -رضي الله عنه- المسلمين بالاستعداد للموت ولقاء الله -تعالى-، فذلك مآل بني آدم، وألّا تُشغلهم زينة الدنيا ومتاعها، وأنّ أكيس المؤمنين أكثرهم طاعة لله -تعالى- وعملاً واستعداداً للآخرة.[٥]
التعريف بالصحابي أبي عبيدة
هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن كنانة بن خزيمة، يُعرف بكنيته واسم جده فيقال له: أبو عبيدة بن الجراح،[٦] وأمّه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة، كان -رضي الله عنه- أحد السابقين إلى الإسلام، حيث كان إسلامه مع عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة في ساعة واحدة -رضي الله عنهم-، وقد هاجر -رضي الله عنه- الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة.[٧]
وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد آخى بينه وبين سعد بن معاذ -رضي الله عنهما-، كما كان -رضي الله عنه- أحبّ أصحاب رسول الله إليه بعد أبي بكر وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- وذلك لما ثبت عن عبد الله بن شقيق -رضي الله عنه- قال: (قلتُ لعائشةَ: أيُّ أصحابِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- كانَ أحبَّ إلى رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من، قالَت: عمرُ قلتُ: ثمَّ من قالت: ثمَّ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ).[٨]
وقد روى -رضي الله عنه- عن رسول الله، وكان ممّن روى عنه العرباض بن سارية، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة، وسمرة،[٧] كما شهد -رضي الله عنه- جميع الغزوات مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد سجّل له التاريخ حدث نزع حلقتي المغفر من وجه رسول الله في غزوة أحد بثنياه حتى كُسرتا.[٦]
فضائل أبي عبيدة ومناقبه
هناك العديد من المناقب التي امتاز بها أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-، منها ما يأتي:
- كونه -رضي الله عنه- يُلقب بأمين هذه الأُمّة،[٩] وقد كان رسول الله هو مَن أطلق عليه هذا اللقب بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أمِينٌ، وأَمِينُ هذِه الأُمَّةِ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ)،[١٠][١١] وقد نال -رضي الله عنه- بهذا اللقب ثناء لا مثيل له، كيف لا والواصف رسول الله والموصوف أمين للأمّة الناجية الشاهدة على الناس يوم القيامة.[١٢]
- كونه -رضي الله عنه- يُلقّب بالقوي الأمين.[١٣]
- كونه -رضي الله عنه- أحد العشرة المبشرين بالجنة.[١٤]
المراجع
- ↑ ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول، دمشق:دار الفكر، صفحة 130، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير (1415)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 201، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ محمد شراب (1418)، أبو عبيدة عامر بن الجراح (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 285. بتصرّف.
- ↑ محمد المبرد، التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا، مصر:دار نهضة مصر ، صفحة 141. بتصرّف.
- ^ أ ب المتقي الهندي (1401)، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (الطبعة 5)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 219، جزء 13. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن الأثير (1409)، أسد الغابة، بيروت:دار الفكر، صفحة 24-26، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن حجر العسقلاني (1415)، الإصابة في تمييز الصحابة (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 475-477، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن شقيق، الصفحة أو الرقم:3657 ، صحيح.
- ↑ محمد البري (1403)، الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (الطبعة 1)، الرياض:دار الرفاعي، صفحة 355، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4382 ، صحيح.
- ↑ الذهبي (1405)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 11، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ احمد الشرباصي (1373)، أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح (الطبعة 1)، مصر:مطبعة الاعتصام، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ ابن أبي خيثمة (1427)، التاريخ الكبير المعروف بتاريخ ابن أبي خيثمة (الطبعة 1)، القاهرة:دار الفاروق، صفحة 385، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد عبد الغفار، فضائل الصحابة، صفحة 3. بتصرّف.