محتويات
يؤكد العالم في اليوم العالمي للسرطان أن القضاء عليه ليس خارج نطاق قدراتنا، اليكم المقال التالي للتفاصيل.
يصادف اليوم (الرابع من شهر شباط) الذكرى العاشرة لليوم العالمي للسرطان، والذي جاء هذا العام 2016 حاملاً شعار "نستطيع..أستطيع We can. I can"، حيث تهدف الفعاليات إلى التأكيد بأن كل فرد بإمكانه واستطاعته إحداث تغييراً في الحرب ضد مرض السرطان، وسيرافق هذا الشعار اليوم العالمي للسرطان لثلاث سنوات قادمة.
وحمل هذا اليوم شعار "نستطيع..أستطيع" لرفع الوعي المجتمعي حول أهمية العمل سواء الفردي أو الجماعي في محاربة السرطان، حيث بالإمكان العمل على ذلك من خلال:
نحن نستطيع:
1- من خلال وقف الخرافات والأساطير التي يتم تناقلها ما بين الجماعات المختلفة عن مرضى السرطان.
2- حث المدارس لتوعية الطلاب حول كيفية حماية أنفسهم من الإصابة بالسرطان.
3- الطلب من الحكومات لزيادة التمويل الخاص بالسرطان ومرافق علاج المرض.
أنا أستطيع:
1- أقلع عن التدخين نهائياً
2- تعرف على أعراض وإشارات الإصابة بالسرطان من أجل كشفه مبكراً.
3- بعد انتهاء علاج السرطان يجدر بك العودة مجددا إلى العمل والحياة الطبيعية لتهزم المرض كلياً.
وبالإمكان العمل على تقليل أعداد الإصابات بمرض السرطان من خلال المحاور الرئيسية التالية:
اختيار حياة صحية
ان تشجيع الناس على اختيار وتبني نمط حياة صحي، من شانه أن يقلل من عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان، حيث بالإمكان القضاء على ثلث أكثر انواع السرطانات شيوعا من خلال تقليل استهلاك الكحول واتباع نمط حياتي صحي وممارسة النشاط البدني المنتظم، أما ان تم إضافة التدخين، فيمكن القضاء بذلك على 50% من هذه السرطانات!
ويهدف هذا اليوم إلى تحقيق الأهداف التالية:
- تقوية وتعزيز الأنظمة الصحية، والتي من شأنها أن تساعد مرضى السرطان في مكافحتهم للمرض.
- التقليل من استهلاك التبغ، ومحاربة الوزن الزائد والسمنة، وتشجيع ممارسة النشاط البدني.
- ضمان حصول العالم على تطعيمات مرض التهاب الكبد B، والفيروسات الحليمية البشرية- human papillomavirus، والتي ترفع خطر الإصابة بالسرطان.
وبالطبع يجب أن ننظر أبعد من هذه العوامل، وذلك تبعا لكل دولة بخصوصيتها، فمثلا الدول التي ينتشر فيها سرطان الكبد كدولة مصر، يجب أن يتم القيام بخطوات جدية وجذرية بخصوص التهاب الكبد B وفيروسات الحليمية البشرية!
وتتمثل عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسرطان بالتالي:
- استهلاك التبغ
- الوزن الزائد والسمنة
- النمط الغذائي الغير صحي
- الخمول والكسل
- تعاطي الكحول
- فيروس التهاب الكبد B وفيروسات الحليمية البشرية
- تلوث الهواء
القيام بالكشف المبكر
ان توفر برامج الكشف المبكر عن السرطان من شأنها ان تقلل من أعداد الإصابة والوفيات بالمرض في العالم أجمع. حيث يأمل أن يتم تحقيق توفير هذه البرامج للجميع دون استثناء بحلول عام 2025. إلا ان التحدي الكبير يكمن بعدم معرفة الأعراض الأولية للإصابة ببعض أنواع السرطانات، بالتالي تنبع هنا أهمية الوعي والإدراك حول المرض وأعراضه وملاحظة أي تغيرات تطرأ على جسد الشخص من خلال الفرد والمهنيين.
تقديم العلاج للجميع
من حق الجميع الحصول على العلاج الفعال والمناسب لمرض السرطان بالتساوي، وبغض النظر عن المكان الجغرافي أو المكانة الاجتماعية والاقتصادية للفرد، ومن هذا المنطلق، يجري العمل على أن يتم بحلول عام 2025 وصول الجميع إلى الخدمات الطبية المناسبة، للكشف عن المرض وعلاجه على حد سواء، وذلك من خلال تطوير الأنظمة الصحية وجعل أسعارها متاحة للجميع.
حياة بجودة أفضل
يعتبر الفهم العميق والتفاعل مع السرطان في كافة الجوانب، النفسية والعاطفية والجسدية، من أكثر الأمور المهمة للحصول على حياة أفضل، للمرضى وعائلاتهم على حد سواء. فلا تقل الحالة النفسية عن الحالة الجسدية لمرضى السرطان، بل تعتبر جزءا مهما لعلاج المرض ونجاحه.
العالم العربي: السرطان في تزايد
يصل عدد الوفيات سنويا ما يقارب الـ8.2 مليون شخصا جراء الإصابة في السرطان حول العالم، ليعتبر من أكبر مسببات الوفاة، ومن المتوقع أن يصل عدد وفيات السرطان في العالم بحلول عام 2030 إلى ما يقارب الـ 13.1 مليون وفاة! وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 70% من مجمل الوفيات الناجمة عن السرطان، حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويعتبر سرطان الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي من أكثر السرطانات المسببة للوفاة.
ان انتشار عوامل الخطر المذكورة سابقا، بأي منطقة يساعد على تفاقم مشكلة السرطان فيها، وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات، وهذا ما يحدث في الدول العربية. حيث نرى أن احصائيات عام 2008 و2012 الخاصة بالعالم العربي تعرض ارتفاعا في أعداد الإصابات والوفيات، علما أن سرطان الرئة السبب الرئيسي في هذه الوفيات، في حين أن نسبة الإصابات الأكبر كانت لصالح سرطان الثدي!
وقد يكون هذا مؤشرا ودليلا على قدرة اكتشاف سرطان الثدي في مراحل مبكرة وبالتالي القدرة على علاجه، في حين مواجهة صعوبة الكشف عن سرطان الرئة وحتى علاجه مبكرا، حيث ان اعراض سرطان الرئة لا تظهر في مراحلها الاولية في معظم الحالات، وغالبا ما تظهر اعراضه عندما يكون المرض قد وصل الى مرحلة متقدمة بالفعل.
كما تساعد حملات التوعية الكبيرة في مجال سرطان الثدي من زيادة المعرفة حول المرض وأعراضه، إلا أن قلة الإهتمام والتوعية بسرطان الرئة جعل الإدراك حول المرض وطبيعته قليل.
الدول في مواجهات مختلفة مع السرطان
تختلف أعداد الإصابات والوفيات في السرطان ما ببن الدول العربية،حيث يصيب سرطان الثدي في دولة لبنان 1934 إمراة، أي 21.3% من مجموع الإصابات الكلي لدى الجنسين، والملفت للانتباه أن 49% من الإصابات الجديدة في سرطان الثدي في لبنان تحدث لدى النساء ما دون سن الخمسين، في حين أن متوسط عمر المصابات بهذا النوع من السرطانات في الدول الغربية هو حوالي 62 عاما. بالتالي يستدعي هذا الأمر وقفة جدية، وذلك من خلال زيادة حملات التوعية فيما يخص سرطان الثدي، بالإضافة إلى تشجيع النساء على القيام بالفحوصات المبكرة، أي قبل بلوغهن سن الخمسين، وبالأخص لمن لديهن تاريخ عائلي.
والأمر ذاته ينطبق على موضوع سرطان الرئة، باعتباره المسبب الأول للوفيات بالسرطان في العالم أجمع، والعالم العربي أيضا، ويسلط هذا الأمر الضوء على مسألة التدخين وانتشارها في العالم العربي بشكل رهيب، كونها المسبب في 90% من الإصابات بسرطان الرئة. من هنا تنبع أهمية العمل على الحد من انتشار التبغ ووضع قوانين وضوابط صارمة من شأنها أن تخفف من آفة التدخين.
وفي الجدول التالي نوضح عدد الإصابات والوفيات جراء السرطان في بعض الدول العربية لعام 2012، وأكثر أنواع السرطانات انتشارا والمسببة للوفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية لعام 2012:
الدولة | عدد الإصابات | عدد الوفيات | أكثر السرطانات انتشارا | أكثر السرطانات المسببة للوفاة |
الأردن | 6382 | 3777 | الثدي (19.4%) | القولون والمستقيم (15.4%) |
مصر | 108611 | 72300 | الثدي (17.2%) | الكبد (23.2%) |
السعودية | 17522 | 9134 | الثدي (15.9%) | القولون والمستقيم (12%) |
الجزائر | 37908 | 21700 | الثدي (21.6%) | الثدي (13.1%) |
تونس | 12189 | 7339 | الثدي (15%) | الرئة (21.1%) |
قطر | 1017 | 484 | الثدي (14.6%) | الرئة (14.7%) |
بحرين | 898 | 348 | الثدي (19.7%) | الرئة (18.4%) |
كويت | 1689 | 796 | الثدي (18.6%) | الثدي (12.9%) |
الإمارات | 2935 | 1257 | الثدي (19.4%) | الرئة (12.2%) |
لبنان | 9059 | 4831 | الثدي (21.3%) | الرئة (16.5%) |
في الختام:
يعد خوف المريض من الذهاب إلى الطبيب من أسباب تراجع تسبة الشفاء في العالم العربي، فضلا عن ان بعض الاطباء ليس لديهم خبرة كبيرة في تشخيص الاورام، بالاضافة الى ضعف الامكانيات المادية وقلة الوعي تجاه المرض في وسائل الاعلام، واخيرا العامل النفسي للمريض الذي يلعب دورا مهما في التعافي من المرض، وهو الامر الذي لا يهتم به عدد كبير من المرضى في الدول العربية حيث تنتابهم حالة من الياس وعدم الامل بالشفاء عند اكتشاف اصابتهم بالمرض.